الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر جزء؟؟؟ صياغة كارثية للمادة الأولى

سامي حرك

2013 / 11 / 23
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سربت لجنة الخمسين نصوص 192 مادة, هي ما أنجزته الصياغة من 242 مادة, المقررة للدستور الجديد, معظمها كوارث في الموضوع والشكل.
وتركيزي دائمًا في ما يتعلق بالهوية المصرية, حيث نجد في المادة الأولى خلاصة التفكير العدائي للهوية المصرية, ومحصلة 60 سنة بعث وقومية عربية!
تبدأ المادة الأولى بقول: "جمهورية مصر العربية"!
إن إتفقنا على أن النظام السياسي لـ "مصر" هو النظام الجمهوري, فإننا نختلف على مكان ذلك, فالقول أن لإسم "مصر" قيمة تاريخية وأثرية ودينية ولغوية تحتم أن يتفرد ذلك الإسم, ويستقل بنفسه, فلا يسبقه ولا يلحقه أي شئ!
مصر ليست عربية, وليست إسلامية, ولا مسيحية, ولا أفريقية, ولا آسيوية, بينما "مصر" هي كل ذلك وأكثر!
مصر ليست إلا نفسها, مصر مصرية!
إسم "مصر" يستطيع التعبير عن كل مكونات الشعب المصري, ومراحل تاريخه كلها, فقط الإسم الكريم "مصر" يفعل ذلك, دون حاجة لأية إضافات أو لواحق!
إين السلفيون؟ إين الأزهريون؟ أين إخوان رابعة والنهضة؟
ألم يرد إسمها "مصر" في الذِكر الحكيم؟ ألم يُحدد ويوضح ويُبين إسمها السميع العليم؟
يثورون لأحاديث الأحاد, ولا يتحركون لنص متواتر ثابت في محكم الكتاب؟
المادة الأولى بعد صياغتها النهائية هي:
"جمهورية مصر العربية دولة ذات سيادة, موحدة لا تقبل التجزئة, ولا ينزل عن شئ منها, نظامها جمهوري ديمقراطي, يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون.
الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها, ومصر جزء من العالم الإسلامي, تنتمي إلى القارة الأفريقية وتعتز بإمتدادها الآسيوي وتسهم في بناء الحضارة الإنسانية."
ثرثرة شديدة الملل في مادة لا تقتضي إلا التركيز والإيجاز!
كيف سيحفظ التلاميذ هذه المادة المترهلة؟ أليس ذلك مطلوبًا؟ أم أن نصوص الدستور موجهة لآخرين؟
ومن سيحفظ ويفهم تلك الـ 242 مادة, القضاة أم المحامون؟
تبدأ المادة بكلمة "جمهورية", وتكررها في "نظامها جمهوري"!
تشترط الصياغة الركيكة, أن: "لا تقبل التجزئة", ثم يتكرر في الفقرة التالية أن مصر جزء من الأمة العربية, وكذلك جزء من الأمة الإسلامية, بينما هي كلها تنتمي للقارة الأفريقية وتتمدد في القارة الآسيوية, أنهكوا "مصر", والأدق أنهم فشخوها!!!!!
ما كل هذه الرطرطة؟ وما حاجتنا إليها؟ وما سببها؟
إجتهادي, وأرجو أن أكون مخطئًا, أنها حشرجات الموت البعثية!
لم تبرأ الكنانة بعد من الفكر البعثي العروبي, فلوله على قمة لجنة الخمسين!
نريد "مصر" الكنانة الحاضنة والحاضرة في المشهد الحضاري الكوني من بدايته, أمًا للدنيا, ويريدون جزءًا للعروبة وجزيئًا للخلافة!
لا تهمني لجنة الخمسين, بقدر ما يهمني شعب "مصر" العظيم!
أعرف أن المصريين لن يقبلوا إعتبار وطنهم مجرد جزء من شئ, أي شئ, وأعرف أنهم لا يأخذون القوانين والدساتير على محمل الجد, إلا إن وصلتهم الرسالة وبلغتهم الإهانة.
صياغة المادة الأولى من الدستور كلها إهانة, لمصر والمصريين!
وهذا هو النص السابق إقتراحنا – وآخرين- له, بديلا لتلك الخرقة المهلهلة:
"مصر, دولة مدنية دستورية, نظامها جمهوري ديمقراطي, يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون"
نص يضم ولا يفرق, يجمع ولا يشتت, يفهمه الخاصة ويقرأه الجمهور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة