الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الأولى بعد المئة من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 10 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


العلاقة بين المعارضة والعائلات التجارية المتضررة من الاحتلال البريطاني
تم التركيز في المقالات السابقة عن العلاقة بين حركات المعارضة والعائلات التجارية المتضررة في فترة الاحتلال البريطاني , أو العائلات لبتي أصبحت لها رابطة بالصناعة العراقية الفتية والتي لم تتفق مصالحها مع القوة الشرائية شديدة الانخفاض لسواد السكان . ولكن , ماذا عن الدور السياسي للعائلات التجارية وصاحبة المال التي استفادت اقتصادياً من الأوضاع القائمة ؟
كانت الشرائح العليا من الطبقة التجارية اليهودية ـ التي شكلت مجموعة من المستفيدين الرئيسيين حتى سنة 1948 ـ مرتاحة تماماً للسياسة البريطانية منذ الغزو البريطاني لبغداد سنة 1917 وحتى نهاية الانتداب سنة 1932 . وفي الشؤون السياسية , كان نوابهم في البرلمان , والممول ساسون حسقيل , الذي كان صاحب حقيبة المالية في وزارات النصف الأول من العشرينيات , يوافقون على ما يوافق عليه الانجليز ويعارضون ما يعارضه الانجليز . وكان هذا إلى حد ما , نتيجة طبيعية لخط سلوك الحكومة البريطانية , وكان المفوض المدني البريطاني قد كتب منذ سنة 1918 يقول : (( إن العناصر التي علينا أن نشجعها أكثر ما يمكن هي الطائفة اليهودية في بغداد بالدرجة الأولى )) . وبعد سنة 1932 بقي التجار اليهود دوماً خارج النشاط السياسي . وكانت ظروفهم الموضوعية تجعل أي طريق آخر مستحيلاً . وفي الوقت نفسه , فإنه كانت لبعضهم ـ الأغنى ـ اتصالات جيدة . وعلى سبيل المثال , فغن عائلة زلخا , الذين عملوا في الصيرفة بنجاح , وخصوصاً في اقراض المال , والذين كانوا يساوون 100 جنيه استرليني فقط سنة 1899 صاروا يملكون بيتاً مالياً له فروع في القاهرة والاسكندرية وبيروت ودمشق , وممتلكات قيمتها 10 ملايين جنيه استرليني سنة 1948 . , وأصبحوا مصرفيي نوري السعيد و العائلة المالكة . وكانت عائلة زلخة تظهر أمام الملك الجانب الليبرالي فيها عندما تسنح الفرصة , فعندما ذهب الملك في زيارة له إلى مصر , مثلاً , وضعوا بتصرفه هناك منزلاً ريفياً وجياد . وكذلك فقد كان حاييم نائانييل , وهو مليونير متعهد نقل , صديقاً شخصياً لجميل المدفعي الذي تسلم رئاسة الوزارة أكثر من مرة . أما اللاويون فكانوا (( يدهنون بالدسم أكف )) كبار مسؤولي الدولة لحماية أو تسهيل تجارتهم بالسيارات . ويروي محمد مهدي كبة في مذكراته أنه عندما أصبح وزيراً للتموين سنة 1948 وجد من الضروري أن يشتري سيارة خاصة لنفسه , فنبهه ممثل اللاويين إلى أن (( العادة تقتضي بإجراء تخفيض في الأسعار لأصحاب المعالي الوزراء وخصوصاً وزير التموين )) , وأن الشركة مستعدة لإجراء أي تخفيض يقترحه كبة نفسه , ومن المؤكد أن هذا لم يكن سلوك اللاويين وحدهم , بل كان واحد من السبل الأكثر شيوعاً وملائمة التي كان التجار يشترون بها النفوذ ويحصلون على عطف رجال السلطة . يتبع
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟