الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
شاعرية الاغتراب عند حسام الدين الالوسي
عامر عبد زيد
2013 / 11 / 9الادب والفن
يعرف الاغتراب بوصفه تمزقاً في الشعور نتيجةً الوعي ، هذا التمزق هو عبارة عن صراعٍ داخليّ يخوضه الانسانُ بأشكال عديدة ، الا أني أجد أن آلالوسي كان دائما بين هيمنة الراسب الثقافي الذي اثرّ في تكوينهِ وترك حضوراً عميقاً في لاشعوره ، يحظر دائما في أشكال متنوعة معبّراً عن ميراث الذاكرة والتكوين والتربية ، وهو وعي قد يحتل معنى جاهزاً تم تلقيه من ذاكرة الهوية بكلّ أطيافها والتي تمثل الذاكرة والتراث ، والهوية ، وبين وعي فلسفي نقدي قاد الالوسي الى مديات رحبة جعلت منه متمرداً على الراسب الذي تم تلقيه عبر التربية والذاكرة جاء التكوين العلمي الفلسفي فاعلاً ومجلجلاً في رؤية والمنهج، وهما كانا يمثلان خروجاً عن الثابت المتعالي على التاريخ كذاكرة ، جاء الوعي الفلسفي ناقدا مؤولا معيداً ترسيم الرؤية في نظرته الى التراث كاساطير وفكر وتجارب دينية كلها، وقد حاول الالوسي أن يقدم فيها موقفا نقديا أحدث من خلاله تغيراً عميقاً في وعيه كمثقف واستاذ جامعي شكل حضوراً عميقاً في الخطاب الفلسفي العراقي والعربي والذي فيه موقفٌ يصل حد القطيعة مع بعض الافهام الموروثة والقراءات الايديولوجية للتراث .
بين المكونين الاثنين كان هناك حضورٌ وسطيا انه "الالوسي الشاعر" فهو يعبر بوجدانية عميقة الى إرهاصات وجدانية تعبر عن حيرة وجودية بين موقف تمّ تلقينه وبين موقف نقدي قائم على تقبل معرفي عميق بين الاثنين كان الاغتراب حاضراً في نصوصه الشعرية .
رغم مااستقر في الذاكرة الفلسفية من موقف سلبي من الشعر الا أننا نجد حضورا عميقا للتجارب الروحية في ميراث الاسلام كما تجلت في مواقف المعري والمتنبي وعمر الخيام والمتصوفة، وكذلك موقف هيدجر من الشعر الذي يرى للشعر مكانة ممتازة ، فهو "ركيزة للتاريخ يهدي الناس بنوابغ حكمته ويلهمهم بكرائم رؤاه "
لهذا كان الشعر حاضراً في فكر الالوسي وروحه ، إذ يمكن أن نتلمس فيها حضوراً للاغتراب الذي يتجلى كحضور خطف ولطف يُعجز الوصف ، انه حالةُ وعي وفعلُ اختيارٍ ينتاب الذات، فتشعر بالضياع والتيه، فتتشظى بالواقع فترى العالم يتصدع الذات حين تغترب تتوهج بالمعرفة، وتفقد توازنها وتحترق بجحيم الوعي فتضيع في متاهة الحياة ،الذات أنى تشتهي الآخر لتنسجم معه وتتفاعل ولكن اذا لم يحدث التآلف يتم الهجر والفصل وتبدأ الذات رحلة التمزق والشتات في جوهرها.
ولعل هذا يظهر في موقفه من واقعة " الموت "وفيه يظهر موقفان هما حضور لما قلناه سابقا من الراسب الاول "الروحي" والجانب العقلي " الشكي " وهذه الواقعة كانت مقلقة للفيلسوف الالوسي فهي تتجلى روحيا بقوله :
إنما الموت ستارٌ لا يموت
زهرةٌ أو دودةٌ في جذع توت
هكذا العود الى هذي البيوت
هنا يقدم لنا رؤية عن تلك الحياة الاخروية التي تمثل واقعة ثقافية ودينية تجلت صورها من العمق الروحي وتمثلتها الصور الشعرية عند المعري وغيره وهو هنا يتمثلها معبراً عن قلقه العميق منها كواقعة تبدو راسخة ونحن في مسيرنا اليها بشكل ثابت متواتر .
لكن ثمة رؤية اخرى تقربنا من موقف فلسفي اغترابي يقوم على الشك إذ يتجلى الاغتراب، إذ يتوارى اليقين خلف موقف شكي يقترب من العدمية اذ ثمة لحظة التفكك والتشظي تطفيء وهج الوجود وتضيع الذات في السراب العدم يقول:
كل ما في الكون يمضي للفناء
بعد أن كان رقيقاً لينا
أوجُهُ الغيد وأربابُ اللواء
وشجاع القلب أو من جبُنا
إنه يصور موقفاً وجوياً من واقعة الموت يطغي عليه التشاوم والشك ، يعبر عن حيرة وقلق عميقان في وجدانه وهو مشتبك في توصيف تجربته عن هاجس الموت حيث الاسى والاسف.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان
.. حلقت شعرها عالهوا وشبيهة خالتها الفنانة #إلهام شاهين تفاصي
.. لما أم كلثوم من زمن الفن الجميل احنا نتصنف ايه؟! تصريحات م
.. الموسيقى التصويرية لتتر نهاية مسلسل #جودر بطولة النجم #ياسر_
.. علمونا يا أهل غزة... الشاعر التونسي -أنيس شوشان-