الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحكومة - المنتخبة - ومأساة نهر الفرات في الناصرية !!!
عبد الزهرة العيفاري
2013 / 11 / 10مواضيع وابحاث سياسية
بين فترة واخـرى يكرر حكام العراق " الكبار " اثناء خطاباتهم ، انهم حكـومـة "" منتخـبـة "" . وذلك عندما يعلو صراخ المواطنين احتجاجا على الادارة " الرشيدة " لدفة الحكم في بلدنا المنكوب . ان العراق يعيش اسيراً في قبضة هذه السلطة المنتخبة منذ عدة سنوات . ويـواجه المواطنون دائما من جانب رموزهذه السلطات التجاهل والاهمال واللاابالية كلما صدرت من الناس شكوى من مرارة حياتهم المضطربة . تـرى ما هذا التمادي ؟ هل هو قوة ؟ واذا كان لدى هذه الحكومة شيء اسمه قوة فلماذا لا توجهـهـا لتحسين حياة البلاد ؟ .او لحماية المواطنين من شراذم الميليشيات وادوات الارهاب . او التصدي لتلك الجهات القومية التي رفعت رأسها مجددا استعدادا للاحتراب واخذت تهدد وحدة تراب وطننا وتلاحم ابناء شعبنا العراقي الموحد !!! ؟؟؟ .
ولكن " القوامـيـن " على البلاد من عادتهم التطاول عل الحقيقة . لذا يكابـرون عندما تطغى عليهم ( النرجسية ) لتصل الحد الذي يلفت النظر بامـتـداح الـنـفـس من خلال التصريحات الاذاعية والفضائيات التي تسـرب للناس ما ينفخـه " الخطباء " من مواد مكـرورة دون الالتفات الى الاخطار المحدقة بالبلاد وحتى انها غالبا ماتتستر على الحقيقة وتجانب الواقع الـمـعـاش لاظهار ان ادارتها بخير . والادهى من ذلك ان تلك الخطابات تقوم مقام التشويش على الخارطة السياسية المتشاكسة والخطرة على مصير الوطن . واذا كان ذلك يحدث بدون قصد فعلى اولئك الخطباء اذن الاقتراب من الجماهير العراقية ( عربا واكردا وتـركمانا وغيرهم !!! )والتوجه الى البناء فعلا وقولا . فـكـم نحتاج نحن الى ان تتاح الفرصة لابناء الشعب ان يـردوا على الخطباء ادعاءاتهم على الفور . ولكن لا فرصة للشعب !!! فالكلام مباح للقيادات فقط !!! واذا اراد.الشعب المطالبة بالحقوق على شكل مظاهرة جماهيرية فعلى (هذا الشعب ) الحصول على اجازة ترخيص للتعبير عن مظلوميته !!! والا فـالـتـعـامــل مـعـه سـيـكــون حسب "" القانون "" !!! والعقوبة ستاتي على الاقل بواسطة خراطيم المياه والهراوات !! . ومع ذلك نـريـد هنا ان نتحطى " الممنوع " فنسأل اولي الامر ابـتداء من مجلس الوزراء (ودولة المالكي شخصيا ) الى اخر مدير في بلديات محافظة ذي قار ، مرورا بالمحافظ ومجلس المحافظة ومدراء التربية والصحة وموظفيهم : كم مر من الوقت على جريمة رمي المياه الثقيلة والآسنة المليئـة بالفضلات تقذفها المجاري مباشرة في نهر الــفـــرات . هــذا النهر الذي اعــتــاد فــي جريانه منذ الازل ان يـتـهــادى بــرشــاقــة مـــارا امــام ( كورنيش ) مدينة الناصرية ، هذه المدينة السومرية العظيمة ، التى ابتدأت منها واحدة من اولى مسيرات الحضارات البشرية وقــد جلجل مـنـها اول صوت في تاريخ البشريـة لـيـنـشد قصيدة شعـرية على لسان الملك الاسطوري العظيم كلكامش . اما سكان الناصرية فانهـم الذين ساهمـوا ببناء العراق الحديث بصورة مباشرة . بينما هذا الشعب نفسه تتركه الحكومة " المنتخبة " يشرب وقت العطش ماء مخلوطا بمياه المجاري . بالرغم من ان في هذه المـدينة يشمخ في شارعها الرئيسي تمثال الشـاعر الرقيق والعلامة الجليل ، احد قادة ثورة العشرين ، السيد محمد سعيد الحبوبي . وان اهلها مطبوعون على الـرقة والغناء والموسيقى . نعـم هذه المدينة بالذات يجري تلويث مياهـهـا بالمياه الثقيلة ليشـرب منها الناس (وهم عراقيو الجنسية ) ويعيشون على ارض تجـري من تحتها الانهار من الذهب الاسود !. ثــم تموت امام اعينهم ثروتهم السمـكــيـة في انــهــارهــم هذه ايضا . كــما تتلوث امام اعينهم (بقذارة نفس المجاري) مزارع ( الخبز ) اي الحنطة كما تسميها بعض شعوب الارض ، كل ذلك يجـري دون ان يفيق الحكام ( كبيرهم وصغيرهم ــــ في ذي قار او في بغداد ) من سباتهم او من خدرهم الذي رافق صعودهم الى مناصبهم الشاهقة التي هم فيها الان دون ان يحلموا يوما في حياتهم باستلام عروش مثلها !!! .
ان اي باحث ، اقتصاديا كان ام سياسيا ، يقف مذهولا امام هذه اللاابالية من طرف الدوائر الحكومية المسؤولة ابتداء من مجلس الوزراء فــنــا زلا بمصير ثروات العراق المعرضة للهدر والدمار وانتشار الامراض ، ومنها الثروة السمكية في انهار العـراق عموما . حيث اخذت تعاني من الانقراض والاضمحلال منذ زمن ليس بالقصير وذلك بسبب الاصطياد الجائر بواسطة الاساليب المحرمة قانونا في جميع انحاء العالم . اذ يمارس بعض الصيادين على مرآى من الدوائر المسؤولة باستعمال القنابل والاسلاك الكهربائية والسموم ورمي ( الزهــر ) في الانهار ذات الثـروة السمكية الغـزيــرة ثم اصطيدها وبيعها ، مما افـرغ تلك الانهار من الاسماك والاحياء المائية الاخرى . وامام مثل هذه الحقائق تتضح اشياء جديدة في ادارة الدولة العـراقية . فهل كل هذا يحدث كانتقام للعراق الذي تحرر من الدكتاتورية ؟؟؟ . امـــا اذا سلمنا بواقع : ان سكنة " الرفـوف " العالية من السلطة وهــم عناصر لم يسبق لهم ان مارسـوا يوما ادارة حكومية ولذا فهم معفوون من اللوم في ذلك . ولكنهم مذنبون امام الشعب انهم لم يستنجدوا بغيـرهـم من العراقيين ـــ اصحاب الخبـرة الاداريــة ـــ او على الاقل الطلب الحازم والحاسم من الدوائــرالحكومية ذات العلاقة بالزام موظفيها التشدد في منع الجرائم الاقتصادية ومنها قتل الاسماك والاحياء المــائــية في انـهـارنـا .
ان هذه المشكلة ليست الا واحدة من الوف المشاكل الاقتصادية التي تشير الى الفشل الذريع للادارة الحكومية التي يشرف عليها رئيس الوزاء ومسـاعدوه (على مــدى حفــنة ) من السنوات العجاف من عمر العراق في الفترة التي اعقبت سقوط الدكتاتورية المتعفنة . فهل سنرى اصلاحا مـــا ولو لهذه الفترة الوجيزة المتبقية من عمر ( الـثــالوث ) المتمثل بشخصية الرئاسات الثلاث وخاصة "" برلماننا العــتــيــد "" !!!
واخيرا ، من حـق الشعب العراقي ان يـطـالـب الدوائر المسؤولة في المحافظة ايقاف هذه الجــريمة المسلطة على ابـنـاء ذي قار. بل وهي موجهة ضد كل الوطن العراقي . ومن الانصاف والعدالة احالة المسؤولين عنها مهما كان موقعهم في الدولة الى القضاء وذلك بسبب اهانتهــم للشعب والاستخفاف به اولا . ولان المسؤولين هؤلاء لم يعالجوا المشكلة البيئـيـة عند نشوئـها ثم تركها تسبب الامراض السرطانية وغيرها بين السكان . ان احالة المسؤولين عن هذه الجريمة الى القضاء هــو اجراء سيكون رادعا لأولئك المستهترين بالعراق وحياة ابنائـه . ان هذا المطلب مـستعمل في البلدان المتحضرة . وحري بنا ان نستخدمه في بلادنا . فنحـن بشر ايضا !!! .
الدكتور عبد الزهرة العيفاري 10/11/2013 موسكو .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هاريس: يجب على الوكالات الحكومية إثبات عدم تسبب الذكاء الاصط
.. تجنيد الحريديم .. أزمة جديدة في إسرائيل | #غرفة_الأخبار
.. روسيا تهاجم الرئيس الفرنسي وتصف مواقفه بأنها الأكثر تطرفا بي
.. 12 شهيدا في غارة للاحتلال على مبنى سكني بحي النصر شمال رفح
.. لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب مج