الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورد في المعادلة الاقليمية

لقمان محمد

2013 / 11 / 16
القضية الكردية


الكورد في المعادلة الاقليمية

السياسة في منطقة الشرق الاوسط مثل كثبان الرمال في الصحراء فهي غير ثابتة بتاتاَ. مع كل رياح أو عواصف تتغير أشكالها، هكذا هي السياسة في الشرق الأوسط أيضاَ مع كل تغيير بسيط في الوقائع تتغير العلاقات والأتفاقيات حسب المعطيات الجديدة للواقع. هذا مايمكن للمرء رؤيته بوضوح في المواقف الدولية والأقليمية في العاصفة السورية التي تضرب المنطقة عامةَ، والمتغيرات والوقائع التطورات على الساحة الكردية التي فرضتها انتصارات وحدات حماية الشعب YPG ضد القاعدة التي كانت متواجدة في المناطق الكردية والإعلان عن الإدارة الذاتية في غرب كردستان.
التوافق الروسي-الامريكي في حل الملف السوري سياسياَ ( بعد قبول النظام السوري بتسليم وتدمير أسلحته الكيماوية ) والضغط على الاطراف المتحاربة من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات في جنيف2. الانفتاح الامريكي-الايراني في مباحثات الملف النووي الايراني. هذا أثّر في مواقف الدول الاقليمية من الأزمة السورية والقضية الكردية في غرب كردستان.
الانفتاح الايراني-الامريكي، انتصارات قوات الحماية الشعبية وتحريرها المناطق الكردية في غرب كردستان دفع بالدولة التركية إلى إعادة بناء علاقاتها واصلاحها مع طهران و بغداد التي كانت متدهورة نتيجة الموقف التركي من النظام السوري، وعلاقات هولير-أنقرة.
طهران أبدت مرونة في ملفها النووي لتخفيف الضغط الدولي على النظام السوري وفرض نفسها للجلوس على طاولة أي مفاوضات لحل الأزمة السورية وذلك لصالح النظام الاسدي. الدولة التركية الحاضنة الاساسية للمعارضة السورية الشوفينية والعنصرية تحت قيادة الاخوان المسلمين، والتي اصبحت ممراَ للقاعدة من كل انحاء العالم للتدخل في الثورة السوري وتحريف مسارها من جهة، والتدخل بأيدي هؤلاء بالمناطق الكردية واجهاض قيام أي مكتسب للشعب الكردي في غرب كردستان. لهذا تدخلت تركيا عن طريق هولير-رئاسة إقليم كردستان- في جرّ الشعب الكردي إلى صفوف المعارضة الناكرة لحقوق شعبنا وقامت بالضغط على هذه المعارضة لقبولها بانضمام المجلس الوطني الكردي إلى صفوفها. أي قامت تركيا باتباع سياسة ( فرق تسد ) على الشعب الكردي في غرب كردستان وبأيدٍ كردية. ومن جهة أخرى تقوم ببناء جدار العار على الابواب الحدودية المشتركة مع غرب كردستان والتي تقع تحت سيطرة إرادة الشعب الكردي وذلك بتشديد الحصار على شعبنا الكردي.
رئاسة اقليم كردستان التي لم تكن قادرة على فرض سياساتها وأجنداتها على غرب كردستان عن طريق بعض من أحزاب المجلس الوطني الكردي تارةَ والاتحاد السياسي تارةَ أخرى، لجئت إلى فرض الحصار الاقتصادي على شعبنا في غرب كردستان بإغلاقها معبر سيمالكا، وحين لم يجدي الحصار نفعاَ وخاصة بعد تحرير قوات حماية الشعب معبر تل كوجر وقبلها سرى كانية قامت بالتهجم علانية على مكتسبات ثورة شعبنا في غرب كردستان من خلال اتهامات لم يعد لها معناَ من كثرة تكرارها. ليس هذا فحسب بل قام رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني بتلبية دعوة رئيس الحكومة التركية لزيارة آمد عاصمة كردستان الشمالية قبل الانتخابات البلدية التي ستجري في تركيا في ربيع العام القادم. وتأتي هذه الزيارة في مرحلة تشرذم الشعب الكردي والغاء المؤتمر الوطني الكردستاني الذي تمّ تأجيل عقده مرتين.
المجلس الوطني الكردي المترهل الغير قادر على مواكبة السير مع الثورة السورية يعلق كل أسباب ترهله على شماعة أن حزب الاتحاد الديمقراطي يستفرد بالساحة الكردية في غرب كردستان، لهذا يلجأ إلى الاعتماد على دفعه من قبل رئاسة اقليم كردستان ليكون قادراً على السير، وتمّ تأسيس الهيئة الكردية العليا ونظراَ لثقله تحركه في اتخاذ القرارت في المراحل الحساسة والسريعة، سارت هذه الهيئة بطرف واحد. وفي النهاية ونتيجة ضعف المجلس وعدم قدرته على السير على أقدامه انضم إلى صفوف المعارضة السورية العنصرية المتمثلة بالائتلاف الوطني السوري بوساطة تركية. والهدف هو عدم حضور الكرد بشكل مستقل في جنيف 2 في حال تمّ انعقاده. وتأجيل كل مايتعلق بحل قضية الشعب الكردي إلى مابعد سقوط النظام السوري. المجلس الوطني الكردي ونتيجة ضعفه الذاتي كان غير قادراً على التدخل في الوقائع والتطورات الجديدة وكان فقط يتابعها عن بعد ويسيير خلف المستجدات.
حزب الاتحاد الديمقراطي بامتلاكه قاعدة كادرية ديناميكية واسعة وقراءته الموضوعية للأحداث لمسار الثورة السورية، كان يقوم بالتدخل المناسب في الاحداث ويفرض نفسه على الوقائع وحتى يقوم بتسيير دفة المستجدات أحياناً، وحتى قلب السحر على الساحر أحياناً أخرى، حتى أصبح رقماً صعباً لايمكن تجاهله في أي حل مستقبلي للقضية السورية والكردية في المعادلة الاقليمية والدولية. بالرغم من أنه ارتكب اخطاءً فادحة من خلال بعض الاحداث التي ارتكبها بعض من مؤيديه أو حتى في كيفية التعامل مع الاحزاب الكردية في ساحة غرب كردستان، حيث كان بامكانه افشال كافة ألاعيب تشتيت الصف الكردي الواحد من خلال استيعاب العدد الكبير من الاحزاب الكردية في هذه الساحة وذلك باسلوب التعامل مع هذه الاحزاب.
حزب الاتحاد الديمقراطي من خلال تأسيسه قوات حماية الشعب YPG والتي تحولت فيما بعد إلى قوة وطنية بامتياز من خلال استيعابها افراداً من كافة مكونات الشعب الكردي والشعوب الاخرى المتواجدة في جغرافية غرب كردستان، هذه القوة التي قامت بحماية كافة مكونات من هجمات القاعدة المتمثلة ب داعش وجبهة النصرة وبعض الكتائب المرتزقة الكردية ، لا وبل دحرها. هذه القوة التي فتحت الطريق أمام السياسة الكردية وأعطت المجال لتحركٍ واسع(كمسألة حضور مؤتمر جنيف2 باسم الشعب الكردي بشكل مستقل) بحيث تكون قادرة على فرض وقائع حسب مصالح الشعب الكردي والشعوب التي تتقاسم معه الحياة المشتركة على جغرافيا غرب كردستان والتي توجها باعلان الادارة الذاتية الديمقراطية لغرب كردستان مع كافة الشعوب و الشرائح الاجتماعية في غرب كردستان.
هذه الخطوة والحملة التي تمّ اعلانها أفرزت معا أيضاً واقعاً جديداً وكشفت موقف وحقيقة كل القوى الدولية والاقليمية والكردستانية والمعارضة الشوفينية العربية من خلال البيانات التي أصدروها بهذا الصدد. بدءً من الولايات المتحدة مروراً بتركيا وإقليم كردستان حتى الائتلاف العروبي السوري الذين لم ترق لهم هذه الحملة.

لقمان محمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت


.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي




.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون