الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحلقة الثامنة عشر بعد المئة من ثورة 14 تموز
وصفي أحمد
2013 / 11 / 25الثورات والانتفاضات الجماهيرية
نوري السعيد في القاهرة
قبل متابعته السفر إلى لندن , اجتمع نوري في القاهرة , في كانون الثاني ( يناير ) 1938 , بقائد السرب هندل ـ جيمس , الذي يحتمل أنه كان على اتصال بالاستخبارات السرية البريطانية . وأخبر نوري محدثه أنه كان متشوقاً إلى معرفة خط العمل الذي ستتبناه بريطانيا (( في حال أصبحت الأوضاع في العراق مشوشة تماماً )) . وأضاف أنه إذا لم تكن لدى بريطانيا نية للتدخل فإن يشعر نفسه مدعواً للبقاء قريباً من بغداد بحيث يمكنه , فور انفجار الاضطرابات التي يتوقع , أن يتخذ الاجراءات المناسبة (( بالتشاور مع الملك عبد العزيز بن سعود )) . وكذلك , فقد أبلغ نوري هندل ـ جيمس أن المدفعي عبر عن نيته في أن ينظر في شراء أسلحة من ألمانيا أو بلد أخر بدل الاعتماد على بريطانيا وحدها في هذا الشأن . ونُظِرَ إلى تصريحات نوري , وخصوصاً في النقطة الأخيرة منها , على أنها (( اتهامات مثيرة بعض الشيء )) ولابد من النظر إليها (( بتحفظ )) . وجاء في ملاحظة لوزارة الخارجية البريطانية (( ..... ربما كان يأمل في تعزيز فضائله في أعين حكومة صاحب الجلالة بدمغ السياسيين العراقيين الآخرين بالأوان الأكثر عتمة )) .
وأخيراً وصل نوري إلى لندن . لكنه وصلها , كما يقول السفير البريطاني (( وهو خاضع لتوق لا يهدأ للعودة إلى السلطة والنفوذ )) . وعاد إلى بغداد في تشرين الأول ( أكتوبر ) 1938 , ولم يضع وقتاً في تجديد اتصالاته بالعقيد الصباغ وأصدقائه , وفي تحريضهم على الاطاحة بوزارة المدفعي . وبين أشياء أخرى , كان استياء الضباط أنفسهم من محاولة رئيس الوزراء موازنتهم بمجموعة عسكرية أخرى قد مهد الطريق أمام نوري . وكانت الجهود التي بذلها بعد ذلك لإخبار البريطانيين بأنه عرف بمؤامرة عسكرية (( قضى عليها في مهدها )) من الأمور التي عكست أساليبه . وكان هدفه هو تبرئة نفسه سلفاً في أعين البريطانيين من أي لوم قد يوجه إليه , وتحضيرهم في الوقت نفسه للانقلاب الفعلي الذي حصل في 24 كانون الأول 1938 وأتى بنوري إلى رئاسة الوزارة ثانية .
وما أن عاد نوري إلى السرج حتى ركز اهتمامه على القصر . ولم يكن قد وافق أبداً على وجود غازي في العرش . وكان قد اعتقد ـ منذ البداية ـ أنه لم يخلق للتاج . وفي وقت مبكر يعود إلى كانون الثاني ( يناير ) 1933 , أي قبل موت فيصل بثمانية أشهر , أفضى بما نفسه إلى عضو في وزارة الخارجية البريطانية . وقال أنه سيكون هناك (( دعم ملموس )) في العراق لتغيير الوراثة لمصلحة زيد , الأخ غير الشقيق للملك فيصل . وتزايدت حدة معارضة نوري للملك غازي في السنوات القليلة التالية عندما وجد نفسه غير قادر على التأثير على الملك الشاب , لا بالضغط ولا بالإقناع . وكان لرد فعله على هرب أخت غازي سنة 1936 دلالة على مشاعره . فقد قال إن البيت الهاشمي أهين في شرفه إلى حد أن ليس هنالك ما ينقذ هيبته غير ابعاد غازي عن العرش . ولاشك أن الاعتبارات الشخصية قد لعبت دورها في كراهيته لغازي , ذلك أن ابنه الوحيد صباح , أصيب بجراح خطيرة سنة 1935 عندما كان يقوم بألعاب بهلوانية خطيرة بالطائرة لتسلية غازي . و ربما كان نوري قد حمله أيضاً مسؤولية قتل بكر صدقي لصهره . وكان غازي يحتقر نوري الى درجة أنه اخبر العقيد الصباغ يوم 24 كانون الأول ( ديسمبر ) 1938 , أي يوم الانقلاب , أنه على استعداد لإسناد الحكومة إلى أي رئيس وزراء يختاره الجيش باستثناء نوري . وقبل ذلك , في تشرين الثاني ( نوفمبر ) , كان قد استقبل نوري وتركه واقفاً على قدميه من دون أن يدعوه للجلوس ثم صرفه بعد دقائق قليلة . وفي هذا الوقت تقريباً قال نوري لمستشار السفارة البريطانية : (( إننا لسنا مربوطين ببيت فيصل )) . ولم يكن هذا التفكير نزوة عابرة . ففي سنة 1937 كان نوري قد فوض أحد أصدقاء العائلة السعودية بمقابلة الملك ابن سعود وإثارة احتمال ترشيح أحد أبنائه لعرش العراق . يتبع
وصفي السامرائي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. Read the Socialist issue 1268
.. Socialism the podcast episode 130 The fight for worker’s pol
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني