الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأساطير المؤسسة للتبعية للأمريكان (1)

رامز صبحي

2013 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


عادت من جديد خلال الفترة الماضية عدد من التصريحات الإعلامية لبعض الوزراء في حكومة الببلاوي، تزامنت مع خطب إعلامية موجه من قبل عماد الدين أديب ولميس الحديدي ومن هم على شاكلتهما ممن يعملون كابواق لمصالح المالكين للقنوات العاملين بها، لتحدثنا كل ليلة قبل النوم عن الأساطير المؤسسة لسياسة التبعية للإدارة الأمريكية الشبيه لحد كبير باساطير امنا الغوله وغيرها من حكايات كان يرويها لنا أبائنا واجدادنا لإحلال الزعر بنفوسنا حتى نكف عن الإنطلاق والتمرد .

الأسطورة الأولى : لا غنى عن الأمريكان

" العلاقة مع الأمريكان هتعود بعيدا عن الحماسة الثورية لانه ما نقدرش نعيش بمعزل عن العالم " عماد الدين أديب في برنامج بهدوء ردا على حديث حسن شاهين القيادي بحملة تمرد المطالبة بقطع العلاقات مع الأمريكان بسبب موقفها المضاد للإرادة الشعبية في موجة 30 يونيو الثورية .


وهنا تختزل الاسطورة العالم في امريكا وتصور أن العلاقة حتميه لبقاء الجنس البشري المصري كعلاقة الإنسان بالجاذبية الإراضية فأمريكا تجذبنا نحوها حتى لا نخرج خارج نطاق كوكب الأرض .

ورغم تجاهل تلك الاسطورة لحقائق مثل قيام دول ككوبا وإيران وفنزويلا بقطع علاقتها مع الأمريكان بل وغلق بعضهم سفارات الولايات المتحدة الأمريكية في بلدها لانهم يرونها سفارة الجواسيس ، ومع ذلك أحرزت تلك الدول تقدما في مجالات الاقتصاد والعلوم بل والحقيقة الأكبر أنها لم تخرج خارج نطاق الجذابية الأرضية بعد القرار بل مثلا ظلت كوبا واقفة على أقدامها رغم الحصار الاقتصادي المفروض عليها من قبل الإدارة الأمريكية ، فتشير
الاحصاءات أن كوبا استثمرت حتى عام 1992 ما يزيد عن 30٪-;- من مجموع دخلها القومي في مشاريع انتاجية، وإن هناك جهودا تبذل من أجل المحافظة على هذه النسبة ورفع معدلات التصدير الى الخارج والحد من معدلات الاستيراد
كما تشير الإحصاءات
أن الثورة الكوبية قد تمكنت من القضاء على البطالة التي كان يصل معدلها ( فيما قبل الثورة ) الى 50٪-;- في قطاع الزراعة باستثناء الشهور الثلالثة التي كان يتم فيها حصاد قصب السكر ، واستطاعت أن تخلق عدالة في توزيع الدخل القومي وما يرتبط بذلك من وضع حد أدنى للأجور ، كما تمكنت من تخفيض معدلات الأمية واتاحة الفرصة امام أبناء الجماهير للالتحاق بالمدارس . وفضلا عن ذلك استطاعت الثورة الكوبية القضاء على الكثير من الامراض المتوطنة ونشر الخدمات الصحية والتعليمية في المناطق الريفية البعيدة المنعزلة ، كما تمكنت من ادخال أساليب تكنونلوجية جديدة في الزراعة ، ولا ننسى ان كوبا من أكبر منتجي الأدوية في العالم بفضل الثورة.

كل هذة الحقائق جرت رغم قطع كوبا للعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية .

حقيقة أخرى تنفي اسطورة لا غنى عن أمريكا لانه لا غنى عن العالم يكشفها تقرير لمنظمة العمل الدولية ولكن بعد الإجابة عن سؤال . ما هو المقصود بالعالم الذي لا نستطيع الغنى عنه ؟
تقصد ستنا عماد الدين اديب وهي تروي الاسطورة النظام العالمي الرأسمالي الذي تمثل الولايات المتحدة الأمريكية مركزا له والمدافع عنه .

وهو النظام العالمي الذي يشير اليه تقرير لبنك كريدت سويس عن تركز ثروات العالم في إيدي واحد في المية من سكان الكوكب .
وهو النظام العالمي الذي كشف تقرير منظمة العمل الدولية إلي أنه أدى إلي ارتفاع نسبة البطالة في عام 2012 إلي 14 % بينما انخفضت نسبة البطالة إلي 12% في دول أمريكا اللاتينية التي تحرر بعضها من النظام العالمي الرأسمالي وتحولت إلي نظم اشتراكية . وهو ما يؤكد حقيقة أنه من الممكن أن تخرج دولة عن فلك النظام الرأسمالي العالمي ولا تعاني مثلا من البطالة بل في خروجها قضاء على البطالة عبر تبني سياسات أقتصادية قائمة على الصناعة والزراعة والانتاج وليس السمسرة والسياحة والاستهلاك .

الأسطورة الثانية : صندوق النقد الدولي شهادة لجذب الاستثمار ومن ثم توفير فرص العمل:

" صندوق النقد الدولي شهادة لجذب الاستثمار ومن ثم توفير فرص العمل" لميس الحديدي والببلاوي وهشام رامز محافظ البنك المركزي وهشام قنديل رئيس الوزراء السابق وأخرون....

وهنا لابد من طرح سؤال شركة بريتش بتروليوم على سبيل المثال وهي شركة استثمار بريطانية للبترول يحدثنا عنها مجدي حسين من حزب العمل الإسلامي في حديث لمحمد مرسي بعد إبرام اتفاقية جديدة مع الشركة بتاريخ 13 سبتمبر 2012 فيقول :
"
آخر تعديل للاتفاقية فى عام 2010. الثابت فى تاريخ اتفاقاتنا البترولية أن الشريك الأجنبى يحصل على 30 إلى 40% من الإنتاج لتغطية نفقات البحث والإنتاج، ثم يحصل فى حدود 10 إلى 12% من الإنتاج كأرباح، وتحصل مصر على الباقى. فى هذا التعديل اللعين حدث شىء خارق ما يزال معروضا على القضاء حتى الآن، فقد أصبح نصيب الأجنبى 100%!
وينص التعديل الأخير فى 2010 على تنازل مصر عن حصتها كاملة ليصبح نصيب المقاول «أى الشركة البريطانية» 100% من الغاز المنتج والمتكثفات بدلا عن 64% على أن تقوم الدولة «ممثلة فى الهيئة العامة للبترول» بشراء كامل الإنتاج وذلك بسعر تقريبى حوالى 4 دولارات للمليون وحدة حرارية من الغاز

أذن الشركة المستثمرة تحصل على 100% من انتاج الغاز اللي هو بتاعنا ثم تبيعة .وهذا هو جذب الاستثمار ان تتيح المجال لشركات الاستثمار لنهب مواردك ثم تقوم انت بشرائها منها .

ننتقل لنقطة أخرى هل وفرت الشركة فرص عمل للعاطلين .

قامت الشركة بتبوير نحو 400 فدان من الأراضي زراعية التي تعد من أجود الاراضي لزراعة الأرز بكفر الشيخ وهو ما أدى الي تشريد الالاف الاسر من بيوتهم والقضاء على زراعتهم ومصدر عملهم وكسب قوت يومهم .كما رفضت الشركة تعيين إي من ابناء المحافظة بالموقع بعد أن قامت بتعيين 400 فرد ينتمون لجماعة الإخوان المسلمون بالشركة كمقابل من ضمن الهدايا المقدمة للسماسرة النظام وقتها
لتهدم حقيقة تشريد الفلاحين وتبوير أراضيهم اسطورة أن الاستثمار يوفر فرص عمل للمواطنين
وتصبح الاسطورة مجرد تبرير لقيام شركات الاستثمار بنهب مواردنا فقط لا غير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا