الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوثة جينية

سعد العبيدي

2013 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


نعتقد ويجب ان يكون هذا الاعتقاد صحيحا من الناحية العلمية، هو ان التحصيل الدراسي والمنزلة الاجتماعية تعطي صاحبها قدرة عالية على ادراك الواقع المعاش، فيبتعد بسببها عن كثير من الممارسات الاجتماعية غير الصحيحة، السائدة بين الناس العوام، وبضوء هذا الاعتقاد يفترض ان لا يتحيز الاستاذ الجامعي لابن عشيرته في موقف امتحاني مطلوب ان يكّون من خلاله رأي عن طالبين سيتم اختيار احدهما لبعثة ما، وعلى نفس مستوى الاعتقاد يفترض أن لا يميز الضابط بين جندين في موضوع الاجازة او الواجب كان أحدهما من منطقته وهكذا تستستمر الامثلة الافتراضية المنطقية عن ذوي التحصيل، الا ان هذا الاعتقاد يبدوي غير منطقي او غير صحيح في المجتمع العراقي او في بعض الجوانب من ممارسات هذا المجتمع، ومثالنا عن هذا الاستنتاج أطباء تعلموا التعامل الانساني واقسموا عليه وعلى اساسه نجد ان الطبيب يعالج الجميع حتى اعتاد الاطباء معالجة أعداء دولتهم في ميادين الحروب، لذا تعلموا الترفع فوق كل الاعتبارات ذات الصلة بالتحيز والنظرة الى المقابل بضوء انتماءه السياسيأو الاثني، لككنا تلمسنا العكس من هذا في سلوك اطباء عراقيون يعملون في بريطانيا قد اسسوا جمعية في احد الاختصاصات المهمة اعتادوا عمل انتخابات سنوية لاختيار رئاستها، وقد حصل الانتخاب لعموم السنوات التي أعقبت التغيير على اسس طائفية، اذ يتكتل البعض من الاطباء قبل التصويت يتناخون فيما بينهم لينتخبوا واحدا من ملتهم، احدهم يتصل مع صاحبه بالتلفون يحثه على الحضور الفوري ليحقق أغلبية في التصويت لمرشح يصفه (من عدنة وبينة).
انها كارثة فكرية لمجموعة انسانية رفيعة تعيش في بريطانيا أقلهم قد أمضى في ربوعها ثمان سنوات كون عائلة، تعامل مع اناس من مختلف الاجناس والاشكال، أنتخب للبرلمان البريطاني بارادته الحرة، لكنه وعندما تقدم خطوة من موضوع يتعلق بالعراق، تذكر طائفته، ولم يكتفي باعطاء صوته بهدوء، ودون جرح الحياء الوطني، بات يتكلم ويحث الغير على مؤازرة رأيه ليأتي الى رئاسة الجمعية طبيب من نفس الملة.
اذا ما كان هذا التفكير على مستوى طبيب وجمعية بسيطة لا مهام سياسية لها سوى التذكير بالعراقية وتقديم بعض الخدمات البسيطة لاعضائها وحضور المؤتمرات العلمية النادرة،فما بالنا عند الانتقال بالتفكير الى داخل العراق على مستوى السياسة والمناصب البرلمانية الاستثمارية لعموم الناس، عندها سنتغاضى حقا لمن يحمل بندقية، يحاول بقوتها فرض صوته في الانتخاب. وعندها ايضا سنخرج باستنتاج خارج سياقت المنطق العلمي في قوانين الوراثة مفاده أننا نحمل في داخلنا جينات انحياز يتم انتقالها عبر الاجيال وراثيا، تظهر فاعليتها في مواقف الحياة عند الطبيب والاستاذ الجامعي كما هو الحال عند آخر لم يكمل الدراسة الابتدائية لقصور في قدراته العقلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا