الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكولوجية طعم الحياة : كيف ترى العالم بعينيك؟

علي عبد الرحيم صالح

2013 / 11 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعتمد نظرتنا للحياة بسلبياتها وإيجابياتها على ما نتذوقه منها من خبرات ومشاعر ، إذ على طعم هذه الخبرات نرى العالم بعيوننا ، ونقدر مدى رضانا على انفسنا وعلى الآخرين ، وشعورنا بالسعادة ، واعطاءها مقدار معين من الاهمية ، لذا فان الكثير من افكارنا العقلانية ، وتفاؤلنا وشعورنا بالأمل والانجاز والخير يعتمد على تلك الحقيقة ، وبذلك فان طعم الحياة وتذوقنا لنكهتها سيحدد توافقنا النفسي وصحتنا النفسية ومدى شعورنا بالارتياح والرضا والقبول .
ويختلف طعم الحياة باختلاف الافراد وما يتوفر لهم من رفاهيه ورخاء واشباع للحاجات ، وكذلك يتوقف طعم الحياة على مدى ما يحققه الشخص من انجاز ، وعلى نظرته لذاته ومعتقداته حول ما يمتلكه من قدرات ومهارات يستطيع من خلالها تحقيق احلامه وطموحاته ، فضلا عن ذلك يشير علماء النفس ومنهم (Taylor & Rogdan,1990) و (Keith,1991) ان طعم الحياة يتوقف ايضا على العائلة التي يعيش فيها الشخص ، وعدد الاشخاص الذين يثق بهم ، وعلى صحته الجسمية ، وممتلكاته ، والرحلات والمغامرات التي يقوم بها ، وحريته الدينية والشخصية في ممارسة ما يؤمن به من افكار لأن هذه جميعا تثري حياة الشخص ، وتجعل لحياته معنا ووجودا وهدفا جميلا ، وتجعله يستمتع بالحياة ويتمسك بها بشدة ، ويبرر (Stark & Goldsbury,1990) هذا التمسك بالحياة بأن تذوق طعم الحياة الايجابي يجعل الشخص يقدر ما فيها من اشياء واشخاص وسيعطيها ثمنا باهضا لا يفرط بها أبدا .
أما فقدان الشخص لطعم الحياة فأنه سيقوده للكثير من المشكلات التدميرية ، إذ على أثره تصبح الحياة فارغة ، ولا معنى لها ، وسيصبح الشخص متشائما وغير راغب في العيش ، وكذلك سيعتقد بأن الحياة مجرد دوامة من الروتين المؤلم ، ومن الهدر الاستمرار والتمسك فيها ، وبذلك فأن هذه الاحداث تنعكس جميعا على صحة الفرد النفسية ، وستصيبه بالاكتئاب ، والقلق من الوجود أو بما سيحمله المستقبل من خبرات مؤلمة قادمة . وهذا ما أكده عالم النفس البرت اليس صاحب نظرية العلاج العقلاني الانفعالي بان فقدان طعم الحياة سيجعل الشخص يعتقد بان الحياة غير جديرة بأن نعيشها ، وأن لا معنى من استثمارها ما دامت ترفض وجودنا وتعذبنا ، لذا لا داعي لأن تستمر لنا وللأجيال القادمة .
إن طعم الحياة ومعناها يتوقف عليّ وعليك عزيزي القارئ ، فنحن من نصع الحياة ، ومن نحدد قدرنا ومستقبلنا ، فان اعطيتني يدك ، وسهلت مطالبي ، وابتسمت لي فأني سأبادرك بالابتسامة نفسها والعطاء نفسه ، فنحن من نذلل الصعاب ، في حين ان رفضت وجودي ، وان لم تجعل لي مكانا بقربك فاني سأبتعد عنك واتركك وحدك ، ومن ثم سيصبح العالم سوادي ومظلم لكلانا ، وسنعاني سويا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في