الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطر وكأس العالم 2022- العمل الإجباري

عبدالوهاب حميد رشيد

2013 / 11 / 26
حقوق الانسان


يشكل العمال المهاجرون 90% من القوى العاملة في قطر. يذكر تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية بأن هؤلاء العمال تعرضوا للعديد من الانتهاكات.

عندما كان عمري (كاتب المقالة) عشر سنوات في ليبيا، وعادة ما كنت أزور والدي في السفارة الهندية، حيث كان يشغل منصباً دبلوماسياً، وجدت مكتبه لا يتسع لكثرة العمال ممن يسعون بإلحاح إعادتهم إلى الوطن.

تم جلب هؤلاء الرجال من القرى الهندية مع وعود بوظائف ذات رواتب جيدة في حقول النفط. وبعد استدانتهم لتمويل الرحلة والوصول إلى ليبيا، اٌجبروا على العمل في ظل ظروف وحشية وبأجور أقل مما وعدوا. وعدا سفارتهم، لم تكن عندهم سلطات محلية للجوء إليها لإبداء تظلمهم.

بعد ثلاثة عقود، يجري في قطر سيناريو مماثل، حيث يواجه العمال المهاجرون عدداً لا يحصى من الانتهاكات على أيدي أرباب العمل. مشكلة ظهرت على السطح في سياق تحضير قطر لكأس العالم في كرة القدم للعام .FIFA World Cup in 2022 في تقريرها الجديد، كشفت منظمة العفو الدولية العديد من حالات الانتهاكات التي تصل إلى درجة العمل الإجباري أو الاتجار بالبشر بين العمال المهاجرين الذين يشكلون 90% من مجموع القوى العاملة في قطر، ومعظمهم قدموا من بلدان آسيا والشرق الأوسط، بما في ذلك بنغلاديش، نيبال، باكستان، مصر، سريلانكا، ومن بلدي الهند.

بالعودة إلى التاريخ السابق في ليبيا، تعرض العمال الهنود للإساءة في الحقول التي تنتج النفط للتصدير. اليوم في قطر، ينتهك حقوق العمال في صناعات مرتبطة بمشروعات تطوير البنية الأساسية- استثمارات مكثفة في مشروعات البناء الجاري العمل فيها لتكون جاهزة في وقت مبكر من بدء البطولة المرسومة.

القضايا الأساسية المطروحة هنا حسب العاملين المهاجرين: أنهم تعرضوا للخداع بشأن نوع العمل، الأجور، علاوة على القيود المفروضة على حركتهم في موقع العمل. لا يستلمون أجوهم مقابل العمل الذي يقومون به. ظروف غير آمنة في مواقع العمل. والمشكلة التي تواجه كافة العمال عدم قدرتهم على الوصول لأية مؤسسة حكومية للتحقيق في ادعاءاتهم وإيجاد الحلول المناسبة والسريعة للمشكلات التي يواجهونها. حالات الغش، الإكراه التي يواجهونها، عناصر تدخل فيما يسمى بـ الاتجار بالبشر، كما هو محدد في القانون الدولي، وتشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

يسمح القانون القطري للشركات رعاية/ كفالة العمال ممن يتم استقدامهم للبلاد. لكن هذا القانون يجعل من الصعب جداً على العامل تغيير عمله أو العودة إلى بلده دون إذن من الكفيل. بادرت منظمة العفو الدولية بتوثيق عشرات الحالات لعمال البناء ممن حاولوا تغيير عملهم أو العودة إلى ديارهم، لكنهم منعوا من الانتقال أو مغادرة البلاد بسبب الموقف الرافض لأرباب عملهم/ الكفيل. يمارس أرباب العمل هذه السلطة لتقييد حرية العمال في الانتقال، بل ولجوئهم إلى حجز/ مصادرة جوازات العمال لمنعهم من السفر. هذه الممارسات تُشعر العامل بأن رب العمل لديه سلطات واسعة، مقابل ضآلة خياراته للحصول على معاملة إنسانية على أساس من العدل.

يضاف إلى ذلك، وفي سياق الهرولة/ الاندفاع لإنجاز مشاريع كبيرة وطموحة، هناك مخاطر لا تعد ولا تحصى في مواجهة العمال أثناء عملهم، علاوة على تأثير المناخ الحار جداً، كما ذكر مدير وحدة الصدمة في مستشفى حمد/ الدوحة لباحثي منظمة العفو.
ينبغي على الشركات زيادة جهودها لضمان راحة وسلامة عمالها. يجب على السلطات أن تكون أكثر صرامة في مجال تطبيق القواعد واللوائح المعنية لإجبار الشركات على اتخاذ تدابير السلامة لعمالها وجعلها إلزامية في كافة مجالات البناء.

يمكن التخفيف من مخاطر العمل القائمة إذا مارست السلطات القطرية الضغط على أصحاب العمل لتوفير الحماية الكافية لصحة وسلامة عمالها، وإنشاء آليات للعمال بتقديم الشكاوى بأمان.

لدى الحكومة القطرية القدرة على تصحيح هذه المخاطر الناشئة للعمال في سياق حقوق الإنسان. وبالمثل سيتم عقد دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في Sochi- روسيا. وهنا كذلك تزداد المخاوف بشأن حقوق الإنسان المتدهورة. فعلى الرغم من الصيحات العالمية والممارسات الشجاعة للكثيرين داخل روسيا ممن يواصلون المطالبة باحترام حقوق الإنسان، فإن السلطات الروسية لا تزال تثبط الاحتجاجات السلمية وتقاوم تنفيذ الإصلاحات.

مع التحضير المستمر لكأس العالم للعام 2022، لدى الحكومة القطرية فرصة لمعالجة المثالب الواقعة على حقوق الإنسان في البلاد، وذلك من خلال إرساء قوانين ونظم وممارسات لحماية حقوق العمال المهاجرين والآخرين ممن سيتم استقدامهم ويبحثون عن أنظمة عمل بناءة تتصف بالعدل في فترة انتعاش البناء. هناك حاجة للإرادة السياسية لبناء ثقة الزوار العالميين إلى قطر بأن المرافق التي سيتم إنجازها لا تتحقق على حساب حقوق الإنسان . ويجب على الزوار والمستثمرين الضغط على السلطات القطرية في هذا الشأن.

"تتطلب هذه البيئة حماية عمال قطاع البناء من الاستغلال."

"على فيفا واجب إرسال رسالة عامة قوية تؤكد بأنها لن تتسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان في مشاريع البناء ذات الصلة بكأس العالم."

"غض الطرف عن أي شكل من أشكال الاستغلال أمر لا يغتفر، بخاصة عندما يقود هذا الاستغلال إلى تدمير حياة الناس وسبل عيشهم."

عمالة البناء المهاجرة في قطر تعمل تحت إشراف شركات مقاولات عادة صغيرة ومتوسطة الحجم لصالح شركات البناء الكبرى. تعمل تلك الشركات على تحقيق أقصى منفعة ممكنة من السخرة الظاهرية/ المكشوفة.

نشرت منظمة العفو الدولية تقريرها بعد أيام من لقاء Blatter مع الشيخ آل ثاني، الذي أخبر بلاتر أن قطر" سار على الطريق الصحيح بخصوص حقوق العمال."

وأضاف آل ثاني: "ما قُدم لنا يبين أنهم متجهون منذ شهور لمعالجة مشاكل العمل."

"سيتم تعديل قوانين العمل، بل أنه في طور التعديل."

لكن الممارسات المسيئة ما زالت مستمرة. لم يتم عمل شيء من أجل التغيير حتى الآن.

يستند تقرير منظمة العفو الدولية إلى عشرات المقابلات "العمال، أرباب العمل، ومسئولين حكوميين" إنها قامت بتوثيق انتهاكات ضخمة رهيبة.
تستمر ظروف العمل الخطرة، عدم دفع الأجور، ومساكن العمال ظاهرة صادمة.

عدم توفر أجهزة التكييف Air condition، تعرض العمال لفيضان مياه الصرف الصحي، وخزانات الصرف الصحي المكشوفة، غياب المياه الجارية أو الكهرباء.

يشعر العديد من العمال المهاجرين أنهم محاصرون ووقعوا في شرك. يمنع صاحب العمل/ الكفيل مغادرتهم للبلاد. معاناتهم من تراكم الديون عليهم بحيث لا يستطيعون إعالة أسرهم. ضغوط نفسية شديدة إلى درجة أن بعضهم يفكر في الانتحار. بل أن واحداً، على الأقل، من مدراء العمل أطلق عليهم لفظة "الحيوانات."

يعملون يومياً لغاية 12 ساعة. سبعة أيام في الأسبوع. نظام العمل هذا مستمر تحت حرارة الصيف الحارقة. قوانين العمل القطرية تنص على 10 ساعة عمل/ يوم. ويقولون لا إلزام على أحد العمل مع ارتفاع درجة الحرارة في الصيف بين الساعة 11.30 لغاية 15.00.

في الأشهر الأخيرة، مات العشرات من العمال النيباليين. يعتقد الاتحاد الكونفدرالي للتجارة الدولية ITUC بأن حوالي 12 عامل سيموتون أسبوعياً ما لم تتوقف الممارسات التعسفية بحقهم.

يرى الاتحاد احتمال موت 4000 عامل، على الأقل، من الآن ولغاية العام 2022. أجرى الاتحاد تقديراته على أساس وفيات عمال البناء النيباليين والهنود في قطر حديثاً.

مزيج من ظروف العمل الخطرة / الضيقة والأماكن القذرة/ غير الصحية، تتحمل كامل المسئولية.

العمال يصلون إلى قطر وهم بصحة جيدة. كثرة منهم يصبحون مرضى. يموت منهم أعداد صادمة. ظروف العمل تتسبب في حوادث عديدة. الظروف المعيشية مروعة. وظروف عدم كفاية الغذاء والماء تتسبب في موت آخرين.

ذكر الأمين العام للاتحاد ITUC- شاران بورو Sharan Burrow:

"لا شيء تحقق في هذا الأمر من قبل السلطات القطرية."

"الأدلة المتاحة بشأن معدل وفيات العمال المهاجرين في قطر، تؤكد موت عامل واحد يومياً، على الأقل، في المتوسط.

"وفي غياب تدابير حقيقية لمعالجة هذه المعضلة، علاوة على زيادة عدد العمال المهاجرة في قطر بحدود 50%، فسوف تتحقق زيادة في معدلات الوفيات بينهم."

"نحن مقتنعون تماماً أنهم يموتون بسبب ظروف العمل وظروف الحياة. هناك شهادات مروعة للعمال في ظل نظام عملهم وحياتهم.

"بحدود 1.2 مليون عامل مهاجر يعملون في قطر حالياً. يُقدر الاتحاد ITUC التحاق مليون عامل مهاجر آخر لانجاز المشروع العام 2022.

أضاف Burrow: "فيفا بحاجة إلى إرسال رسالة قوية جداً وواضحة لقطر بأنها لن تسمح بإنجاز استعدادات كأس العالم في سياق نظام عبودية حديثة حاصلة فعلاً مع مئات آلاف العمال المهاجرين في قطر حالياً."

قالت منظمة العفو الدولية "إن نظام الكفالة وسيلة للاعتداء على حقوق العمال وإيقاعهم في الشرك." بينما ذكر المتحدث باسم المستشفى الرئيس في الدوحة استقبال أكثر من 1000 عامل في وحدة الصدمات العام 2012.

صار 10% منهم عجزة disabled، وتوفى بعضهم. وثّقت منظمة العفو الدولية بأنها صارت في موقف صادم تجاه لا مبالاة الحكومة القطرية لحقوق العمال المهاجرين.

ذكرت المنظمة: "عندما يصلون لديهم آمال كاملة. وبعد أن يقفوا على حقيقة الوضع، تخبو آمالهم.. "قل لي من فضلك: هل هناك أية طريقة للخروج من هنا؟" قالها عامل نيبالي لممثل منظمة العفو الدولية.

يعمل حتى الموت. لم يتسلم أجوره منذ شهور. منع من مغادرة قطر. يتحمل الآخرون نفس ظروفه".

أفادت منظمة العفو الدولية العام 2011: "وعود كاذبة.. استغلال العمال المهاجرين النيباليين قسرياً." وجدت الممارسات المسيئة للعمال المهاجرين في كافة بلدان الخليج.. ازدهار يوم/ عصر الرق الحديث..
مممممممممممممممممممممممممممـ
Qatar 2022 World Cup: concerns about forced labor,by Samir Goswami, November 18, 2013.
http://www.uruknet.info/?p=m102691&hd=&size=1&l=e
Stephen Lendman lives in Chicago. He can be reached at [email protected].

His new book is titled "Banker Occupation: Waging Financial War on Humanity."

http://www.claritypress.com/LendmanII.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية: العالم على حافة الهاوية


.. برنامج الأغذية العالمي يحذر: غزة ستتجاوز عتبات المجاعة الثلا




.. القسام تنشر فيديو أسير إسرائيلي يندد بتعامل نتنياهو مع ملف ا


.. احتجاجات واعتقالات في جامعات أمريكية على خلفية احتجاجات طلاب




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - ألمانيا تعلن استئناف التعاون مع