الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البورنو الأمريكي حوارياً اغتصاب حُر على قناة حُرّة

باسل ديوب

2005 / 6 / 3
الصحافة والاعلام


اغتصاب حُر على قناة حُرّة

قبل سنوات منعت القوة الديمقراطية الأمريكية المتمركزة في السفارة الأمريكية في بيروت ، حفل موسيقياً / على البيانو/
لفنان الشعب زياد الرحباني، كان طلاب الجامعة الأمريكية قد عزموا إقامته، وذلك بطريقة (ديمقراطية ) فعند وصول الفنان إلى باب الجامعة منعه الحراس الأمريكيون من الدخول ببساطة، عرقلة بسيطة ألغت الحفل !!!!!!!!
وقيل يومها أن الأمريكيين مبعوصين منه بسبب وصفه لأولبرايت (بالزمْكِّة) بعد تعمدها إهانة السيادة اللبنانية.
استضافت الحرة فنانين سوريين على التوالي هما دريد لحام ومنى واصف، في لقائين سياسيين !!!!
حولهما جوزيف عيساوي رغماً عنهما
إلى محللين سياسييين واستراتيجيين
و ألبسهما قفازات ملاكمة و أدخلهما الحلبة ، إن الحوار بهذا الشكل هو نوع من أنواع الاغتصاب ، فالحوار على المحطة الأمريكية أشبه بالسلام على يد الراعي الأمريكي ، الذي وصفه الراحل نزار قباني :

ليس سلاماً
هذا الذي
أدخل
كالخنجر فينا
إنه فعل اغتصاب !!
ماذا يعني الحوار مع فنان ولكن بكل مفردات الحوار السياسي المحترف ومع معد يعرف ماذا وتبعاً لأجندة محددة بدقة وفنان لا يفقه في السياسة؟
يبدو أن البرامج الحوارية في عصر الديمقراطية الأمريكي لا تتطلب معدي ومقدمي برامج مثقفين بقدر ما تتطلب محققين سمجين وقحين ،وضباط مخابرات من البداية الباهرة مع الجزيرة مروراً بالمستقلة انتهاء بالحرة ولا ننسى حليفاً موضوعياً أرضياً لهذه الديمقراطية هو الإل بي سي اللبنانية،ببرنامجيها الشهيرين مع زياد نجيم و جيزيل خوري .
منى واصف في الحلبة الأمريكية كانت شرسة وجعلت الملاكم جوزيف عيساوي يسرّع من وتيرة لكماته من هنا وهناك وتبين أن دفاعات منى واصف الجاهزة لا تصمد أمام ملاكم حواري محترف.
لم يحفل تاريخ البرامج الحوارية بهكذا حالة وفخلال خمسة دقائق فقط كانت أسئلة جوزيف تنهمر رشاً كأي محقق في فيلم أمريكي أكثر من 20سؤال ومقاطعة في أقل من خمسة دقائق!!!!
وكلها لا علاقة لها بالفن و المطلوب إدانة لسورية وتعرية للإديولوجية القومية السائدة فيها ولسياستها
الداخلية والخارجية في سياق واحد هو التعرية ،
لننتبه فالهدف هو مجرد الاعتراض والهدم في الفراغ دون وجود طرف سوري يحمل مشروعاً يفند ما يقدم من السلبيات في الواقع ( الهدم يشمل إيجابيات أيضاً ومنها القضية القومية ومفهوم الدولة الوطنية ) ويجيّر فضحها من أجل إنجاز بديل نابع من حاجات ومصالح هذا الشعب، مع العلم أن موضوع البديل هو مشروع إصلاحي لا انقلابي ، من حق السوريين أن يسيروا فيه دون لهاث وضغط خارجي تقول كل تجارب التاريخ أن الخارج الرأسمالي يأبى أن يلعب دوراً إيجابياً لمصلحة الشعوب ، ناهيكم عن أن المقولات كانت تصب على سحق هوية هذا الشعب وأحلامه ، فلا مجال للعرب أن يحلموا بدولة واحدة أو تضامن عربي في وجه الغزاة أو بدخول العصر والحداثة فالفكرة خاطئة بدليل فشلها !! أحكام سطحية وقياسات ومقارنات لا تجوز منطقياً ، وبالمحصلة فإن الهدم يفيد أصحاب المحطة الذي ادعى العيساوي أنهم الشعب الأمريكي لا البنتاغون عند سؤاله الضيفة ،هل استشرت أحداً قبل المجيء إلى محطة الحرة التي يمولها الشعب الأمريكي؟؟؟ لا البنتاغون ولا حتى امريكا حاف التي يتكهرب 99 % من مواطنينا العرب عند ذكرها .
حتى الشهادة من الصديق إبراهيم العريس وهو الناقد الكبير !!!! (يكتب في الحياة ) جاءت سياسية وذات سياق موظف بدقة أنتم السوريون تدعون العروبة لكنكم عنصريون وشوفينيون وهكذا تورد المفردات والمصطلحات دون تدقيق وعلى غير معانيها وفناننا كالأطرش في الزفة ،
نجح جوزيف عيساوي وخسرت منى واصف ( والوطن )
فمجرد أن يكون العربي في موقع الدفاع يعني ذلك الخسارة .
تجنب العيساوي الحديث عن العراق ، في الوقت الذي كان يحدثها عن الكلام بحرية والديمقراطية وضرورتها وغياب ذلك في سورية بالمطلق وهذا غير دقيق ، كانت الكلاب تنهش جثث المدنيين العراقيين الملقاة في شوارع الفلوجة منذ أسبوع !!والمجزرة مستمرة وستستمر زمناً أطول فالمقاومة صامدة ، ولم يبقي جيش الديمقراطية الحرة حجراً على حجر في الفلوجة ، في طريقه لسحق من قال لا للاحتلال بالكلمة والمظاهرة والبيان والمقاومة المسلحة وبكل مفردات الديمقراطية الوطنية ، ،فهل نمط حياة فنانتنا لا يفسح لها متابعة ما يجري في العراق و الفلوجة تحديداً
الأمريكي يحسب بدقة ويقاتل على الأرض التي يريد ،ويختار خصمه كما يريد ، هل يمكن أن تستضيف الحرة فناناً كزياد الرحباني ؟؟؟ لا أعتقد فرغم ديمقراطيته الشديدة وشعبيته الخارقة لا يجرؤ ون على استضافته لأنهم بالمطلق لا يحبذون انتحاري حرّيف وسياسي محنك ليعريهم ببساطة شديدة وبتصفيق حاد من المشاهدين ،
من حيث لا يريد ولا يتوقع يقع فنانا في الشرك الأمريكي وهذا يحيلنا فوراً إلى مقولة الفنان الملتزم أو المثقف لقد كشفت اللقاءات مع فنانيْنا دريد ومنى ، قصوراً سياسياً شديداً فهل فنانونا هؤلاء مثقفون وأصحاب قضية حقيقة أم أنهم كما سخر العيساوي مجرد أصحاب أحلام الستينيات التي انهزمت و انسحقت ؟؟
لم تدافع منى واصف عن حلمها كما ينبغي فأية مسافة تفصلها شخصياً عن الحلم ؟
واقعنا السوري ليس بخير لكن السياق الأمريكي سياق مختلف تماماً لا بل يكرس هذا اللا خير ، عبر الهدم الشامل لكل مقولاتنا المشروعة في أن يكون لنا مكان تحت الشمس ، والبناء أمريكياً فيما بعد ، المراجعة ضرورية وملحة جداً لكل شيء ، الأمريكي يفتك بكل شيء ببطىء ممنهج والأحرار السوريون القادرون على الصمود وإعادة إنتاج الحلم وتكريسه على الأرض مقموعون مقيدون ، فإلى متى ستحتفظون بنا في قمقم يا أسيادنا؟؟ حتى يأتي الأمريكي (سلماً أو حرباً ) ويسحق بقدميه هذا القمقم ؟؟؟.
سوريون كثيرون لا يغيبون عن نشاطات السفارة الأمريكية في اختراق لم نشهده في تاريخنا لنخبنا الاجتماعية والفنية والأدبية والفكرية.
وهكذا يكبر المعسكر الأمريكي على عيون من يقمعون الأحرار السوريين ويشددون الخناق عليهم!!!!!
لنرى ما الذي سيطرأ على الإعلام السوري مع الوزير مهدي دخل الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله خلال الس


.. عاجل | الجيش الإسرائيلي يحذر: مطار بيروت سيكون هدفا في هذه ا




.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء أحياء في ضاحية بيروت الجنوبي


.. إعلام إسرائيلي: الهجوم الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت سي




.. النرويج.. مظاهرات تضامنية مع لبنان في أوسلو ضد العمليات الإس