الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستيطان العربي بالمغرب.. ملاحظات بشأن تصريح أحمد عصيد

محمود بلحاج

2013 / 10 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الاستيطان العربي بالمغرب.. ملاحظات بشأن تصريح أحمد عصيد

خلال الوهلة الأولى من اطلاعي على تصريح الأستاذ عصيد، بخصوص علاقة العرب بالأمازيغ، وبالتالي، حول كيفية دخول العرب إلى شمال أفريقيا عامة، وإلى المغرب الأقصى خاصة، راودتني جملة من الأسئلة بشأنه؛ أي بشأن التصريح الأخير للأستاذ عصيد، ومنها الأسئلة التالية : ماذا أصاب أحمد عصيد ؟ كيف يصرح الرجل بهذه الأمور المنافية للحقيقة التاريخية ؟ وما هي الجهات التي يروم عصيد إرضائها بهذا التصريح المتناقض لموقفه المعروف بخصوص نفس الموضوع؟

هذه نماذج من الأسئلة الاستفسارية الصارخة التي بادرت إلى دهني خلال قراءتي لتصريح عصيد ؛ وهي أسئلة تأتي في سياق التصريح الذي أدلى بها ( = احمد عصيد) على هامش أشغال الندوة التي عقدت يوم الأربعاء الماضي بالرباط تحت عنوان" هل تكفي دسترة الأمازيغية لبناء الميثاق الاجتماعي " ، حيث نفي فيه ( التصريح) عصيد وجود استيطان عربي في المغرب، مؤكدا في ذات التصريح أن العرب جاءوا بناءا على إرادة الأمازيغ، وبالتالي، فإنهم جاءوا بلا سيف و لا حروب تذكر. هذا ما صرح به عصيد خلال الندوة المذكورة أعلاه (1) . ونحن، بدورنا سنحاول في هذه المقالة المتواضعة أثبات العكس؛ أي أثبات أن شمال أفريقيا والمغرب عرف بالفعل استيطان العرب وقيام حروب ومواجهة طاحنة بين العرب والأمازيغ كما تزخر بذلك مختلف المصادر التاريخية (2). فالدراسات التاريخية التي تناولت هذا الموضوع؛ أي موضوع الغزو العربي الإسلامي لشمال أفريقيا والمغرب، تذكر لنا عددا هائلا من الأمثلة التي تؤكد عكس ما صرح به عصيد.(3)

ورفعا لكل لبس وتفاديا لتأويلات خصوم الحركة الأمازيغية ؛ المغرضة والسلبية، نود في مستهل هذا الرد المتواضع، التوقف أولا عند نقطتين أساسيتين فيما نحن بصدد توضيحه في هذا الرد: النقطة الأولى: هي أننا عندما نشير ونؤكد على وجود استيطان عربي في شمال افريقيا مع بداية انطلاق أولى الحملات( السرايا) العربية الاستعمارية نحو شمال افريقيا ، أو عندما نقول أيضا بأن علاقة العرب بالأمازيغ هي علاقة المغزو للغازي حسب تعبير الباحث والمفكر الأمازيغي محمد شفيق ، خاصة في مراحلها الأولى، فأننا لا نسعى بذلك إلى أثارت الأحقاد والكراهية بين العرب والأمازيغ أطلاقا، وإنما غايتنا الوحيدة، والأخيرة، هي معرفة الحقيقة أولا. وثانيا نروم الإسهام– قدر المستطاع - في نفض الغبار عن صفحات هذه المرحلة المفصلية في تاريخنا الوطني المستبعد من الكتابة الرسمية، وبالتالي، العمل على نشرها بين الجمهور المغربي العريض قصد معرفة تاريخه الموغل في الماضي . والثانية ( النقطة الثانية) هي أن عصيد بنفسه يقر بالغزو العربي لشمال افريقيا والمغرب، وبالتالي، فإنه يقر عمليا بوجود صراعات وحروب طويلة بين العرب والأمازيغ ؛ أي انه يقر تماما عكس تصريحه الأخير المستفز للحقيقة التاريخية . ففي كتابه " الأمازيغية في خطاب الإسلام السياسي " ، نقرأ ما يلي " لقد اتجه العرب إلى غزو شمال افريقيا، كان الشعار دينيا هو (( جعل كلمة الله هي العليا ))، غير أن الوقائع والأحداث ستبين أن الهدف لم يكن يتجاوز احتلال الأرض واسترقاق أهلها وانتهاب خيراتها ..))(4) وفي نفس السياق أضاف يقول " وسرعان ما تحولت انتفاضة الأمازيغ ضد الولاة والعمال إلى ثورة عارمة على الحكم الأموي بأكمله، فخلعوا الخليفة وبايعوا زعميهم ميسرة المطغري كخليفة(5)

وبناءا على هذه المعطيات ، لا ندري، صراحة، كيف انقلب احمد عصيد مائة وثمانين درجة دفعة واحدة من موقفه القديم/ السابق إلى الموقف الجديد، الخطير والغير المنتظر منه نهائيا، وبالتالي، فأننا لا ندري في أي أطار يمكن إدراجه، خاصة إذا عرفنا أن الرجل ( عصيد) اعتمد في صياغة موقفه الغريب هذا على حدثين تاريخيين فقط ، الأول هو حكم الموحدين حيث قال في هذا الصدد " أن الملك الموحدي يعقوب المنصور هو من ادخل القبائل العربية وإعطائها الأراضي واسكنها ولم يأتي العرب غزاة واستولوا على ارض الأمازيغ.. ". والثاني هو سقوط الأندلس حيث استقبال الأمازيغ العرب العائدين من الأندلس حسب ما جاء في تصريح عصيد، السالف الذكر. طيب، إذا كان الأمر على هذا النحو في مرحلة يعقوب المنصور، وفي مرحلة سقوط غرناطة( الأندلس) كذلك، فماذا وقع قبل هاتين المرحلتين السي عصيد ؛ أي ما بين سنة 647 ميلادية ( بداية الغزو العربي لشمال أفريقا) و سنة 1184 ( فترة بداية حكم يعقوب المنصور) ؟ وإذا كان الأمازيغ هم من جاءوا بالعرب، فلماذا تعتبر العرب غزاة ومحتلين كما كتبت تقول في كتابه " الأمازيغية في خطاب الإسلام السياسي" الصادر قبل سنوات ؟ وتجدر الإشارة هنا إلى أن الموحدين حكموا مابين سنة 1124 و1269 م، وأبو يوسف يعقوب المنصور، المعروف ب " يعقوب المنصور " استولى على الحكم 1184 –و1199 م، أما سقوط الأندلس فكان سنة 1495 ميلادية، بينما الغزو العربي لشمال افريقيا كان مع بداية تولى عثمان بن عفان الخلافة، وتحديدا سنة 27 هجرية ( 647 م) ، وبالتالي، فالأستاذ عصيد يتحدث في تصريحه الأخير عن مرحلة متقدمة جدا من تاريخ التواجد العربي قي شمال افريقيا والمغرب وليس في مراحله الأولى، وبالتالي، فهو يمزج بين مرحلتين مختلقتين كليا.

حول هذا الموضوع يقول الأستاذ موسى أغربي في مقال له تحت عنوان " تاريخ الأمازيغ من وجهة نظر شرقية " ما يلي (( حينما يتحدث كثير من المشارقة عن غزو شمال أفريقيا من لدن القبائل العربية في القرن السابع الميلادي؛ وما أفضى إليه من الاسلمة " والتعريب"، فإنهم يخلطون- على الرغم من أنف ابن خلدون – بين هذه الموجة الأولى من الاجتياح، والموجة الثانية في القرن الحادي عشر الميلادي على يد أعراب بدو من بني هلال وبني سليم .." (6) .


معطيات تاريخية أولية حول الموضوع:

ومن المعلوم أن الغزو العربي الإسلامي لشمال أفريقيا كان بعد تولى عثمان بن عفان دفة الحكم بعد اغتيال عمر بن الخطاب، حيث عين الخليفة الثالث ( عثمان) سنة 25 هجرية أخا له من الرضاعة يدعى بعبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري وليا على مصر بعد عزله لعمرو بن العاص، وبعد سنتين تقريبا من هذا الحدث ؛ أي سنة 27 هجرية( 647 م) ، سيتم تجهيز قوة هائلة لغزو شمال أفريقيا تحت قيادة هذا الوالي الجديد، حيث وضعت تحت إمرته ؛ أي عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري، حوالي عشرين ألف مقاتل لغزو افريقية، علاوة على فتيان بني هاشم وجمع كثير من بني أمية فيهم مروان بن الحكم، كما أن الخليفة ( عثمان) قدم ألف بعير لحمل ضعفاء الناس ، هذا ما تقدمه لنا النصوص التاريخية الحديثة (7) . هذا النص التاريخي، الذي بين أيدينا واضح جدا، كوضوح الشمس في النهار، وبالتالي، فإنه لا حاجة إلى تأويله أو مجادلته، إذ يكشف بنفسه عن حقيقة العلاقة التي كانت بين العرب والأمازيغ خلال بدايتها، أو بصيغة أدق، النص يكشف لنا كيف بدأت علاقة العرب بالأمازيغ، فإلى جانب القوة العسكرية التي قدرت بحوالي عشرين ألف مقاتل ( جندي)، كان هناك أيضا عدد هائل من العرب الغير المقاتلين ؛ أي مجرد مواطنين، هذا ما يقوله التاريخ وليس كاتب هذه الكلمات، فهل يستطيع الأستاذ عصيد أن يفسر لنا كيف يمكن تفسير عملية نقل (= حمل) المواطنين العرب من موطنهم الأصلي إلى شمال أفريقيا ؟ وما هو الهدف من ذلك؟ وما هو دورهم في هذه العملية العسكرية الأولى من نوعها للعرب في شمال افريقيا ؟ بعبارة أخرى، كيف نفسر استقدام مواطنين عرب، بما فيهم الضعفاء، إلى شمال افريقيا في أول حملة عسكرية للعرب تجاه منطقة شمال افريقيا؟ أليس هذا استيطانا ؟

وفي سنة 40 هجرية(660 م) سيواصل العرب حملاتهم العسكرية في اتجاه شمال افريقيا والمغرب، حيث سيوجه معاوية بن أبي سفيان عشرة آلاف مقاتل (عسكري) إلى أفريقيا بقيادة معاوية بن حديج، مرورا بغزوة عقبة بن نافع الذي قتله الزعيم المغربي كسيلة سنة 63 هجرية ، ومن المعلوم أن عقبة تولى غزو المغرب مرتين، الأولى كانت سنة 50 هجرية، والثانية كانت 62 هجرية. وهكذا استمر الأمر حتى تمكن العرب من بسط سيطرتهم الشاملة على شمال أفريقيا والمغرب بعد أزيد من خمسة عقود من الحروب والثروات ضد الاحتلال العربي لشمال افريقيا (8)، وخلال هذه الحقبة كلها خاض الأمازيغ حروب طاحنة ضد العرب نتيجة الفساد والظلم الذي مارسه العرب المسلمين؛ خاصة في عهد الأمويين، حيث " تعصب بني أمية للعرب ضد البربر سكان البلاد الأصليين، ورغم اعتناق البربر الإسلام لم يحظوا بالمساواة مع العرب فاعتبروا موالى وحرموا من حقوقهم في المغانم والفىء رغم اشتراكهم في الحروب التي قام بها ولاة المغرب في جزر المتوسط وبلاد الأندلس (9)؛ وهو الأمر الذي قاد الأمازيغ إلى إعلان التمرد والكفاح المسلح ضد عنصرية الأمويين (10)

وفي نهاية هذه المقالة، تجدر الإشارة هنا إلى أن المستوطنين العرب الذين رافقوا القوات العسكرية عبر مختلف مراحل غزوها لشمال أفريقيا والمغرب، ابتداء من عهد عثمان بن عفان سنة 27 إلى عهد موسى بن نصير سنة 86 هجرية (705 م) ، لم يرجعوا قط إلى وطنهم الأصلي حسب المؤرخ الفرنسي " كوتييه – GAUTLER حيث قال " أن هؤلاء العرب كانوا عزابا، وأما دمائهم فكانت مختلطة بفعل الزواج وتأسيس الأسر، بعد أن استقروا في شمال أفريقيا وصاروا جزء من أهله، وقد أصبحوا يسمون " العرب الفارقة " و" العرب البلديون " (11).

محمود بلحاج:لاهاي/ هولندا
للتواصل: [email protected]

بعض الهوامش

1: انظر التقرير (المقال) الذي كتبه المدعو محمد الراجي تحت عنوان " عصيد: العرب لم يدخلوا بالقوة ووجدوهم ليس احتلالا "، المنشور في هسبريس يوم 24 أكتوبر 2013 ،أو على دليل الريف أيضا.
2: انظر مجلة الهوية العدد الخامس عشر، عدد خاص حول " الإسلام والأمازيغ " من أعداد وتقديم المرحوم صدقي علي أزايكو – إصدارات دار أبي رقراق لطباعة والنشر
3: المرجع السابق مجلة الهوية
4: انظر ص 27 من الكتاب المذكور في المقال – الطبعة الثانية 2000
5:نفس المرجع أحمد عصيد – ص 28
6: مقال الأستاذ موسى أغربي منشور ضمن كتاب أشغال جمعية الجامعة الصيفية بأكادير تحت عنوان " تاريخ الأمازيغ " – الجزء الثاني – ص 17 – منشورات دار أبي رقراق لطباعة والنشر
7: انظر كتاب " المغرب الأقصى ومملكة بني طريف البرغواطية" للدكتور أحمد الطاهري – ص 27 - الطبعة الأولى 2005 – منشورات مطبعة النجاح الجديدة
8 : انظر مثلا كتاب " لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين " للأستاذ محمد شفيق –الطبعة الثانية 2000 – منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي
9: انظر كتاب "الحركات السرية في الإسلام " للدكتور محمود اسماعيل – ص 29 ، الطبعة الخامسة ، منشورات مؤسسة الانتشار العربي
10: انظر المرجع السابق احمد عصيد –ص 29
11: للأمانة النص مقتبس من مقال الأستاذ أغربي – المرجع السابق – ص 21








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وطننا الارض
بلبل عبد النهد ( 2013 / 10 / 26 - 09:20 )
في الوقت الذي تتوحد الشعوب وتتخلص من الرواسب العرقية وترقى بالقيم الى مصاف الانسانية بدون عقد وفي الوقت الذي اصبح من المستحيل التفريق بين العرب والامزيغ في المغرب وسواه بحكم التمازج فكم من عرب اصبحوا امزيغ والعكس صحيح والتزاوج والتناسل فيما بينهم وفي الوقت الذي لا تلقي اغلبية المغاربة اي انتباه لمشكل هذا عربي وهذا شلح تقومون انتم الذين تحسبون انفسكم مثقفون بزرع الشقاق والتفرقة فاذا كان العرب اتوا فاتحين في زمن من الازمنة فما دنب الناس اليوم ومن اين اتى البربر الى المغرب ام انهم نبتوا هنا ليس هناك مكان فوق الارض نبت فيه سكانه الكل وافدون والكل من جنس واحد ومن يفكر بغير هذا فهو متخلف انا لست عربيا ولا امزيغيا انا انسان فقط احب اخي الانسان كيفما كان لونه او دينه انا ارضي وطني الارض


2 - بلبل عبد النهد
نور الحرية ( 2013 / 10 / 26 - 11:58 )
نفس ما كان يدور في خاطري من افكار ونتائج كنت مزمعا ان اعلق بها على المقال فوفيتها اخي بلبل عبد النهد .نعم نحن في زمن الانسانية جمعاء حيث لا عرق و لا دين يفرقنا


3 - عصيد لم يتناسى عرب الغزوات
ميس اومازيغ ( 2013 / 10 / 26 - 17:12 )
عزيزي بلحاج ازول/ان ما اوردته في مقالك كان هو ايضا سببا لتحامل كثير من المعلقين على تصريح اخينا احمد عصيد والسبب ليس لأن عصيد لا يعلم ما اوردته وما اراده الأخوة المعلقين لأن تصريحه خاص بالعرب الذين هم حقا قبل الأمازيغ بتواجدهم بين ظهرانيهم بعد ان عول عليهم من قبل عشاق السلطة من الموحدين هؤلاء الذين اعتمدوا الصيغة الدينية للحكم ولم يجدوا انجع منها في تكوين عصبية فبنوا سليم وبني هلال الموصوفين بالجراد من قبل بن خلدون لخشونتهم اعتمدوا من قبل من ذكر لتقوية عضدهم في وجه الأمازيغ المخالفين غير انهم انتشروا في الأرض بعد ان كسر الأمازيغ شوكتهم فصاروا رعاة لقطعانهم لكونها الحرفة الوحيدة التي يتقنون وتمازجوا وانصهروا حتى اصبح من المتعذر القول بوجود عربي نقي العرق خالصه.
اما عرب الغزوات فان عصيد لم يتطرق اليهم بالرغم من ادراكه ان الأمازيغ كانوا عرضة لغزوات العرب باسم السماء ذلك لعدة اسباب اورت انت شخصيا احدها على لسان(غوتييه) ( – GAUTLER حيث قال - أن هؤلاء العرب كانوا عزابا، وأما دمائهم فكانت مختلطة بفعل الزواج...)فالأمازيغ استقلوا عن العرب باستعمال نفس اداة هؤلاء للغزو والتي هي الأسلام...يتبع


4 - تابع
ميس اومازيغ ( 2013 / 10 / 26 - 17:26 )
فخلال الغزوات كان القتل يودي بحياة المتحاربين من الطرفين بحيث مات من الغزاة من مات وعاد منهم الى مستقره من عاد وهو امر منطقي سيما ان كان العائد محملا بثروات ما كان ليحلم بها اما المغامريين بالبقاء والذين اشار اليهم غوتييه وقال بانهم كانوا عزابا فهم ملزمون بالبحث عن وسائل الأستقرار الآمن وهذا لن يحققه الا الزواج من اناث ابناء الأرض وما يستتبع ذلك من ضرورة تعلم لغة التواصل المحلية وان كانت هذه المحاولات هي ما كان وراء عاميات شمال افريقيا والتي كان مجالها الجغرافي محدودا وهو كذلك الى غاية تاريخه فعصيد اعتبر هؤلاء في حكم العدم سيما ان انظمة امازيغية مستقلة عن الشرق كانت مسيطرة على المجال الجغرافي الأمازيغي بدون منازع باسم العروبة كما ان طول زمن تواجد نسل هؤلاء لن يترك من اثر لهم فبالزاج الأول يفقد نسله الأول نصف هويته العربية لتنمي مع التزاوج اللاحق كان النسل ذكورا او اناثا واكلاهما اما بني سليم وبني هلال فهي قبيلتين استقدمتا اسرا بكاملها وهذه ما قد يخال البعض ان لهم احفادا عربانا بالمغرب في حين ان هذه الأسر لم يحدثنا التاريخ على انها عشت منغلقة على نفسها في كيتوهات خاصة ...يتبع


5 - تابع
ميس اومازيغ ( 2013 / 10 / 26 - 17:47 )
اقول لم يعيشوا في كيتوهات خاصة بهم تجعل من الممكن استمرار جنسهم وعرقهم العربي فقد انصهروا بدورهم واندمجوا في الأغلبية التي شكلها ابناء الأرض الأمازيغ ولم يعد من المكن تميزهم ثم اكثر من هذا يتعين علينا الا ننسى ان المصادر التاريخية عند الحديث عن القبائل العربية لا تهتم بالعدد اذ انها لم تكن هذه القبائل لترقى الى الأعداد الظخمة التي تكون غيرها من القبائل لدى الشعوب المغزوة وان ما كان سببا لتغلبها اثناء الغزوات هي ايمانهم بقضية اولا وانبهارهم بثروات القبائل الضحية وما يؤول اليهم من انصبة من الغنائم ثم اكثر من هذا ايضا اعتمادهم على المستسلمين في حروبهم ضد ابناء جلدة هؤلاء بحيث حارب الى جانبهم امازيغ ضد الأمازيغ واعتقد ان الصورة تتظح في واقعة غزو طارق بن زياد لشبه الجزيرة الأيبيرية بحيث تشير بعض المصادر الى انه غزى ب 12000 امازيغي و300 عربي
اذا فعصيد في اعتقادي لم يتجاهل امر العرب الغزاة وانما اهتم بامر القبيلتين المذكورتين لوظوح امرها تاريخيا واعتقاد البعض انها ابقت على هويتها العربية بالشكل الذي قد يرى فيه من سيعتقد انه حفيدا من احفادها واجب محاولة التعبير عن هذا الوجود.
ⵜ-;-ⴰ-;-ⵏ-;-ⵎ-;-ⵎ-;-ⵉ-;-ⵔ-;-ⵜ-;-


6 - رد الى العزيز بلبل
ميس اومازيغ ( 2013 / 10 / 26 - 18:12 )
عزيزي بلبل تقبل تحياتي/اخبرك ان اول مقال لي بهذا الموقع المميز كان عنوانه(الكلمة مسؤولية والدقة سلوك) من خلال تعليقك لاحظت تهربك من مواجهة الحقيقة وبنفس الطريقة التي يعتمدها الأنسان العادي فانت تعتقد ان الأمازيغ لا يرغبون في التوحد دون اعتبار للعرق او الدين في حين ان خطاب الحركة الأمازيغية واظح في هذا الأطار وجلي بل القائمين عليها هم وحدهم في بلدك الدين يؤاخذون على الغير تعصبهم وعنصريتهم. انت تقول وبملأ فمك ( من اين اتى البربر الى المغرب ام انهم نبتوا هنا...؟)فانني عزيزي اطالبك ان حقا انت انسانيا وديموقراطيا بسحب لفظة البربر لأن الأمازيغ سموا انفسهم بامازيغ وليس بربر وانت مطالب بالبحث في شان اللفظ ومن اطلقه واستعمله ولأيت غاية. ثانيا اقول لك بان الأمازيغ نبتوا نعم بلفظك في افريقيا وهي اصل البشرية وان كان لك مصدر مخالف فعليك ان تفيدنا بمحتواه ان افريقيا هي اصل الهجرات البشرية ومن ادغال افريقيا هاجر الأمازيغ الى شمالها منذ الاف السنين وهم كما غيرهم من الأفارقة كانوا ملونيين والدليل ان اقدم مومياء اكتشفت كانت بالأرض الليبية الأمازيغية وكانت سوداء اللون غير ان الضروف الطبيعية ...يتبع


7 - تابع لبلب
ميس اومازيغ ( 2013 / 10 / 26 - 18:29 )
اقول غير ان الظروف الطبيعية والمناخية فعلت فيهم فعلها واكتسبوا لونهم الحالي شانهم شان كل من هاجر من مكانهم الصلي بادغال افريقيا فالأمازيغ افارقة الأصل والنسب لا شرقيون ولا غربيون بل هم اجداد لكثير من المهاجرين وعند انتشار اللغة الأمازيغية الفصحى عن طريق التدريس سوف تصحح كثير من الحقائق لفائدة اخينا الأنسان لما تحمله من حجج وبراهين قدر ان يحاول من يخافون افتظاح امرهم بواسطتها على العمل على اماتتها ولم يفلحوا.
تقول ( لست عربيا ولا امازيغيا انا انسان) فما الفرق بينك وبين من يقول ( ان الأرض لله)؟ فالأخوان المسلون على لسان مغيبهم القرداوي يقولون( المواطنة هي رابطة التراب والطين لا تعلو على رابطة الدين... ودار الأسلام ليس لها رقعة محددة...و الصحيح ان الأنسان يضحي بوطنه من اجل دينه) فما رايك؟ هل بفكرتك قد ترفع السلاح في وجه عدو يريد اغتصاب ارض حماها اسلافك واراقوا دمائهم عليها من اجل ان يتركوها مجالا تسعد فيه وتتألم وتبصمه بانتاجك المميز بما تفرظه بيئتك ولغتك التي هي الوعاء الذي يضم انيتك وثقافتك الخاصة بما يشكل ذاكرة جمعية خاصة ومتميزة؟ افلا تعلم ان الجاهل لتاريخه محكوم عليه بتكرار اخطائه؟


8 - يابع الى بلبل
ميس اومازيغ ( 2013 / 10 / 26 - 18:41 )
انا يضا انسان لا اهتم بالعرق ولا بالجنس ولا اللون والدين لكن لا اريد ان يكون سلوكي معتمدا عليه من قبل الغير من اجل ان يفرض على هويته. لذا في انتضار انتفاء الحدود بين شعوب كوكب الأرض وفي انتظام قيام نظام دولي يعتبر فيه الفرد البشري حيث وجد من المجتمع الدولي تسري عليه مثل غيره نفس القوانين ساقول يومذاك كما غيري انا المواطن العالمي ابن كوكب الأرض اما ولم يتحقق بعد ما تحاول الهروب اليه كما يفعل كل متشبع بالفكر الشمولي ماركسيا كان او محمديا فان من واجبي النضال من اجل اثبات وجودي كأمازيغي على ارض اسلافي لأنافس باقي الهويات بالندية السلمية واترك بصمتي كانسان لأخي الأنسان فعندما اود دخول المجال الجغرافي لهوية غيري يطالبني باثبات هويتي بوثائق يجب ان تصدر من نظام مجالي الجغرافي ولن اكتفي بالقول بانني انسان والا طبق في حقي قانون صاحب هوية الأرض المرغوب دخولها.
يجب ان نكون واقعيين عزيزي ان الطوباويات لا ترقى الى درجة الأماني حتى.


9 - الى العزيز نور الحرية
ميس اومازيغ ( 2013 / 10 / 26 - 18:53 )
عزيزي نور الحرية تقبل تحياتي/ اعتقد انني لست في حاجة لتكرار ما اوردته ردا على تعليق صديقنا بلبل عبد النهد لذا فان انت اطلعت على مظمونه والفيت ما يستوجب مزيدا من التوظيح فانني اعشق الحوار ولهاذا اخترت هذا الموقع المميز فمرحبا لتبادل الآراء.


10 - انسان
بلبل عبد النهد ( 2013 / 10 / 27 - 09:46 )
اخي ميس لعلمك فقط انني من اصول امزيغية ولا اتنكر ابدا لاصولي ومن المعجبين بالاستاذ عصيد لكنني ابقى انسان فوق كل الاعتبارات ازول


11 - رد الى العزيز بلبل
ميس اومازيغ ( 2013 / 10 / 27 - 11:12 )
عزيزي بلبل لقد فهمت جيدا قصدك وكل ما اوردته في ردي انما الغاية منه حملك على التامل في محتواه والذي اعتقد انك ان فعلت ستكون من اول من سيصرخون في وجه من يحاول تجريدك من هويتك والحاقك بغيرها: ان قف عند حدك ستستمر شجرة اسلافي في النمو الى ان ياتي اليوم الذي سيستظل فيه اخونا الأنسان بظل الشجرة الأنسانية الواحدة

شكرا على تعقيبك

اخر الافلام

.. سيول دبي.. هل يقف الاحتباس الحراري وراءها؟| المسائية


.. ماذا لو استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟




.. إسرائيل- حماس: الدوحة تعيد تقييم وساطتها وتندد بإساءة واستغل


.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع العقوبات على إيران بما يشمل الم




.. حماس تعتزم إغلاق جناحها العسكري في حال أُقيمت دولة فلسطينية