الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدول والمجتمعات لاتبنى حسب رغبات الاباء

اكرام نجم

2013 / 11 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


-3- لماذا هم مختلفون؟؟

.كل الاباء والامهات حريصون كل الحرص على ابنائهم ومنذ ولادتهم يبدأون برسم احلاما لهم , ماذا سيدرسون , وماذا سيصبح كل منهم في المستقبل , ونرى معظم الاباء والامهات العرب ومثلهم في دول العالم الثالث , يعملون جهدهم من اجل ان يروا ابنائهم ناجحين وسعداء.. ولكن ماهي السعادة وما هو النجاح بالنسبة لهم وكيف يرونه, وهل حقا مايبحثون عنه هو من اجل ابنائهم ام من اجل تحقيق احلامهم الشخصية التي لم يستطيعوا تحقيقها في حياتهم ويريدون تحقيقهامن خلال ابنائهم؟؟
لذا نرى معظم الاباء , يقررون منذ اليوم الاول لولادة اطفالهم , ماذا سيصبحوا في المستقبل, ويرسمون لهم المستقبل كما يرونه هم وليس ابنائهم, ومن هنا يبدأ القمع لدى الابناء ويربى الطفل ويزرع في ذهنه ويهيأ ليصبح في المستقبل مايريده غالبا" الاب , فغالبا لايكون للام رايا في اختيار مستقبل الابناء او في تربيتهم , ومن هنا يحجم تفكير الطفل ولا يربى على حرية التفكير وابداء الرأي في مستقبله او في ما يحب وما يكره من المواد الدراسية , ولايراعى ابويه قابلياته الذهنيه ومهاراته الشخصية ومواهبه الخاصة , وينظر الابوين الى ابنائهم على انهم دمى متحركة بايديهم يحركونها كيف ما يشاؤون , على اعتبار انهم المسوؤلون الوحيدون عن مستقبلهم , وانهم وحدهم من يقدر ويعلم الطريقة والخطة الافضل والانجح لمستقبل ابنائهم.
وبسبب محدودية التفكير , لدى معظم الاباء او اولياء امور الابناء, وبسبب غياب سياسة تعليمية وتنموية واضحة لدى معظم دول العالم الثالث وخاصة الدول العربية, تجد ان كل اسرة ترسم سياسة خاصة لابنائها, وتقمع الابناء في اختيار الاختصاص الذي يريدونه والعمل الذي يريدون القيام بها بعد اكمال دراستهم , لذا تشهد تلك الدول فوضى في الاختصاصات, يؤدي الى فائض في اختصاص , وقصور او قلة في الاخر, وهذا يعود ايضا" الى ان كل رب اسرة يبحث عن ما يراه مناسبا من وجهة نظره وحسب ما يوافق رؤيته الخاصة , ويحقق احلامه في ما يريد ان يرى عليه ابنائه , وهذه هي اهم الاسباب التي ادت وتؤدي الى زيادة نسبة البطالة في تلك الدول , او نقص كبير في عدد من الاختصاصات التي يحتاجها المجتمع .
فالطبيب يريد ان يصبح ابناؤه اطباء , والمهندس يريدهم مهندسين, والمعلم معلمين , وهكذا, الامر الذي ادى ويؤدي الى نشوء جيل من المتعلمين لايمثلون انفسهم بل يحققون رغبات وامنيات ذويهم , ونسبة كبيرة منهم تصبح غير مؤهلة او تفشل في تحقيق ذلك,كما ان نسبة كبيرة من الابناء يدركون بعد سنوات من دراستهم التي لم تتم وفقا لامكانياتهم واختياراتهم الشخصية, انهم في اختيار خطا, الامر الذي يؤدي اما الى تركهم الدراسة او فشلهم فيها , مما يؤدي الى صراعات كبيرة وضياع للابناء ولاحلامهم , وقتل مواهبهم , وبالتالي الضرر بالمجتمع .
وكما تحتاج المجتمعات والدول الى الاطباء والمهندسين , العلماء, الضباط , والطيارين فهي تحتاج ايضا" الى عمال النظافةو والى سائقي للسيارات, والى الفنانين, والى رجال الاطفاء , والى عمال البناء و والى بائعين في المحلات التجارية و والى عشرات المهن الاخرى التي ينظر اليها شعوب تلك الدول على انها مهن محتقرة , فبدون تلك المهن والخبرات ,لاتستطيع الدول والشعوب ان تتطور وتبنى وتتقدم .
مما يؤسف له ان دول العالم الثالث , وبسبب السياسات والخطط التنموية الوهمية او الفاشلة , غذت في عقول تلك الشعوب , فكرة المكانه الاجتماعية, التي يتصارع الجميع من اجل الحصول عليها , والتي لاتتم الا من خلال الحصول على واحدة من الشهادات الخاصة انفة الذكر والحصول على وظيفة لائقة اجتماعيا, كما تراها تلك الشعوب, الامر الذي ادى الى ظهور ظاهرة الكليات والجامعات الاهلية التي اصبحت تحقق لمن لايستطيع بامكانياته ومواهبه الذاتية والعقلية , الحصول على نوع التخصص والشهادة التي يحلم بها ذويه مقابل مبلغ معين من المال , الامر الذي انشأ جيلا" لايفقه الكثير من العلوم والاختصاصات التي تلقاها, وبالتالي يزيد من نسبة البطالة في تلك الدول.
في المجتمعات الاوربية وفي الدول المتقدمة , لا يحصل الطبيب على شهادته لان والده طبيبا وكذلك المهندس او غيرها من المهن, فالمدرسة الابتدائية تحدد قابليات ومهارات الاطفال التي تؤهلهم لاحقا" لدراسة الاختصاص الذي يتناسب وتلك المهارات, وتحدد السنة الاخيرة من المرحلة الابتدائية , الخطوة اللاحقة لكل طالب التي عليه اتباعها , لذا فان التعليم في تلك الدول مصمم حسب قابليات ومهارات كل فئة , و ليس وفق احلام الاب او الام وامنياتهم التي تحدد مستقبل الانسان العلمي والاجتماعي , بل امكانياته الذهنية , وهذا يتم من خلال اختبارات عديدة , لذلك تضمن الدول بان الشخص المناسب سيكون في المناسب,في مؤوسساتها ومرافقها العامة , فكل فرد يحصل على العمل الذي يناسبه و وليس اعتباطا , بل يخضع لاختبارت ليس فقط لامكانياته العلمية والمعرفية و بل لاختبارت عديدة اخرى تتعلق بالشخصية , ليضمن صاحب العمل افضل نوعية من الاداء في العمل , وافضل نتائج اقتصادية .
واذا كانت جميع المؤوسسات تعمل بهذه الطريقة , فهل لك ان تتخيل كيف سيصبح وضع مجتمع او دولة كهذه؟؟
وعلينا ان لاننسى هنا , ان الفرد الذي يدرس الاختصاص وفقا" لامكانياته الذهنية والعقلية , مع مساحات عديدة من الاختيارت , سيتميز ويتفوق ويدرس بمتعة , وبالتالي تجعله يعمل بنجاح وتميز في مجال اختصاصه, لا ان يتذمر ويهرب , وبالتالي يكون عنصرا لامسوؤل وفاسدا في الموؤسسة التي يعمل بها, ومن ثم في المجتمع..

وللحديث بقية..
لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة