الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتريات الحب والحرب : رواية 39

حبيب هنا

2013 / 10 / 26
الادب والفن


- 39 -
في الصباح ، كانت الفكرة ما زالت مسيطرة عليه ، غير أنه اختصر هواجس الأمس بجملة مكثفة : قبل الإقدام على أية مجازفة ، من المستحسن التأكد من سلم الطوارئ الذي تفضي مخارجه إلى بلوغ النجاة قبل أي عمل متهور !
لا يعرف كيف انعطف بتساؤلاته نحو تالا وسأل نفسه مرتبكاً : كيف غابت عن تفكيري طوال ليلة الأمس ؟ وأخذه الحنين إليها وهو يؤنب نفسه على الانشغال عنها رغم مسعاه في الوصول إلى الرجل من أجل العودة إليها ، رغم علمه اليقيني أن الحب يعبر عن نفسه في غياب الحبيب أكثر بكثير من لحظات وجوده . كيف يمكن أن يكون في قلبي كل هذا الحب الذي كان يوماً حاضراً وبقوة ، أن يتلاشى بسرعة هكذا وأنا منغمس في تمحيص الفرصة الوحيدة التي عرضت عليّ بغية تحسين مستوى الدخل وتوفير حياة أفضل ، ودون أن أفعل شيئاً يستحق تكريم هذه الحالة الخاصة الخالصة التي تتجلى أمامي بوضوح في الوقت الذي تغيب فيه عن ناظري ؟
ثم ما لبث أن عزّى نفسه بجملة مقتضبة مضت أكثر في التأنيب : مادمت أملك كل هذا الحب كان أجدر بي أن أمضي بعيداً بالمجازفة وأتخذ القرار الفوري للعودة مهما كلف الثمن وعدم الانتظار طوال هذا الوقت .
ولم يعد يفكر بغيرها . لم ينهض كعادته ليتناول طعام الإفطار في مطعم الفندق، أخذ يذوب كشمعة تحترق بنار التأنيب كأن به أقدم على خيانتها !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/