الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الثانية عشر بعد المئة من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 11 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


فيصل يتخذ موقفاً صلباً
ربما كانت مخاوف مبررة , أو غير مبررة , ولكنه نجح في تحييد الشرشفجي وحزبه . وقبل مضي وقت طويل اتخذ لنفسه خطاً أكثر ثباتاً وصلابة . فمن خلال وزير الدفاع نوري السعيد قدم في تشرين الأول ( أكتوبر ) 1928 مطالب (( جذرية )) , تضمنت , بين اشياء أخرى , تسلم العراق (( الفوري )) لـ (( المسؤولية الكاملة )) عن دفاعه , وضرورة موافقة حكومته على طبيعة وحجم الحامية البريطانية , والإلغاء الكامل لأي رأي بريطاني في ما يتعلق بشؤون الجيش العراقي (( في أيام السلم )) , وإنهاء الاتفاقية العسكرية بين البلدين سنة 1932 . وقال نوري إن (( الحكومة العراقية لا يمكنها أن تكون طرفاً في التظاهر بالتقدم تاركة السيطرة البريطانية كما هي عليه بلا أي تغيير عملي )) . وفي الوقت نفسه , جعل الملك موقف رئيس الوزراء , المدعوم بريطانياً , عبد المحسن السعدون (( مستحيلاً )) . وفي كانون الثاني ( يناير ) 1929 , كتب المندوب السامي مردداً كلمات السعدون نفسه : (( ما زال جلالته , منذ ستة أشهر على الأقل , يخبر كل البارزين في الحياة السياسية العراقية أن كل من يقبل مباديء الاتفاقية يكون خائناً لبلاده , والآن نما مثل هذا الشعور الذي لم يعد باستطاعة عبد المحسن بيك تحمله أكثر مما فعل )) . واستقال السعدون لهذا السبب من رئاسة الوزراء , وبقي العراق خلال الثلاثة أشهر التالية من دون حكومة مسؤولة . وببساطة , فإن فيصل لم يسم خليفة للسعدون كرئيس للوزراء , وأنه إذا ما أقنع آخرين بقبول المنصب فإن الناس سيتهمونه فوراً بالتآمر ضد السعدون للإتيان بمرشحه الخاص , مما سيخرب هيبته . وفي النهاية , انتهت أزمة العلاقات بين الحكومة البريطانية و الملك بتغيير في السياسة البريطانية , وهوو ما وجد تعبيره في نهاية الأمر في المعاهدة العراقية ـ البريطانية لسنة 1930 . ومع أن هذه المعاهدة بقيت تحد من استقلال العراق , فإنها حددت نهاية الانتداب وسلمت بسيادة العراق على قواته المسلحة .
ولم يرقص فيصل أبداً على النغم البريطاني , او على الأقل فإنه لم يكن الرجل الذي يرضى لنفسه هذا الدور . وبمرور الزمن , راح يتضاءل عدد الأشخاص الذين يضعون موضع التساؤل إخلاصه الأصيل لمصالح بلده بالتبني , وخلافاً لمعظم معاصريه في العراق , كان مدركاً لأدق نقاط الواقع السياسي وكان ينظر إلى أبعد من اللحظة الراهنة . وعرف بوضوح أهمية تحويل تلك الجملة من مجتمعات التخلف والانغلاق على الذات الذي عليه العراق إلى دولة حديثة و منسجمة . وكان قد راقب بنفسه , وربما ليس من دون اعجاب , السهولة التي استطاع بها البريطانيون الاطاحة بالقوى المختلفة لتقف الواحدة ضد الأخرى . لكن الصعوبات التي واجهته كانت كبيرة , فمن ناحية , كانت الموارد المالية ضئيلة , ثم كانت هناك النزاعات الاثنية و العشائرية , والرغبات الطبقية , ناهيك عن العلاقات المحرجة التي لابد منها مع البريطانيين . يتبع
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا