الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتنة والتعصب في العراق من المنابر الدينية الى وزارة الثقافة

محيي المسعودي

2013 / 11 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الفتنة والتعصب في العراق من المنابر الدينية الى وزارة الثقافة
بقلم - محيي المسعودي
ليس غريبا ان ينطلق التعصب الطائفي والدعوة الى تكفير وقتل الاخر من على المنابر الدينية في مظاهرات الانبار والموصل وجاراتهما, ففي تلك الاماكن يأسر الارهابيون التكفريون الناس هناك ويفرضون عليهم اجنداتهم التكفيرية, المدعومة سياسيا وماليا واعلاميا, من الداخل والخارج . ولكن الغريب ان يسعى بعض محتلي المنابر الحسينية في وسط وجنوب العراق - بوعي او بدون وعي, بتوجيه او بجهل - الى اثارة الفتنة , وتحريض الناس وخاصة السذّج على ممارسة العنف ضد الاخر - مع ان صاحب المنبر "الحسين بن علي بن ابي طالب" , قَبِل ان يتلقى العنف والقتل على نفسه وعلى اهله, دون ان يمارس هذا العنف والقتل – ولو مرة واحدة - ضذ عدو ظالم قاتل, بل دون ان يدعو الى العنف والقتل , فانتصر على من ظلمه وهو مظلوما كما قال الزعيم الهندي الشهير"غاندي" . قبل ايام من حادثة الاعتداء على المهندس البريطاني العامل في قطّاع النفط في الجنوب , ظهر احد خطباء المنبر الحسيني وهو الشيخ جعفر الابراهيمي واشار الى حادثة انزال وتمزيق " راية حسينية" من قبل احد العاملين ( غير العراقيين) في قطاع النفط , وهدد الابراهيمي حينها الدولةَ قائلا : اذا لم تتخذ الدولة اجراءا بحق هذا العامل الذي انزل الراية ومزقها فانه - اي الابراهيمي- سوف يفعل ذلك من خلال الناس , وبعد فترة قصيرة من تهديد الشيخ الابراهيمي, تم الاعتداء بوحشية على مهندس بريطاني يعمل في شركة نفطية من قبل اناس بسطاء غاضبين . وهنا يبدو ان خطاب الابراهيمي وتهديده قد فعل فعله ودفع بهؤلاء الناس الى فعل ما فعلوه , فاظهرت هذه الحال وكأن هؤلاء "البسطاء السذج" المعتدين على المهندس هم عيّنة اصيلة من الشعب العراقي, ما شوّه صورة الانسان العراقي بكل حضارته , وخاصة في الوسط والجنوب , اضف الى ذلك تسبب الاعتداء باحجام شركات النفط الاجنبية عن الاستمرار بالعمل بعد ان اصر عاملون فيها على مغادرة العراق والعودة الى بلدانهم, خوفا من الاعتداء عليهم من قبل الناس . من هنا ينطبق على قول الابراهيمي المثل الشعبي القائل (أجه يكحلها عماها) .. لقد اضر تحريض الابراهيمي بصورة وسمعة واقتصاد العراق واضر بشكل مباشر بصورة ومعنى الشعائر الحسينية وجمهورها وقدم صورة عن اتباع الحسين تشبه صورة اتباع ( داعش والنصرة) وجرائمهم في سوريا والعراق . وياليت الرجل اتعض مما احدثه تهديده, اذ عاد امس ليهدد الدولة وبنفس اللهجة بخصوص الابادة الجماعية والاعمال الارهابية الاجرامية المتكررة التي يتعرض لها العراقيون في قضاء طوزخرماتو التابع "اداريا" لمحافظة صلاح الدين . قد نتفهم دوافع انتقاد الابراهيمي للدولة التي قصّرت كثيرا في حماية الاقليات في شمال العراق وخاصة التركمان والشبك الشيعة الذي يتعرضون لابادة جماعية حقيقية على مرأى ومسمع الجميع , وقد نتفهم انتقاده ايضا لتصرفات بعض العاملين الاجانب والعرب في شركات النفط وهم يهينون شعائر العراقيين ولا يحترمونها . نتفهم كل هذا وذك ولكن على من يرتاد المنبر الحسيني ان يكون بقدر هذا المنبر" كما كان يفعل الشيخ المرحوم احمد الوائلي" . على من يرتقي هذا المنبر الحسيني ان يعي ابعاد وتداعيات كلامه جيدا, ويعي ما قد يحدثه هذا الكلام لدي المتلقين له , خاصة وانه يصدر عن منبر ديني عقائدي قلما يجد المستمع اليه سماحا – من نفسه ومن الناس – بمراجعة هذا الكلام وانتقاده . مع كل هذا قد اجد للشيخ جعفر الابراهيمي عذرا – غير شرعي – ينطوي تحت جناح العقيدة والمذهب وطول الفترة التي عمل فيها الشيخ في هذا الميدان والظلم الذي تتعرض وتعرضت له طائفته . ولكني كيف اجد عذرا لوكيل وزراة الثقافة الاتروشي الذي اظهر وجها عنصريا متعصبا وغاضبا وغير متسامح - وهو يحتفل بيوم التسامح العالمي ويدعي العراقيين للتسامح مع بعضهم البعض - لقد قسم الاتروشي - في حديثه بهذه المناسبة العراق "عنصريا" الى قوميتين وصبّ جام غضبه على القومية العربية التي اتهمها بالظلم والجريمة والتعنت, وقسم القومية العربية الى قسمين الاول من الرعاع الهمج , مستشهدا بحادثة الاعتداء على المهندس البريطاني, وهو يقول واصفا الحادثة : شعرت ان كل لكمة توجه لهذا البريطاني انما توجه لي . هذا شعور انساني نبيل نحسبه للاتروشي , الذي لم يشعر يوما بالم ولا وجع ولا زعل ولا اسف على ضحايا المقابر الجماعية في وسط وجنوب العراق ولم يشعر بمثل هذا ايضا اتجاه الارهاب الذي يبيد التركمان في حي 90 في كركوك التي يحكمها ابناء قوميته الكردية التي يقول عنها " مظلومة" . وفي قضاء طوزخرماتو التي يحكمها ابناء قوميته بالاشتراك مع القومية التي " ظلمته " ولم يشعر الاتروشي لا بالالم ولا بالاسف لمئات الالاف من العراقيين الذين يحصدهم الارهاب يوميا في كل العراق ما عدى "اقليم الاتروشي" . لن اجد للاتروشس عذرا الّا افعال زعيمه مسعود برزاني الذي دمر العراق ومزقه مع الاسرائيلين على مدار عشرين سنة , والذي ذهب امس الى اورغان تركيا ليلتقيه في " ديار بكر" كي يبيعه اكراد سوريا, ويصادق على عقد بيع اكراد تركيا الى اوردغان . وكل ذلك مقابل بقاء عرش " البرزانية" في اربيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال