الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة السادسة بعد المئة من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 11 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


فيصل الأول في بدايات حكمه
في البداية لم يكن هنالك ما يربط فيصل الأول برعاياه . فملكيته كانت جديدة وتفتقر إلى جذور تنتمي إلى تاريخ العراق أو تقاليده التي تمده بالتغذية اللازمة أو تمنحها القوة الملموسة التي هي الهيبة . ومن المؤكد أن عائلته كانت ـ استناداً إلى قائمة النسب الملكية ـ من الجيل الخامس و الثلاثين من المتحدرين من صلب الحسن , حفيد الرسول , وقد إلى الاستفادة ما أمكن من هذا الواقع . ومن ناحية أخرى , لم تكن هناك ندرة في (( الأشراف )) في العراق , وكما لوحظ في مقالات سابقة , فإن الاحترام الذي كان يخص به هؤلاء الأشراف كان قد تراجع بشكل ملحوظ . وصحيح أن فيصل كان أيضاً بطل ثورة مكة , لكن عراقيين كثيرين كانوا قد شكّوا دوماً بهذه الثورة . وفي وقت متأخر , في تموز ( يوليو ) 1923 , صيغت عريضة تحمل أختام 400 شخص تناشد الخليفة العثماني (( انقاذ العراق من الأجانب ومن فيصل وأبيه الذي جاء ليسيطر على المسلمين بالمحاربة في صوف الحلفاء وتفكيك المسلمين تحت راية القومية العربية خلافاً لأمر الله القائل بأن المسلمين أخوة )) وقد كان من بين الموقعين عليها حمدي الباججي , وهو وطني بارز و رئيس وزراء لاحق , ومحمد أمين الجرجفجي , رئيس حزب النهضة , ومحمد حسن كبة , من أعيان الشيعة . أما جعفر ابو التمن فقد رفض التوقيع عليها . ومما له مغزى أن خطبة الجمعة في جوامع بغداد استمرت حتى سنة 1924 تدعوا المصلين إلى الصلاة من أجل الخليفة العثماني بصفتيه الروحية والزمنية , بالرغم من احتجاجات فيصل بأن ابقاء الخطبة بهذه الصيغة يشكل اهانة له .
ولكن ما كان أكثر تخريباً للسلطة المعنوية للتاج هو حقيقة أنها كانت تستمد أصول قوتها من ارادة غزاة العراق . ولقد حاول الانجليز أن يخفوا عن الشعب أنهم هم الذين اختاروا فيصل للعرش , ولكن كان من الصعب اخفاء حقيقة أنه لولا قوة الدعم البريطانية لكان حظ الملكية في أن توجد ضئيلاً .
وفهم فيصل نفسه حقيقة وضعه تماماً , وهو الذي كان أكثر الهاشميين دهاء . وقبل تتويجه في 23 آب ( أغسطس ) 1921 , كان الانجليز قد وضعوا أمامه اقتراحاً بأن يشمل مشروع (( القانون الأساسي )) فقرة تترك الكلمة النهائية في الشؤون الداخلية للعراق لمندوبهم السامي . وكان سكرتير الدولة لشؤون المستعمرات عندهم قد أبرق يقول : (( لا نريد ان يكون فيصل بعد تتويجه قادراً على أن يقول أنه لم يكن يعرف ما هي درجة الاشراف الذي نتوقع منه أن يخضع لها )) . ولكن فيصل اعترض بقوة على الاقتراح . وقال للمندوب السامي :
(( إضافة إلى مُثلي الشخصية تجاه القومية العربية , فأنا أداة للسياسة البريطانية . وإننا ـ حكومة صاحب الجلالة وأنا ـ نجد أنفسنا في القارب نفسه وعلينا أن نغرق معاً أو أن نطفو معاً .... ولأنك اخترتموني , إن جاز التعبير , فعليكم أن تعاملوني كواحد منكم وأن تثقوا بي ثقة صاحب الجلالة بكم . وإذا أردتم نجاحي ونجاح سياستكم فمن الحماقة أن تحكموا عليّ باللعنة إلى الأبد في أعين الشعب بجعلي ألعوبة مكشوفة كما سيكون الأمر ... ومن مصلحتكم أكثر أن تظهروا فوراً أني ملك حقيقي ...... )) . يتبع
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا


.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي




.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل