الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمود عباس وصناعه نموذج (سادات)فلسطيني

أنس القاضي

2013 / 11 / 1
القضية الفلسطينية


متى كان (محمود عباس) ثورياً ليرفع شارة النصر وهو يستقبل مساء الأمس الـ 26أسير فلسطينياً المفرج عنهم من قبل سلطات الاحتلال /الذين مزقوا أحكام المؤبد .. لا يُمكن بأي حال من الأحوال أن يكون من حق أبو مازن أن يرفع شارة النصر ويعلق صوره في المهرجان، فأي كفاح خاض_طوال تاريخه_ وأي نضال ثوري، سلمي، سياسي، انتصر به لقضايا الجماهير الفلسطينية.
وإذا كان محمود عباس يضن انه بمجرد رفع شارة النصر سيصبح زعيماً شعبياً وقومياً كـ(ياسر عرفات)و قائدا وحكيماً ثورياً (كجورج حبش) ورمزاً نضالياً كا( أبو علي مصطفى) و(احمد ياسين) فهو مخطئ ،وإن كان يضن أَن المفاوضات مع المحتل هي الطريق الذي اختاره "ابوعمار" كنهج للكفاح الفلسطيني فهو مخطئ... بل وبيروقراطي فاشل من لا يستطيع أن يُفرق بين التكتيك والإستراتيجي ، ومع أنه لا مبرر ثوري لاتفاقية "اوسلوا" إلا أن هناك عوامل موضوعية كانت من ضمن الأسباب التي دفعت في سبيلها فا "أبو عمار" لم يذهب إلى "اسلوا" إلا بعد نكسة الجيش العربي الموحد في 67 وخسارة سوريا لجبهة الجولان، وتوقيع مصر اتفاقية السلام "كامب ديفيد 78 " بعد أن كان الظرف قاسياً عليه وعلى الشعب والمقاومة الفلسطينية اتخذ قرار الذهاب للمفاوضات ولكن ليس بعقلية البرجوازي ولاثوب النخاس بل بالثوب بالكاكي وعقلية المقاوم ذهب إلى المفاوضات ومازالت ملامح وجهه تحمل آثار البارود والغبار من خنادق بيروت ..فهل يحمل محمود عباس باليد الأخرى البندقية وبماذا يذهب حين يُفاوض "إسرائيل" وهو المرشح من قبلها لخلافة عرفات .
لقد رُسم دور محمود عباس فقط على احتكار "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني" وعلى قصر "السلطة الفلسطينية" وحركة "فتح" على المفاوضات/تقديم التنازلالت التي لم تعيد أدنى حق حتى اليوم .. ولو أن به ذره وطنية لتذكر شاعر الأرض الثائر (محمود درويش) يُنشد : حتى متى ستطيل التفاوض يا ملك الاحتضار.... ؟!
في ذالك ألألق المُهيب للاحتفال بخروج الأسرى الفلسطينيين كان هناك شي محشور بطريقه شاذة في المشهد –نعم إنه الكائن الطفيلي (محمود عباس) وحوله يحتشد المخابرات والمخبرون وقطيع اللجنة المركزية(لفتح) والقوات الخاصة التي تحميه من الشعب الأعزل و الأسرى وتنظم عمليه وصولهم لعناقه ،و الذي يُبالغ في التلويح بيديه لشعب لا ينتمي بتاتاً لقضاياه وحاجاته وتطلعاته .
كان احد حُراس عباس يشد احد الأسرى الذي يتحدث بالميكرفون ويسبح بحمده لُينهي حديثه سريعاً فليس عند سيادته وقت كافي لسماع المديح ...ألا يسمي ذالك استعراضا على الشعب والأسرى الذين يعيشون في ضل حالة اقتصادية وأمنية واجتماعية متردية ولا إنسانية تتدهور يوما بعد يوم بسبب الاحتلال ،وعباس يحول جهاز الأمن إلى ميليشيا لخدمته ويتباها بهم أمام أُسر الأسرى والشُهداء وكأنه اقتحم بهم سجون الاحتلال! أو كان عائداً بهم من خطوط النار .
هذه القوات الخاصة المسلحة إسرائيلياً التي قمعت مسيرات شباب "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" منذ شهرين التي خرجت لإسقاط شرعية "أوسلوا" كيف لهما أن تكون قوى تحرير أو حفظ الأمن أو في خدمة الشعب ؟!
إن الإصرار على صنع شيء من عباس من قبل الإعلام الفلسطيني والإسرائيلي معاً لا يعني بذالك وجود قائد يستنهض الشعب حوله ويقود تطلعاته ،بل يعني تميع المشهد السياسي والثوري الفلسطيني، تلميع عباس يأتي على حساب كوادر من فتح لا إستفهام على وطنيتها وثوريتها.. يأتي على حساب رموز وطنية وثورية في سجون الاحتلال الفتحاوي (مروان البرغوثي) وأمين العام الجبهة (ش) (أحمد سعدات )، تلميع عباس يأتي على بقيه الفصائل الفلسطينية كالإسلاميتين "حماس" و"الجهاد". وبشكل خاص اليسار الفلسطيني صاحب المنهج العلمي في تشخيص المشاكل الاجتماعية الاقتصادية وتقديم الحلول الأكثر واقعيه وجديه لها... اليسار الفلسطيني برمته ولن نفرق هنا بين "الجبهة الشعبية" و"الجبهة الديمقراطية" و"حزب الشعب" (الشيوعي الفلسطيني) فتاريخهم النضالي و"منظمة العاصفة" (جناح فتح المسلح)والقوى التقدمية الثورية اللبنانية كرفاق قاتلوا جنباً إلى جنب وكجزء من تجربه يسارية عالمية في الكفاح المسلح ،و تاريخ لا يمكن تجاوزه .. وفتح التي تتغنى بالطلقة الأولى ليس عليها أن تضل -حتى اليوم- إقطاعية لــ" أبو مازن" وليس عليها أن تخجل من بارودها وهي في أعلى هرم السُلطة.
يأتي تلميع المتصالح طبقياً مع واقع الاحتلال محمود عباس الذي لا يُجيد حتى التمثيل والإطلالة بمظهر الزعيم منذ إعطاء مقعد دوله مراقب لفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى خروج دفعة الأسرى الفلسطينيين في الأمس وهي رغبة أمريكا و"إسرائيل" في صناعة رمز تقضي به مصالح الفترة القادمة.على حساب الجماهير العاملة الفلسطينية والنازحين والمهجرين وكل القوى الوطنية الديمقراطية والثورية ... كما صنعوا "السادات" في (مصر)من قبل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع