الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تصبوا الزيت في النار

محمد السلايلي

2013 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لا تدعوا النظامين المغربي و الجزائري يزجا بكم في حرب هما المستفيدان منها. فأمام ازمةالنظام المخزني بالمغرب و ازمة النظام العسكري بالجزائر، لم يعد من خيار لهما الا ان يتوحدا للفت انظار شعبيهما عن المازق الذي وصلا اليه. فبعد انتهاء الحرب الباردة، اصبحت قضية الصحراء المغربية الاحتياط السياسي الناجع لكلا النظامين يستعمل حسب دخيرة كل طرف و ايديولوجيته لشحن العزم و احقاق الاجماع حول السلطتين من خلال اثارة النعرات الوطنية و القبلية و العرقية بين أبناء الشعبين الشقيقين.
التصعيد الاخير بين النظامين ياتي متزامنا مع أزمة الحكم العسكري بالجزائر الذي لم يجد امامه الا ترشيح بوتفليقة المتهالك لولاية رابعة، ومع ازمة النظام المخزني التي سقطت عنه كل اقنعة الانتقال الديمقراطي و العهد الجديد من خلال عودته السريعة لمختلف اشكال التسلط و الاستبداد التي تاسس عليها منذ قرون.
بالبلدين وصل معدل البطالة و الفقر لمستويات قياسية، كما أن الفساد ضرب باطنابه في مختلف مفاصل الكيانين، وانهارت الاحزاب و المنظمات المدنية و النقابية و سكت المثقفون و حتى من ظلوا يشنفون اسماعنا بخطاباتهم القومية الرنانة حول وحدة المصير المغاربي، هاهم اليوم يتحولون بقدرة قادر لاشرس المحرضين يصبون الزيت في النار باسم الوطنية و السيادة و رموزها.
اسوء ما سيقدم عليه كلا النظامين الاستبدادين ، امام غياب و تغييب راي عام فاعل و مؤثر، هو تصدير ازماتهما لشعبيهما بالتهليل لحرب مماثلة لحرب الرمال سنة 1963. فالنظامين المطوقين بحراكات شعبية غير منضبطة وناسفة بالمنطقة، يحتاجان أكثر مما سبق لحرب تفرض على شعبيهما تاجيل كل رهانات التحول الديمقراطي و تداول السلط بشكل سلمي و سلس و فق صناديق الاقتراع.
بالجزائر حيث تبدو الامور أسوء نتيجة تداعيات و انعكاسات الحرب الاهلية التي شنها العسكر للانقلاب على الشرعية الديمقراطية مطلع تسعينات القرن الماضي، لا يجد الجنيرالات الممسكين بالسلطة الا الجارة المغرب لتسخين جبهة الصحراء المغربية، كلما اشتد الخناق من حولهم.
أما بالمغرب، فان الدولة العميقة، التي قرصنت الحراك الشعبي ل 20 فبراير واحتوت مطالبه بالاعلان عن اصلاحات غير مسبوقة، توجد اليوم في مازق امام ما التزمت به ودبجته من قوانين و خطابات، يقود تطبيقها على ارض الواقع الى سقوط اعمدة المخزن و مؤسساته الفاسدة.
الحرب ان وقعت لن تحل مشاكل الفساد و البطالة و الفقر و القهر الطبقي و العنف الاجتماعي، بل بالعكس سيتمكن النظامين من كسب طبقة ريعية جديدة من تجار الحروب، و من تفجير ازمتهما من خلال دفع مستقبل البلدين للمجهول، في خضم ما تعيشه المنطقة من قلالقل كبرى و تدخلات مكشوفة لقوى دولية شرسة تعيد كتابة خريطة العالم العربي بدماء شعوبه وعلى حساب تطلعاتها في الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية.
الظاهر ان اجندة التطبيل لحرب بين البلدين قد انطلقت، على الاقل اعلاميا، حيث تقع غالبية المؤسسات الاعلامية بالبلدين بين أيدي السلطة و تتحرك باوامرها. ربما لن تقع الحرب، لكن صفيرها بين الفينة و الاخرى، تحول لسياسة ناجعة لكلا النظامين وقت الازمات للاستمرارفي التسلط.
عاشت المغرب و الجزائر، عاش شعبيهما الشقيقين .. و ليسقط الفساد و الاستبداد بكلا البلدين....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة