الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة الكاملة

عبدالله الدمياطى

2013 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


من يمتلك الحقيقة دون غيره؟
هل الحقيقة واحدة ام مجزأة ؟
هل الحقيقة موضوعية بحد ذاتها ام انها مؤدلجة؟
هل الحقيقة خارج ذواتنا ام انها معنا نستطيع الوصول اليها ؟
البحث عن الحقيقة لا يزال الشغل الشاغل للأنسان منذ لحظة وجودة على هذه الارض ولعل هذا ما يميزة عن سائر المخلوقات، فلا يستطيع الانسان ان يعيش بدون حقيقة فقط الحيوانات تستطيع ان تعيش بلا حقيقة، فهو خلق ليسأل ويفهم كل ما يجرى حوله بفضل عقله الذى بلغ ارقى درجات التطور على هذه الارض، تجسد هذه البحث فى تحرى الحقيقة حتى يحكم بالعدل أو على الأقل ما يراه عدلا.
الكثير منا يبحث عن الحقيقة ليس فضول وإنما لإرضاء ضميره، وليس فينا من يمتلك الحقيقة الكاملة, ويفترض أن لا يكون بيننا من يدعي امتلاكها، لأنها ذات أوجه كثيرة كل وجه منها صحيح لا يمكن إنكاره يعتقد البعض أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، وانهم هم وحدهم من يمتلكونها ولهم الحق في إلغاء آلاخر وتهميشه على اعتبار انه مخطئ وحتى لو كان اعتقادهم صحيح فكل ما يعتقدوه هو وجه واحد من الحقيقة، فلا يجوز اتخاذ وجه واحد منها وعده الحقيقة كاملة وصدقها مرتبط بالزمن، فحقائق الماضي لم تعد حقائق في الزمن الحاضر لتطور البحث العلمي ومن ثم تطور العقل الجمعي، وما هو حقيقة لمجتمع ما قد لا يكون كذلك عند مجتمع آخر، لأنها مرتبطة بالاعتقاد المتباين وتصوراته من مجتمع إلى آخر.
ان الحقيقة هي المعرفة الموضوعية التي تتطابق وتتوافق مع قوانين الواقع الموضوعي، واذا كانت هذه الحقيقة هدف للمجتمع واستمر البحث قد نصل الى حقائق جديدة اكثر اقناعا في المستقبل، وهكذا كلما اكتشف تفسير جديد لحقيقة ما أصبحت أكثر صدقا واقناعا من ذي قبل ومع ذلك لا يمكن لنا ان نعدها حقيقة كاملة لأنها قائمة على تواصل البحث والتنقيب حتى نصل الى الحقيقة الكاملة، فأحداث كثيرة فى الماضي عدت حقائق واكتسبت صدقها الزمني لأنها كانت هدفا تسعى البشرية إليه حتى تحقق، نحن لا نملك مقياس نقيس به الحقيقة إلا الممارسة أو التجربة العملية فكل ما يوافِق منها الواقع الموضوعي لا بد له من أن ينتمي إلى عالَم الحقائق.
ولا يمكن ان تفهم الحقيقة على انها حقيقة ناجزة نهائية وإلى الابد، بل ان معرفة الحقيقية تكون شكلا خاصة ونتيجة لتفكير وبحث قد يكون فردى او جماعات بصورة خاصة للمرحلة المعاصرة، ولكن حتى هذا لا يكفي فهذه النتائج لا يمكن تعريفها بأنها حقائق مطلقة حتى لو كانت مقنعة، لابد من مراعاة المستقبل وحتما سيكون هناك افكار وابحاث ونظريات اكثر دقة يمكن اعتبارها حقائق أيضا، من أجل ذلك لابد من مراعاة التطور اللاحق للعلم ولا سيما تلك المراحل التي يتكشف فيها تناقض وعدم كفاية النظرية السابقة، انها عملية تاريخية بمعنى الهدف الذي يتحقق بصورة دائمة وتدريجية وينبثق من جديد وجديد على مستويات جديدة حتى نصل إلى المعرفة الاكمل والاشمل والاكثر دقة والمبرهن عليها - فعندها يستخدم مفهوم الحقيقة المطلقة او الكاملة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس