الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيانة الزوجية

ميثاق الفياض

2013 / 11 / 8
المجتمع المدني


قد يتبادر لبعض القراء أن الموضوع يختص بالمراءة لان الخيانة تتعلق بها دون الرجل وهذا مفهوم خاطئ للأسف لان الحياة الزوجية علاقة شراكة بين اثنين تعاهدا على العيش سوياً وتبادل المودة وتكوين أسرة وفق واجبات وادوار انيطت للزوج والزوجة ليكملا بعضهم البعض في طريق قد يكون طويلاً بينهما اذا ما تنازل الطرفين وغضا الطرف عن عقبات كثيرة يمرون بها في حياتهم بين الرخاء والشدة والفقر والغنى والحب والكره وأساس هذا قناعة الاثنين بطبيعة العلاقة الزوجية ووجوب استمراها حتى وان كانت من غير حب , لم تكن الخيانة الزوجية مرتبطة بالعلاقة الجنسية فحسب ومحاولة احدهما إشباع غريزته بعيدا عن ما عاهد عليه صاحبته وخارج الحدود الدينية المعروفة خصوصا للرجل أباح له الدين الإسلامي الزواج حتى الحد المسموح وفق اسس منها العدالة والتمكن المادي وغيرها مما ورد في كتب الاختصاص
لكن لايمنع هذا الأمر في أن يكون سبباً قد يجده البعض أساسيا للجوء احد الأزواج لإشباع رغبته الجنسية بعيدا عن شريكه لأسباب عديدة قد تكون اغلبها في شخصية الرجل الحقيقية والمقصود بالحقيقية غير المعلنة لأننا نعتقد أن العلاقة الزوجية بين الشريكين مباح فيها كل شيء من اجل إشباع رغبات الاثنين ولا حياء في ذلك لان أساس عقد الزواج بينهما وفق ما احله الله تعالى في أصله الاستمتاع ,
وهذا لايعطينا مفهوم ان العلاقة الزوجية تتكامل جسديا فقط كما نشاهده يحصل عند غير البشر أيضا بل دورا روحيا وعاطفيا قد يسبق تلك العلاقة المحاطة بالجدران الأربعة فتكون احيانا بالكلمة الطيبة والتصرف السليم الذي من شأنه جعل الأنثى تشعر أنها تنتمي لمفهوم أنثوي حقيقي تقف به أمام رجل له إدراك و إحساس بمنزلتها لديه وخصوصيتها على سائر النساء والعكس صحيح لتعامل المراءة مع الرجل وهناك العديد من المؤلفات التي جاءت بهذا الخصوص في مفهوم الثقافة الجنسية التي تعدت مفهوم فراش الزوجية وأعطت للمفردة اللغوية المستخدمة بينهما منزلاً أكثر تأثيرا من علاقة الفراش الزوجي .

وهنا نذكر مثالين حقيقين مرت علينا من خلال ما نعيشه من واقع
الأول عن موظف بسيط متزوج من امراءة ولديه أطفال لكنه لايملك سوى راتب بسيط قد لا يصل الى نصف الشهر حتى تكاد تكون جيوبه خاويه لكننا نجده قد اسلم للأمر الواقع وعلم ان الوضع المادي الرديء وانشغاله بالتفكير فيه لن يزيد حياته الا تعاسة وستنعكس هذه الأفكار على عائلته لتصبح حياته جحيما لايطاق فقد كان يرجع منزله ويقف بباب المنزل قبل دخوله لثواني قليلة يطرد فيها همومه واحزانه ويدخل رغم كل شيء مبتسما وهو يلقي التحية على زوجته وأطفاله ولا تخلوا تلك التحايا من تقبيل الجميع وبعض كلمات السخرية ليبهجهم ويضحكهم ويجعل أجواء البيت سعيدة رغم الالامه وانشغال تفكيره بصعوبة الحياة المعيشية ,
هذا الموظف البسيط السعيد يقول لي انه لايملك مالاً كثيرا ليعطي منه زوجته لكنه يملك لساناً يستطيع من خلاله نشر أجواء جميلة في عائلته وخصوصا مع زوجته فقد كان يستخدم معها مفردات وعبارات تجعلها تشعر أنها أنثى مختلفة بل كان أحيانا يسترق السمع عليها وهي تجلس مع قريناتها وتتحدث لهن ان زوجها قال لها تلك الكلمة الجميلة أوانه تصرف معها كذا وكذا وهي فرحة ومبتهجة ومخاطبة لغيرة نفسها الأنثوية قبل ان تخاطب تلك النسوة, وبذلك بات علي يقين كما يروي لي ان زوجته ستبقى تفضله وتحبه على جميع الرجال في الدنيا حتى آخر العمر وستخلق أجواء الأسرة السعيده .
والمثال الآخر عن رجل ثري ذا منصب ومال وكل ما من شأنه ان يعيش هو وعائلته برفاهية كبيرة لكنه لايدرك قيمة الزوجة التي هي أساس العائلة السعيدة فيقوم بالتعامل معها وكأنها قطعة من الأثاث الجميل النادر الذي له منظره ومفاتنه فقط وعليه ان يحافظ عليه من ان التلف فقط
حتى عندما كان يشبع رغبته وغريزته الجنسية لايعبر لها عن أي أحاسيس أو كلمات جميلة تحرك السكون بداخلها حتى انساها انها انتمائها لرقة وروح الانوثه ونسي ان هناك إنسانة اخرى تشاركه الحياة وجب عليه ان يسعدها و تسعده وعليه دورا كبيرا لايمكن للمال ان يحققه لوحده فقط .

لكن هناك رغم ما ذكرناه مسببات عديدة للخيانة بين الأزواج منها خيانة الرجل لزوجته رغم انه يعيش في أسرة متكاملة الجوانب من أولاد وزوجة خدومة مطيعة تقوم بواجباتها المنزلية لكنها نسيت ان لها زوجاً وقررت ان تتفرغ لأولادها ومستقبلهم وان العمر قد أصبح بعيدا عن الاهتمام بالزوج وهي على ثقة ان زوجها لن يقوم بعلاقات أخرى كما تشاهد ذلك في المسلسلات العربية والتركية وتعدها سخيفة من وجهة نظرها لثقتها به وهي مفردة ترددها الكثير من النسوة دون ادراك حقيقي ,
بل تعتقد ان مفهوم (الغيرة الزوجية) قد انتهى مفعوله وأصبح فاقد الصلاحية بينهما وان الانشغال بأمور الحياة الصعبة ومسؤولياتها وما يدور حولهم وكيفية توفير حياة كريمة لمستقبل اولادهم حسب اعتقادها هو أهم من تلك المسميات التي لاتقدم ولا تؤخر بينهما , وهذا من أهم أسباب لجوء الرجل الى البحث عن بديل يشاركه مشاعره وعواطفه وأحاسيسه ويشترك معه في همومه ويبادله كل شيء حتى النظرات التي يحتاجها من نصفه الآخر المكمل له في كل شيء وصولا الى الرغبات الغريزية الحقيقية لاشباعاها وهذا لا يختلف عن المراءة بل ينطبق كل ما سبق على الاثنين دون فرق ابدا فالاثنين متشابهين بكل شيء في أحاسيسهم ورغباتهم وقلوبهم وليعلموا ان دورهما مشترك في إكمال انصافهم والعيش حياة فيها من السعادة والنجاح شيئا كبير لا باس به مستمرين بإبحارهم في ركب سفينتهم وسط الأمواج ووصولا الى بر الأمان والاستقرار والطمانينة لأسرة ناجحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون ويشعلون النيران أمام منزل نتنياهو ليلة ع


.. شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد




.. تقرير أميركي.. تدهور أوضاع حقوق الإنسان بالمنطقة


.. واشنطن تدين انتهاكات حماس لحقوق الإنسان وتبحث اتهامات ضد إسر




.. الأمم المتحدة: الأونروا تتبع نهجا حياديا وإسرائيل لم تقدم أد