الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب الكردية السورية ما بين المرجعية و التبعية

محمد رشو

2013 / 10 / 23
القضية الكردية


ما يميّز الأحزاب الكردية السورية كافة ارتباطها بشكل وثيق بأحزاب كردستانية كبرى في المنطقة، هذه الأحزاب الكبرى كان لها الفضل في إنشاء الأحزاب الكردية السورية من ناحية التمويل و الدعم السياسي خدمة لمصالحها الداخلية، ولتشكيل أوراق ضغط إقليمية على الحزب الكردي الكبير المنافس، أو تشكيل ذراعاً اقليميةً للضغط أحياناً والتقارب غالباً من الأنظمة الدكتاتورية المهيمنة على المنطقة، بغرض الحصول على الدعم العسكري سابقاً والسياسي حالياً، وهذه الأحزاب هي: الحزب الديمقراطي الكردستاني المؤسَّس من قِبل ملّا مصطفى البارزاني وبرئاسة نجله السيد مسعود البارزاني، وحزب الإتحاد الوطني الكردستاني المنشقّ عن الأول و المؤسَّس من قِبل الرئيس جلال الطالباني و حزب العمال الكردستاني المؤسَّس من قِبل عبد الله أوجلان ورفاقه.
الأحزاب الكردية السورية وتأثير المرجعيات عليها:
أولاً: حزب الإتحاد الديمقراطي:
عندما اشتدّ الخناق على حزب العمال الكردستاني بفضل العملية العسكرية التركية واعتقال عبد الله أوجلان، بالإضافة إلى الخلافات التي رافقت هذا الاعتقال فيما بين القيادة في قنديل، عمد الحزب إلى تخفيف العبء المركزي عن القيادة وتشكيل أحزاب صغرى في أجزاء كردستان الأربعة، وكان نصيب سوريا أن يتم تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي في عام 2003.
قام الحزب باستنساخ تجربة الحزب الأم في إنشاء المؤسسات الخاصة به حسب التعليمات التي وجهت إليه، ولكنها تأثرت بشكل واضح بضغط النظام في تلك الحقبة، نتيجة التقارب السوري التركي آنذاك، إلى أن أتت الثورة السورية المباركة و أُعطي هذا الحزب الضوء الأخضر من قبل النظام الذي تحالف على ما يبدو مع حزب العمال لزيادة الضغط على الحليف السابق والعدو الحالي تركيا.
يعاني هذا الحزب من شيزوفرينيا قيادية، فقيادة الحزب السورية غير قادرة على اتخاذ أبسط القرارات دون الرجوع إلى مرجعيتهم القنديلية، بينما توّلت عناصر حزب العمال الشق العسكري من نشاط هذا الحزب، علماً أن هذه العناصر تأتمر بأوامر قنديل مباشرة ومتجاوزة القيادة السورية للحزب.
نفس الحالة من التبعية لقنديل يمكننا أن نجدها في حزب اليسار الديمقراطي وحزب الوحدة (شيخ آلي)، حزب اليسار الكردي.

ثانياً: الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)
بعد التأييد الكردي الواسع للقائد ملا مصطفى البارزاني الذي رافق ثوراته المتكررة ضد النظام العراقي أيام عبد الكريم قاسم و صدام حسين، ومشاركة الكورد من كافة أجزاء كردستان في الثورة، بالتالي كان لا بد من تنظيم هذا التأييد، ومن هنا برزت فكرة إنشاء (البارتي) في سوريا عام 1957.
تعرض هذا الحزب للعديد من الانشقاقات ولكن جميع الأحزاب المنشقة، وما إنشق عنها من أحزاب، كانت تحت سيطرة (البارتي) العراقي، ماعدا الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بقيادة حميد حاج درويش.
البارتي العراقي أثّر و بشكل عميق في البارتي السوري، فلا شرعية لأي سكرتير للحزب ما لم ينال مباركة قيادة البارتي الكردستاني، وبسبب انغماس الأخير في السياسات الأمريكية بعد احتلال العراق، بالتالي أثّر ذلك على البارتي السوري حيث أعتبر معادياً سورياً، الأمر الذي أدى إلى التضييق على رفاق الحزب واعتقال العديد منهم بقبضة أمنية سورية تارة وبقبضة وكلاؤها في المنطقة الكردية أي حزب الإتحاد الديمقراطي تارة أخرى، بالنتيجة كان انتقال قيادة الحزب إلى أربيل مركز القيادة السياسية للبارتي العراقي، ولكن الاقليم لم يكن مكاناً للجوء فحسب وإنما كان انتقالاً للقرار السياسي من القيادة السورية إلى قيادة البارتي العراقي، فالتمويل الكبير للحزب و دعمه سياسياً في مواجهة خصومه أدى إلى فرض عدة تحالفات لم تكن تصب في المصلحة العامة للبارتي السوري كالمجلس الوطني الكردي والهيئة الكردية العليا و أخيراً و ليس آخراً تشكيل ما يسمى "الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا" الأمر الذي أبعد الحزب عن حاضنته الشعبية في المناطق الكردية السورية، وارتهانه لسياسة الاقليم الذي يعمل بمنطق مصالحي بحت، بعيدا عن مصالح الشعب الكردي في سوريا.
يشارك البارتي السوري حالة التبعية هذه كلاً من حزبي آزادي والبارتي (آلوجي)، البارتي (سكو) ويكيتي الكردستاني وغيرهم.

ثالثاً: الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
تم تأسيس هذا الحزب عام 1962 بعد انشقاق مؤسسه عن البارتي السوري بتأثير من جلال الطالباني الذي انشق لاحقا عن حزب البارتي العراقي بقيادة المرحوم ملا مصطفى البارزاني وتأسيس حزب الإتحاد الوطني الكردستاني الذي يعتبر المرجعية للتقدمي وغيره.
هذه المرجعية لم تقف عند حدود الأفكار فقط وإنما تعدّتها للدعم المالي و سلب القرار السياسي من الأحزاب المندرجة تحت مرجعيته، فمنذ بداية الثورة السورية المباركة قام الحزب التقدمي بنقل قيادته السياسية إلى السليمانية وتسليم كافة الملفات السياسية إلى قيادة الإتحاد الوطني، إلا أن مرض الرئيس جلال طالباني حال دون أن يأخذ الحزب دعمه السياسي الكامل بالتالي بات ثانويا في المعادلة السياسية الكردية السورية.
بقي أن نذكّر أن باقي الاحزاب الكردية البالغ عددها أكثر من 32 حزب هي تابعة بشكل مباشر للأحزاب الكردية السورية الأخرى، أو تابعة مباشرة للأحزاب الكردستانية الكبرى، كما أن هناك العديد من الأحزاب المتقلبة في مرجعيتها ما بين أربيل و السليمانية و قنديل كاليكيتي الكردي وغيره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال


.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال




.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ