الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا هم مختلفون

اكرام نجم

2013 / 11 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


-1- القوانين الوضعية والعدالة الاجتماعية
يتسائل الكثير من شعوب دول العالم الثالث وخاصة الدول العربية عن اسباب اختلافنا عن شعوب العالم الغربي, ويوعز الكثيرين من تلك الدول الاسباب الى العجز الذي تعاني منه شعوب دول العالم الثالث , ومن وجهة نظر الكثيرين ينظرون لشعوبهم بانها ادنى بكثير في مختلف المجالات من تلك الشعوب التي تعد من اكثر الدول مدنية وتقدما وتنظيما في العالم.
الا ان هذه هي ليست الحقيقة لاختلافهم عنا , بل ان الاسباب عديدة وحقيقية , وتقف تلك الشعوب ورائها, وقد يكون الكثير من المختصين والمحللين النفسيين والسياسين قد تفلسفوا بالعديد من النظريات والاراء التي تؤكد هذه الحقيقة والاسباب , على اعتبار انهم النخبة الذين يؤخذ برأيهم في معظم شوؤن البلدان والمجتمعات, الا ان الاسباب التي اشاروا اليها لم تشكل الا نسبة ضيئلة جدا" من الحقيقة .
وفي هذه السلسة ومن خلال تجربتي الشخصية الممتدة لاكثر من عقد من الزمان في الدول الاوربية , واطلاعي على الكثير من القوانين وثقافة تلك المجتمعات , اكتشفت اننا نختلف في الكثير من تفاصيل الحياة لا بل في اغلبها , وان احدى اهم الاسباب التي ادت الى اختلافنا وتخلفنا وعدم الاستفادة من تجارب تلك الدول والشعوب ونقلها الى مجتمعاتنا ودولنا , هم رجال الدين , والحكام الفاسدين الذين قادوا شعوبنا ودولنا بالنار والحديد , وبازدواجية شخصية مقيتة, ادت الى كل ماهو عليه الان في تلك البلدان وخاصة العربية من الفوضى والعنف والتسييب والتخريب البشري والفكري والانساني والحضاري .
من اولى الاسباب التي جعلتنا مختلفين , هو تشويه رجال الدين لكل ما هو متقدم ومتطور في العالم , وخاصة في العالم الغربي , وخاصة الحرية , وتصويرها بانها احدى الموبقات والكبائر العظيمة , ولان معظم العرب لايفقهون الا لقليل عن دياناتهم , وما يعرفونه ويطبقونه لايتجاوز الا بعض الشعائر التي تحولت من تعاليم الهية سامية تحافظ على الانسان , وتحمي حقوقه , الى قيود وسلاسل تقيد تلك الشعوب بتعاليم اوجدها ونماها عدد من رجال الدين وبعض الساسة الذين وجدوا فيها خدمة كبيرة لمصالحهم من خلال اشغال الشعوب بالمعتقدات والطقوس والشعائر الدينية التي تفرغ اية عقيدة الهية من مضمونها السامي , وتحولها الى سلوك بشري تقوده وتتحكم به الرغبات الشخصية , وقد نجحوا في ذلك خاصة اذا ما علمنا بانهم استخدموا العامة من البسطاء ومحدودي التعليم , الذين يربطون مصيرهم بالامور الغيبية , لجهلهم بما ورائها من معاني وقيم اخلاقية وسماوية .
من خلال ذلك صورت المجتمعات الاوربية والغربية التي سبقتنا منذ الاف السنين بالتطور الانساني والعلمي والحضاري , بانها مجتمعات منحطة وكافرة وغير موحدة ,و وغيرها من التسميات الفارغة , التي غذى بها رجال الدين والسياسة عقول الشعوب للسيطرة عليهم , ومن هنا بدأ الحقد والكره البشري من قبل شعوب العالم الثالث لتلك الدول والشعوب , وفي الوقت التي كانت ملايين الطاقات من تلك الشعوب النامية او المتاخرة او المتخلفة سموها ما شئتم, معطلة , كانت الشعوب الكافرة تسابق الزمن في التطورالعلمي والتكنولوجي والانفجارات الصناعية الكبرى , والاكتشافات الخرافية , وما يثير الدهشة والغرابة ان رجال الدين والساسة يصفون شعوب تلك الدول بانهم لايعرفون الله , وبانهم فجرة وفاسقين , والامر ببساطة ان تلك الشعوب حددت علاقتها بالله , بشكل شخصي, وفسرت علاقة الخالق بالمخلوق على انها علاقة شخصية , وان الخالق خلق البشر احرار في اختياراتهم وهو الوحيد الذي اعطى لنفسه الحق ليحاكم ويحاسب مخلوقاته , ولم يعطي الحق لاي مخلوق اخر على هذه الارض ان يحاكم المخلوقات او يحدد لها طريق تفكيرها او سلوكها , الا من خلال قوانين وضعية تحدد علاقة البشر بعضهم بالبعض , تعمل فيها جميع دول العالم .
واذا ما نظرنا الى القوانين الوضعية التي اصبحت تحدد علاقة البشر مع بعضهم البعض وبالتالي الدول مع بعضها البعض, نرى ان تلك القوانين كذلك يختلف وضعها وتطبيقها بين شعوب الدول المتقدمة والدول والشعوب المتخلفة او العالم الثالث كما يطلق عليها, ففي الوقت الذي ترى فيها ان تلك القوانين والتشريعات الوضعية وضعت من اجل تنظيم شؤون الشعوب وحماية حقوقها , تجدها تطبق في الدول المتقدمة , بالتساوي بين الافراد مهما كانت مناصبهم او مستواهم العلمي او الدراسي , او نسبهم او انتمائاتهم , في حين تجدها تنفذ في المجتمعات والدول النامية بطرق ووسائل مختلفة , لا تراعي في اية حال من الاحوال المساواة بين افراد تلك الشعوب , اذ نراها تطبق وتنفذ , وفقا لمعايير السلطة والنفوذ , والامكانيات والعلاقات الشخصية , كما توزع الثروات بشكل لا انساني وغير عادل على تلك الشعوب , الامر الذي يؤدي بالفرد الذي يشعر بالظلم وعدم تحقيق العدالة , بالبغض تجاه القوانين الامر الذي يؤدي به الى الاحتجاج على الظلم , الذي غالبا ما يتحول الى افعال لاتحمد عقباها , فاما ان يتحول الذين يشعرون بغياب العدالة الاجتماعية الى مجرمين , او لصوص او تكفيريون اوعناصر مخربة للمجتمع وللانسان .
وللحديث بقية
لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟ • فرانس 24


.. إدانات دولية للهجوم الإيراني على إسرائيل ودعوات لضبط النفس




.. -إسرائيل تُحضر ردها والمنطقة تحبس أنفاسها- • فرانس 24 / FRAN


.. النيويورك تايمز: زمن الاعتقاد السائد في إسرائيل أن إيران لن




.. تجدد القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة