الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَنْ أرثي ( قصيدة في رثاء أول الشهداء جعفر الجواهري )

سميرة الوردي

2013 / 10 / 25
الادب والفن


مَنْ أرثي ( قصيدة في رثاء أول الشهداء جعفر الجواهري )
أبتي
سميرة الوردي
مَنْ أرثي يا أبتي !!!
أ أرثيك !!!
أم أرثي غربتنا التي حرمتنا حتى من نظرة الوداع !
أأرثيك وانت قِمَةُ مجدٍ ونضال !
سأرثيك يا أبتي ، وسأرثي قوافل شهداء الوطن الأبرياء من كل ذنب الا ذنب انتمائهم لوطنهم الحبيب !
سأرثيك بالرغم من عروش الطغاة الذين لم يراعوا ذمما ولم يوفوا بعهد !
مَرَّ العيد يا أبتي وأنا أرى قوافل شهداءَ تفجيرٍ هديةَ عيدٍ قُدمتْ لنا .
أبتي نم قرير العين لاننا سنسير على خطاك لانبيع ذممنا ولا نخون ضمائرنا .
هنيئا لك يا أبتي فقد كنت مثالا يُقتدى به لذوي الضمائر الحية .
وهنيئا لك لأن كلماتك مازال لها صدىً في صدور من أحبوك أجيالا ً وأجيال .
تمر ذكراك يا أبتي ونحن لسنا بأحسن حالٍ من زمانكم ، لا قد يكون زمانكم أفضل كثيرا من زماننا .
فلم يكن هناك مفتيين يبيحون كل ما هو رديء تحت راية الدين ،
لم يكن في زمانكم نكاح المجاهدة ، ووطأ المرأة الميتة ، والشفاء ببول البعير
وإرضاع الكبير ، وتحريم جلوس المرأة على الكراسي ، وتحريم الحلوى
والقمر ليس في السماء لأن الكفرة وطأوه دون استئذان ، ولم يسلم منهم حتى ميكي ماوس .
قائمتي تطول يا أبتي لو ذكرت ما أنتجته مجتمعاتنا من دعاة تكفير وتجهيل !
أتعبتنا الأحداث واستنزفت أجمل سنوات العمر .
أملتنا بنعيم الديمقراطية التي ناضلتم من أجلها ، ولكن يا أبتي انحدرنا أشواطا بعيدة عن الديمقراطية .
أي ديمقراطيةٍ في بلدان علا فيها صوت الذبح والتنكيل !
أي ديمقراطية ، ولغة الموت غطت لغة الحياة !
سأرثيك يا أبتي وسأرثي شهداؤنا وأنفسنا بقصيدتك الخالدة ــ لأن كلماتي لاتكفي لرثائك ياأبي فإني لن أنصفك كما ينصفك شعرك ومواقفك وتضحياتك الجسام في سبيل أن يحيى وطننا بتنمية ورقي وسلام وأمان ، كما كنت تحلم وتناضل من أجلها .
الى الموت
ألقاها في جامع الحيدر خانة ، في الفاتحة التي أُقيمت تأبيناً للشهيد جعفر الجواهري شهيد وثبة 1948 م التي أحبطت معاهدة برتسموث .
علي جليل الوردي
شهدتك ما أروع المشهدا تُهيبُ بنا في مجال الردى !
وتهتف ـ ياسحر ذاك الهتاف أصار الجبان فتى أصيدا !
( الى الموت ) في ساحة المكرمات ( وللوطن الحر نحن الفدا )
فسرنا ،ونحن كنار الغضى إتقاداً ، ويا فخر من أوقدا !
ولم ندر ( أين ) وكيف المصير ومن حولنا ( صاليات ) العدا
وما من ( خطوط ) تصد ( الخصوم ) ولا من ( عتادٍ ) عدا الجلمدا
تُفرقنا ( ناثرات الرصاص ) فتجمعنا أنت مستأسدا
وتُذكي بنا جذوات الحماس فنقحم نيرانها حُشَّدا
ولم نكترث بدوي ( المدافع ) هزَّ ( الشوارع ) ، منه الصدى
ولا بالقضا حانقا ً غاضباً ولا بالردى مزبداً مرعدا
ولا بالدماء جرتْ حولنا لظامئة المجد تروي الصدى
هو الحقُ يدفعنا للكفاح وإن كان فيه الردى موردا
ولا يعرف ُالحقُّ غير المحقّ ولا الجهدَ الا الذي أجهدا
***
وكنتَ الطليعةَ ما بيننا وكنتَ مثالاً به يُقتدى
الى أن رمتك بذوب الحتوف يد المستبدين ، شُلت ْ يداً
ولم تُخْمد النار منك ( الهتاف ) وصوت ( المناضل ) لن يخمدا
سقطت على الأرض لكنما رفعت عُلا الموطن المفتدا
قد أختارك القدر المنتقي وما اختار إلا الفتى الأمجدا
وليس الشهادة غير الحياة إذا كان فيها انبثاق الهدى
***
أ (جعفر ) يا قدوةَ الطيبين وصنو الأِباء ، وترب الندى
أ أبيكيك؟لا لست ترضى البكاء ويأبى الدموع من استشهدا
ولكن سنمضي ، كما قد مضيت أبياً ، حميد الثنا ، سيدا
سنمضي فأَمَّا حياة الرفاه لهذي البلاد وإما الردى
فما بالنحيب تنال الحقوق ولا بالمدامع دَحْـر العدا
ولكنما عن طريق النضال تداس القيود ومن قيدا
سنسلكه شائِكاً مسلكا لندركه سـامياً مقصدا
ونقتص ُّ من طغمةٍ عربدت إذا الشر في رأسها عربدا
فراحتْ تقَّتلُ بالأبرياء وتحصدهم أصيدا أصيدا
ونحبط ما يبتغيه العميل ونمحق ( تاريخه )الأسودا
ونقطع دابرَ (مستعمرٍ ) وأذنابه أوغدا أوغدا
ونبعثه وطنا هانئاً وشعباً بخيراته مسعدا
***
فنم ْ هادئاً يا شهيد الإِباء وعش في ضمير العلا سرمدا
فهيهات هيهات أن ننثني عن الحق مهما ترامى المدا
وهذي دماك ، وقد أُهدرتْ فشقتْ لشعبك نهج الهدى ،
رفعنا بها هيكلاً للكفاح وبرجَ فخارٍ به يهتدى









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا