الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إمرأه ولا كلّ النساء

جاسم البغدادي

2013 / 10 / 30
الادب والفن


أعترف اولا اني احببت غيرك
وعشقت عشرات النساء
أعترف ان كل واحده منهنّ
تشبهك ببعض الاشياء
خصله شعر
رمشه عين
جسدٌ جهنمي
واناقةُ حسناء
لكنك كنت دائما في نظري
إمرأه ولا كل النساء

كل ليله
قبل ان يأتي المساء
افتح كتب التاريخ
قرى وأرياف
واعشاب تحترق
واشلاء
كل ليله
يراودني كابوس دموي
قبل ان يأتي المساء
الطائر الاسطوري
يحوم على رأسي
تلك الدماء
من تلك الدماء
دعيني من كل هذه الاشياء
فأنا
اصدق بالغيلان والعنقاء
ولا اصدق انكِ امرأه
مثل باقي النساء

يضطرب التاريخ
لو كنتِ كواحده منهن
او كنتِ من هذه الارض
او من هذه السماء
او انكِ مثل هذه الاشياء

حاولتُ ان اعشقكِ
مثلما يعشق الرجال النساء
واشتاق اليكِ
حين يأتي المساء
واخترع من اسمكِ
الاف الاسماء
وارسم على وجهكِ
الاف الاشياء
حاولت ان اصفكِ
بما لم تصفه قبلي الشعراء
حاولت مرارا وفشلت
فانتي إمرأهٌ
ولا كل النساء


وجهك المنسوج
من موج البحر
وقت الغروب
يحدثني
بلغة احلى ما في الايماء
لغة لا تفهمها حروف الهجاء
كلما التقنيا
ردت الشفه للشفه التحيه
بسمه لكنها لغة خرساء
وردت العين للعين التحيه
نظره لكنها لحن
تعزف تعزف
بلا انتهاء
صوت الموج
في صمت البحر
في صمت الغروب
في صمت الفجر
تهبط عيناي
من اعالي الشجر
مثلما عودتيني
ارحل في عينيك
لحدود القمر
اتريني مثل مرآتك
مثل سوارك
مثل ذئبك
مثل حريقك
مثل المطر
اتقفين مثل السهر
وقت الشتاء
آه لو اقطف منك
خصله شعر
ادسها بين السنابل
تحت ورق الياسمين
واقرأ تعاويذ الشفاء

تتنهد امواج البحر
وتسكن بوداعه
الغيوم والسماء
على خديك طيور النورس تستريح
الشفق الاحمر على شفتيك يعلن امسيه
تتبرقع بنسائم نيسان
ترتدي فستان الربيع باناقه
كحسناء في حفله ازياء
تنبيت الازهار تحت خطاك
يا سيدتي بحق كل غواليك
علميني كيف اهرب من عدواك
يا سيدتي ياسيدتي
انتي امرأه فقاعيه
تختزن كل الالوان
لكنها حين تنفجر
لا يصلني منها
الارذيذات ماء
ملساء
لكنك ياسيدتي
إمرأه ولا كل النساء

واتجرد
وحدي انسى لغتي الصماء
العن كل حروفي الخرساء
ارسم لك على الواح طينيه
متى نلتقي ؟
يا سيده النساء
واحلى النساء
وارق النساء
وارقى النساء
لو اجتمعت شفاه النساء
فكانت شفه واحده
ثم قبلتها
سابقى- قسما-
اشتاق لشفتيك
فشفتيك ليست ككل الشفاه
وانتي إمراه ولا كل النساء
شفتاك وحدها
تملك لغة السماء
شفتاك وحدها
صراع البقاء
وبين عينيك
تمزق تاريخ الاقوياء
يا إمرأةً
يتخيلها كل السجناء
تتخيلها كل الاصداء
وغنت لقدومها
كل القصائد
والشعراء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى


.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا




.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني