الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة السابعة عشر بعد المئة من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 11 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


فيصل يحتاج إلى الإنجليز
من الواضح ان فيصل كان بحاجة إلى الانجليز في السنوات المبكرة لحكمه . إذ كان لابد لمركزه من الانهيار من دون دعمهم . ولكنه عرف أيضاً بان الانجليز كانوا بحاجة إليه . حتى لو كان الأمر بسبب الأوضاع الاقتصادية فقط , فقد كان عليهم أن يمارسوا سيطرتهم بشكل غير مباشر , وان يهدئوا العراقيين من خلال شعور زائف بالاستقلال . وكان سكرتير الدولة لشؤون المستعمرات , ونستون تشرشل , قد أبرق من القاهرة إلى رئيس وزرائه في آذار ( مارس ) 1921 يقول :
(( لا شك عندي شخصياً بأن فيصل يمثّل أفضل الفرص لتوفير أموالنا .... ولا يمكن معالجة الهدر الذي لا يصدق في بلاد ما بين النهرين إلا بإخراج أعداد كبيرة من قواتنا وتوابعهم من البلاد ومن قوائم مدفوعاتنا ........)) .
وبمرور الزمن , خصوصاً بعد اكتشاف كميات هائلة من النفط في الجزء الشمالي من البلاد , ازدادت قيمة فيصل بشكل واضح عند بريطانيا . ففي سنة 1927 , لاحظت ادارة الشرق الأوسط في وزارة المستعمرات البريطانية أن (( خسارة ود فيصل وتعاونه ( لكي لا نذكر شيئاً عن عدائه المستتر ) سيجعل مهمتنا تكاد تكون شبه مستحيلة )) .
ولم تغب أمثال هذه الاعتبارات عن فيصل . ولهذا فكما استخدمه الانجليز لدفع مصالحهم إلى أمام , حاول هو ايضاً أن يستخدم حاجتهم إليه لبناء موقعه الخاص به , وعلى حسابهم في أحيان كثيرة . وإضافة إلى هذا , فبينما كان يحول وجودهم العسكري لمصلحته , قدر الإمكان , كان يسعى إلى غرس جذور له في التربة المحلية وإلى تحرير نفسه أكثر ما يمكن من أعمال السياسة الاستعمارية التي كان قد تورط فيها .
ومما اثار فزع الانجليز أنه اتخذ موقفاً استقلالياً ولما تكد تمضي شهور ستة على تتويجه . فعندما شعر أن المصالح البعيدة لأسرته تكمن في تماثله مع مشاعر وآمال شعبه , رفض السماح بعلاقة (( انتدابية )) بالنسبة للعراق , وإن (( بصيغة مموهة )) . وقال للمندوب السامي في شباط ( فبراير ) 1922 : (( إذا كنت تصر على اقتراح الانتداب علينا , فإني .. لا أستطيع القبول بعار ومسؤولية ربط نفسي بمثل هذه السياسة , وستكونون بحاجة إلى جيش قوي بما فيه الكفاية لفرض إرادتكم على الناس الرافضين )) . ولكنه أوضح أنه بحاجة إلى بريطانيا (( لا كمنتدبة بل كحليف وصديق )) . وفي الوقت نفسه , غذي فيصل الشعور المعادي للانتداب الذي كان آخذاً بالتعاظم والذي ادى إلى القلاقل الشعبية سنة 1922 , مدعوماً في ذلك من قبل الضباط الشريفيين السابقين والعلماء الشيعة المتصلبين والعناصر الوطنية . وفعل ذلك إلى درجة جعلت الانجليز يتأكدون من أن (( كل ما يلزم لوقف القلاقل هو عبارة عن اشارة واضحة من فيصل نفسه )) . ووصلت الأمور إلى درجة جعلت الرأي السائد داخل مجلس الوزراء البريطاني يقول أنه (( إذا أصبح الانسحاب من العراق ضرورياً , فيجب ألا يسمح لفيصل بالبقاء هناك في كل الأحوال )) . عملياً , كان فيصل قد انجرف إلى مواجهة مع الإنجليز لم يكن قادراً على تحملها , فقد كان شديد الاعتماد عليهم وكان عليه في النهاية أن يخضع لأغلال الانتداب , وأن يعلن وقوفه إلى جانب معاهدة لم تكن تموّه إلا قليلاّ وضع العراق شبه المستعمر . يتبع
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا