الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطنية والتغييب الذهني

نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)

2013 / 11 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يوجد لدى المصريين مثلُ شعبي يقول:
"إلــزَّنْ ألعن من السّحْرْ"...
و"الزن" باللهجة السورية ـ "الـنـَّق"، أي تكرار الفكرة حتى الملل.
على مدى 40 عاما خضع السوريون إلى عمليات غسيل مكثفة للأدمغة. حيث دأبت وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، بالإضافة إلى النشرات الحزبية البعثية، وغير البعثية، وإلى الكتب، والمجلات، والكتيبات، ودواوين الشعر، وخطب الجمع، وعظات الآحاد، يضاف إليها الصور والتماثيل، إلخ إلخ إلخ، دأب كل ذلك على إضفاء هالة من العظمة تلامس حدود الألوهية على المقبور(حافظ)، ومن بعده المعتوه(بشار).
يجب الاعتراف بأن هذه "السياسة" نجحت إلى حد بعيد في السيطرة على عقول جزء لا يستهان به من السوريين، وتسطيح تفكيرهم!!!
ذلك أن الحقائق التي تكشفت خلال فترة الثورة المباركة تكفي لإقناع كل من يمتلك ذرة من التفكير "الحر" بأن من يتحكم بسورية ـ "عصابة عائلية ـ طائفية"، همجية دموية، نسجت شبكةً من التحالفات ـ داخل سورية، وفي المحيط الإقليمي، وعلى المستوى العالمي ـ لا هدف لها (التحالفات) إلا ضمان استمرار السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد.
لقد أعطت الـ( "عصابة عائلية ـ طائفية") كل طرف ما يريد؛
ـ فقد منحت حلفاءها في الداخل من السنة ـ المال والسلطة النسبية. حيث سمحت لهم أن يكونوا ديكة على مزابل محلية، لكنها علمتهم أن يكون صيصانا في حضرة أي ممثل للعصابة.
ـ وأوهمت أبناء الأقليات المختلفة بأن السنة يشكلون خطرا عليهم، وأنها هي من يحميـــهم ويضمن أمنهم. ورمت لهم أيضا بـِفـُـتات المال والسطة.
ـ وأوهمت بسطاء العرب بأنها نظام قومي مقاوم، وهي الوحيدة التي لا تنصاع للأوامر الصهيونية والإمبريالية.
ـ ومنحت إسرائيلَ الأمان؛ حيث منعت السوريين والفلسطينيين من القيام بأي عمل من شأنه أن يزعج إسرائيل.
وبهدف تنفيس رغبة السوريين والعرب في المقاومة، ساهمت ـ مع إيران ـ في خلق تركيبةٍ يمكن تحريكها كلما اقتضت الحاجة ذلك، اسمها (حزب الله).
ـ وتنازلت لتركيا عن لواء إسكندرون.
ـ ومنحت إيرانَ بوابةً عريضة إلى العمق العربي، وسهّلت لها تنفيذ مخططها الفارسي.
ـ وأوهمت الأوربيين بأنها نظام علماني، وأنها سد منيع في وجه التطرف.

وبعد أن اندلعت الثورة المباركة، تكشف الكثير مما كان مستورا، وطَفـَتْ الحقائق كلها على السطح، ولم تعد بحاجة لتخمين أو تحليل. وكان من البديهي أن يهب السوريون جميعا، باستثاء العصابة وأزلامها وأذنابها، ليتخلصوا من نصف قرن من البطش والقمع والإفقار والإذلال والتجهيل والنفاق. لكننا ـ في الواقع ـ لا نزال نجد من لا يزال يتشبث بالعبودية والتخلف والطائفية.
إن العصابة ولا شك هي المذنب الأول والأخير في دماء السوريين وشقائهم ودمار بلادهم. لكن الموالين السلميين، والرماديين، والصامتين، من كل الطوائف و القوميات، هم أيضا يتحملون جزءً من المسؤولية عن ما حل بالبلاد والعباد، وجزءً كبيرا من المسؤولية عن إطالة مدة معانة السوريين الأحرار.
أيها الموالون السلميون، افتحوا بصائركم! حرروا عقولكم من الدجل المزمن الذي تكدس فيها!
إنكم بيضة القبان، التي ترجح الثقل الوطني، مهما تكالبت عليه قوى الشر الطائفية المسعورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا