الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
دفع الجزية
حسن الشرع
2013 / 11 / 12السياسة والعلاقات الدولية
مجرد رأي ...أنا متأكد أنه سيثير غضب أناس كثيرين ..سياسيين ونخب ومثقفين وعامة...أود بدءً أن أستهل بمقدمة بسيطة...لو عدنا بالذاكرة للوراء عقدا من السنين ونيف لكان الوضع السياسي آنذاك ماثلا عقب الحادثة الدراماتيكية ...النيل من هيبة الولايات المتحدة عبر ضرب برج التجارة الدولية في مانهاتن نيويورك...أعلن بعد فترة وجيزة جدا عن مسؤولية تنظيم القاعدة عن ذلك الحدث الجلل الذي كانت من تبعاته ضرب أفغانستان وغزو العراق وبذرائع تتصل بالحدث بشكل مباشر أو غير مباشر...
أنا الآن لست مهتما بصدقية تلك الذرائع في هذه السطور لكني مهتم بالإمكانيات المادية واللوجستية والتعبوية والفكرية والتخطيطية لذلك الحدث...فالقاعدة تنظيم بإمكانه أن يخطط وينفذ حتى في أرض العم سام الذي عجزت دول عظمى أن تغضبها ولو بمجرد التلويح بالخروج عن طاعة ذلك العم....لم تكن هذه الحادثة هي الشاهد الوحيد على قوة هذا التنظيم فلقد تكررت الحوادث في مسرح موسكو وقطار أسبانيا وساحات لندن ومدن إيطاليا وتم تحدي الولايات المتحدة مرارا أخرى في مياه عدن وكينيا وتنزانيا كما تكررت الحوادث في أندونوسيا والهند وبقاع أخرى من العالم وفي كل مرة أما أن يشار إلى القاعدة أو الى تنظيمات متشددة مرتبطة بها أو إلى (متشددين إسلاميين )على أنهم من يقف وراء تلك الأعمال. هذا من جهة ...ومن الجهة الأخرى لم نسمع أن عملا من هذا القبيل حصل في دول بعينها كدول الخليج العربي وإسرائيل(أدعو الله أن يجنبها ويجنب البشرية جمعاء مآسي ومعاناة تلك الأعمال) دون أن اصفها أو اصنفها ....لا أحد سيقول طبعا أن هذه الدول أقوى بكل ما تعنيه مقتضيات القوة ومضامينها من الولايات المتحدة أو روسيا أو غيرهما فنحن نتكلم عن أقوى دولتين على وجه الأرض. الإستنتاج الموضوعي يدفعنا لأمرين فإما قيامها أي تلك الدول بدفع الجزية وأما التوافق العقائدي ...
يقول المتخصصون بالتنظيمات (الجهادية الإسلامية )أن تلك التنظيمات تكفر من يقع خارج إطارها الفكري والعقدي حتى من يختلف معها في بعض التفاصيل الدقيقة والجانبية على الرغم من
إتباعه لنفس المنهج والمنظومة الفكرية والفلسفية والايديولوجية...هذا التكفير يعني بالضرورة أما التحرير (الفتح) أو دفع الجزية بإعتبارهم كفارا أو أشباه كفار أو أشباه مسلمين وهذا يشمل أهل الكتاب من المسيحيين (النصارى )واليهود والصابئين ومن هو بمرتبتهم ..أما يخص الشيعة ف وعلى إختلاف مللهم ونحلهم فأمر كفرهم مقطوع به ومفروغ منه كما هو مأثور بأدبيات هذه التنظيمات وقواعدها الفكرية والفقهية التاريخية والمعاصرة.
دعونا الآن نعود للتاريخ الحديث للعراق ونستذكر الفترة التي صاحبت تأسيس الدولة العراقية وما صاحبها من أحداث لعل من أبرزها القضية الكردية على سبيل المثال ....لقد ظلت تلك المعضلة حاضرة على مكاتب جميع القادة السياسيين العراقيين وغيرهم من ذوي الشأن منذ ذلك الحين وسأجازف بالقول حين أدعي لغاية وقتنا هذا...وقد رافق كل ذلك تقلبات عسكرية وإقتصادية وإجتماعية وغيرها ،كما شهد الجيش العراقي حالات متباينة وظروف وأوضاع مختلفة من قوة وضعف لكنه كان الأقوى في مرحلة ما في الحسابات الإقليمية والمحلية ،ومع ذلك فلم نشهد حلا جذريا لكثير من مشكلات البلاد ومنها تلك القضية ،الأمر الذي دعا الكثير من السياسيين الى الإذعان للحقيقة الصارخة التي تقول بعدم إمكانية تسوية وحل المشاكل السياسية والإجتماعية ومن باب أولى الإقتصادية والثقافية بالقوة المحضة ولو إلى حين. إن هذه النتيجة هي أمر مهم يمكن التأسيس عليه ..رغم أنه شأن لا يقره الكثير من العسكريين ومن السياسيين ومن هو على شاكلتهم وينسج على منوالهم..
تشير المعلومات المتوفرة إلى أن تنظيم القاعدة هو تنظيم سياسي يستند الى أيديولوجية تأريخية (سلفية) دينية متطرفة يحظى بدعم وتمويل من دول وشركات ومنظمات وجماعات وأفراد وأجهزة مخابرات متباينة ومتقاطعة في أساليب وساحات عملها أحيانا ..الأمر الذي يعني إمكانية إستمراره على الأمدين القريب والمتوسط .
أن جميع أو معظم دول الجوار العراقي تعاملت عمليا أو تتعامل مع هذا التنظيم أو مع الجماعات المتصلة به بشكل أو بآخر على أساس المنفعة أو المصلحة المؤقتة أو المستقبلية ..حتى وإن إقتضى الأمر دفع الجزية تجنبا لبطش تلك الجماعات في مجتمعات وشعوب ومكونات تلك الدول خاصة من النواحي الإجتماعية ، فالمقولة القديمة ما زالت تتكرر في الفقه المخابراتي والسياسي ...(لن تقر لك عين ولن يهنأ لك بال مادام جارك قوياً. وعلى هذا الأساس تم إستهداف الكيان السياسي والإجتماعي العراقي لأكثر من مرة عبر التأريخ وبكل مراحله، على أن ذلك لا يجب تفسيره في ضوء ما يعرف بنظرية المؤامرة والتي قد تصدق في أحيان عديدة!
الجيش العراقي الآن لم يكن بأفضل حالاته والمجتمع العراقي ليس متماسكا الى الحد الكافي كما يعلن عبر وسائل الإعلام والتي أتفهم تماما خطابها وضروراته، كما أن المؤسسات الدستورية والسياسية والتشريعية والقضائية لم تبنى على أسس علمية راسخة فضلا عن أنها لم تكتمل بعد من الناحية الشكلية والعملية وأن إقتصاد البلاد ما زال ريعيا ناهيك عن عدم احراز التقدم المنتظر في الملف الخدماتي والبنى التحية للبلاد ولشعبها فضلا عن الآفات التي بدأت تنخر في جسم الدولة والحكومة والمؤسسات الإجتماعية..ومنها الفساد
كل ذلك يعني التفكير بشكل سياسي عقلاني بما يستوعب ما أشرنا إليه حسب إعتقادنا ...دفع الجزية والبحث والتحري عن الطرق المؤدية إلى ذلك ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - المسيحيون ليسوا نصارى
حسين عبدالله نورالدين
(
2013 / 11 / 12 - 16:17
)
شكرا للكاتب على هذه المقالة اللطيفة. ولكن يبدو لي ان الامر اختلط عليه بالنسبة للمسيحيين والنصارى واعتبر النصارى هم المسيحيين. احيله على هذا الموقع لمعرفة الفرق مع التحية
http://www.alkalema.net/nasab/nasab10.htm
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية