الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية التجنيس في امسية الاحتفاء بالقصة المغربية في صيغة المؤنث

عزيزة رحموني

2013 / 11 / 27
الادب والفن


اشكالية التجنيس في امسية الاحتفاء بالقصة المغربية في صيغة المؤنث
يوم السبت 23 نونبر استضافت
المكتبة الوسائطية بالرباط –المبدعة دامي عمر ، ضمن انشطتها لدعم و اشعاع الابداع المغربي.
دامي عمر (فاطمة جحا) ذات كتابة بمذاق بصري، مصوغة بتقطيع سينمائي، سرد حكائي بلغة شاعرية مشحونة بوعي الكتابة ، جاءتنا ب" بلح مرّ" لنطِلّ منه على نصوص قصصية قصيرة جميلة عميقة إنسانياً وثقافياً وسردياً. نصوص نشم فيها نفَس المرأة الشاعرة محبوكا بصور الحياة و الاحلام و التأملات ..
الامسية كانت من تقديم السي اسماعيل البويحياوي قاص من طينة خاصة اضاف جديدا نوعيا للق ق ج بكتابته الرصينة و تجربته الرحبة المحفزة على التأمل في تجليات الوعي افتتح تنشيط اللقاء بالحديث عن الكتابة المهمشة و عن البلح المر الذي يضع المتلقي امام مفارقة الحلاوة و المرارة بما ان التمر هنا ينمسخ و يسائل الحياة عن طعمها بين دفتي الكتاب الذي يتميز حسب اسماعيل البويحياوي بتنويع اشكال الحكي.
مداخلات الامسية كانت من توقيع اسماء لها قيمتها الادبية في مجال النقد حرضهم البلح المر على الكتابة حوله في محاولة لفتح مخبوءه و فتح مجهوله للقارئ ..اول المداخلات كانت للأستاذ الدايم ربّي روائي قاص و ناقد عنون مداخلته ب ( بلح مر بلح حلو او الكتابة عبر الكتابة) قال فيها انه متهم ظلما بالهجوم على القصة القصيرة جدا مع انه من المدافعين عن هذا الجنيس الذي يعبث به عديموا الموهبة. ثم قال ان مغامز أضمومة البلح المر دفعته للكتابة عنها و قال انه يجدها "انيقة" لكنه يسميها تسريدات قصار. و انه لا يهتم للتجنيس هنا بل يهتم لما تحفل به المجموعة من عراقة عذبة بين الدفتين و في المتن و في خلطة حريفة حلوة محملة بعناصر الحلاوة و نقيضها المز في تضعيفات صورية بلغة ادبية بدءا من العنوان المتناص - حسب الناقد- مع عنوان فيلم فلسطيني و رواية "الثمرة الحلوة" و قصيدة التمر المر لشاعر تونسي. يقول الناقد دايم ربي ان "البلح المر" منمنمة سردية حافلة بالإضمار و من العبث البحث عن ما تقوله المجموعة في منمنماتها بما ان سؤال المعنى في الفن قد يبدو بلا معنى و لأن العمل الادبي يشكل اخلاق المعنى. يقول الناقد ان الاشكال في كتابة دامي عمر هي ما يخلق المعنى بالدرجة الاولى و ان ما يمرر بالشكل اكثر مما يمرر بالمعنى. ثم يضيف ان سؤال الكتابة مطروح بإلحاح حول التصور النظري الذي تكتب فيه الكتابة داخل الكتابة. ثم قال ان التسريدات المينيمالية تقتات من المفارقات و الحالات الراصدة الزئبقية على حد الرؤية التبخيسية و الرؤية العامة و في كتابة دامي فإنّ الكتابة تأتي انطلاقا من الواقع و من نصوص اخرى .بعدها خلص الناقد الى سؤال الكتابة الذي يتخذ طابعا اطراديا يحاور النصوص خارج المدارات الادبية في شكل موسوم بكتابة ثقافية ماتحة من الواقع و المتخيل مما جعل النصوص تتميز بأناقة صوفية و ايروتيكية تستوحي الذاكرة الادبية القريبة من النبض و المتخيل.
علق القاص البويحاوي على هذه المداخلة بما يلي :
المغمز في البلح المر هو التناص الذي وظف فيه الدايم ربي معارفه و ثقافته بما انه قارئ نموذجي و ناقد حقيقي استغور سقوف و شقوق هذه المجموعة. ثم اعطى الكلمة للناقد محمد عزيز المصباحي القاص المجرب .
مما جاء في مداخلة الاستاذ محمد عزيز المصباحي التي عنونها ب "الدخول الى المتاهة في دهاليز البلح المر: (كل كتابة لا تسلبك لبك لا يعول عليها) مقولة لعمر علوي ناسنا تنطبق على كتابة دامي عمر و هي من الكاتبات ذوات العمق المنعكس في الكتابة و قد كان الناقد يعتقد ان الكاتبة رجل يتخفى في اسم مستعار على صفحات الفيسبوك و بعد ان تعرف عليها في الفضاء الافتراضي و جد في بلحها المر تراكما زاخرا لنفَس قصير.ثم قال ان على الكاتب ان يكون راويا فطنا و ذلك ما فطنت اليه دامي عمر التي وضعت مسافة بينها و بين الرواة في كتابة الغت المرأة من غرفة الكتابة لتنفلت من عقال الحكي مما جعل رواة مجموعتها متمتعين بكثافة عالية عاكسة لزاوية نظر الكاتبة. ثم قال الناقد محمد عزيز المصباحي ان من المفروض ان العنوان يعكس النص بما انه بؤرة النص و تيمته و بما ان العنوان نواة دلالية و هو هنا بلح مر باذخ و غابة وارفة من النصوص الحادة الحلوة الناضجة المنهمرة. ثم قال ان النفري كان محقا في مقولته "كلما ضاقت العبارة اتسع المعنى" و لا يمكن اصطياد المعاني الصادرة دون نظم شعري ثم قال ان تيمات المجموعة تضم المفارقة و التحول الصادم في لغة رصينة بليغة استطاعت التخلص من اشكالية الكتابة بلغة المرأة الى لغة مسترجلة جاهلة ان القلم سم و عداوة ذكورية تعطي السيادة للمذكر. ختم الناقد مداخلته متسائلا عما اذا كانت دامي عمر ستتمكن من فرض ذاتها في ساحة ذكورية بما انها متمكنة من لغتها و كتابتها.
المداخلة الموالية كانت للمبدع سعيد سوقايلي التي تحدث فيها عن السرد بالرسم و الحكي برؤى مألوفة تخلخل قناعة المتلقي للق ق . متسائلا عن ما يضيفه الرسم الى السرد و هل الرسم تقنية مضافة للسرد. و قال انه يجد البلح المر لوحات تتمظهر في جمل و بياض و ترقيم في نصوص طافحة بالصور تفتح الامكنة و الاحالات النفسية كلوحات ناطقة.
بعد ذلك تدخلت السيدة ربيعة الكوطيط صديقة دامي عمر من العالم الافتراضي الى العالم الواقعي حيث اثنت على الجانب الانساني لدامي عمر.
بعدها تحدث القاص مصطفى لكليتي عن ارتساماته حول المجموعة التي قال عنها انها نصوص يمكن نسبها الى الاقصوصة بدل ق ق ج لأنها لا تتوفر على تقنيات ق ق ج . ثم قال ان الكاتبة اخلصت لشاعرية النصوص و انه وجد هاجس الشعر حاضرا بقوة في المجموعة..
المهندسة علياء ابو العز ابنة المبدعة دامي عمر اخذت الكلمة بلغة فرنسية ممتازة وارفة اهم ما جاء فيها ان الرغبة في الكتابة رغبة في مشاركة الهم الذاتي مع المحيط و انه لا يجب تحديد الكاتب في خانة معينة.
القاص اسماعيل البويحياوي اجابها ان لا وجود لكتابة منفصلة عما حولها و ان الكتابة الموسوعية من افلاطون و ارسطو الى النموذج الحاضر في الامسية في شخص الناقد الدايم ربي تبرهن ذلك. ثم قال ان الناقد ملزم بامتلاك معرفة و بوصلة قرائية لإنتاج المعنى وتحدث عن بوزفور و البقالي و الغرباوي الذين كتبوا بطريقة الرسم كما فعل العرب في الجاهلية شعرا. اضاف القاص ان دامي قارئة جيدة يحضر التناص في كتابتها مع كتابات الماعزي و الرافعي من حيث تقنية الكتابة و ان عليها ايجاد ذاتها في الساحة الابداعية.
هنا تدخلت الكاتبة دامي عمر قائلة انها جاءت الى القصة بعد ان كتبت الشعر انطلاقا من زربية امها التي كانت تجدل الالوان بين اصابعها و من تقويسات اسفي و الوان الفخار و من يدي صانع الفخار نفسه و انها بدأت بالشعر لأنه اصل اللغة و حبر الحياة و قالت انها لا تعرف الق ق ج جيدا و انها مستجدة في ساحة كتابتها. و عبر الفيسبوك تعرفت على نقاد من وزن محمد عزيز المصباحي منذ كتبت ضدا في نقده و ضدا في زوجها الذي كان يطالبها بان تكون قوية لا شاعرة.
عاد الناقد المصباحي للتدخل قائلا ان التميز اسطورة وهمية و ان لا احد يكتب سطرا و يسجله في اسمه بما ان الافكار مشاعة و ان المهم هو كيفية صياغة الفكرة و طرحها.
تدخل القاص البويحياوي مؤكدا معرفته الجيدة بالنصوص المعرفية انطلاقا من اهتمامه بال ق ق ج و انه مدرك لمعنى التناص و لم يستعمل كلمة " السرقة الادبية" و قال انه لا كتابة في الفراغ و هناك تجنيس و مجالات محددة للكتابة.
عاد الناقد المصباحي للقول ان العالم العربي يكتب في اجناس لم يخلقها تماما كما تبنى "الفريزي" و " الكوستيم" عكس الشعر مثلا.
كان جواب القاص البويحياوي ان الاراء تختلف و ان الساحة الثقافية تشهد تعدد النقاد و غياب النقد.
الناقد دايم ربي عبر عن عدم ارتياحه لمصطلح التناص و تفضيله تعبير الكتابة عبر الكتابة لأن مفهوم السرقة الادبية تدخل في مفهوم التناص. و قال انه يستعمل تعبير المنمنمة و القصار المحكية لان اللسان العربي لا يستعمل كلمة "جدا" و اسماء التفضيل في التسمية. ثم قال ان دامي عمر تعرف مزالق القصة و تلعب على الاجناس بالجمل و ان الحافر يقع على الحافر.
حسن عبيدو كان من بين المتدخلين عبر عن رايه بان كل نص منتَج يكون فيه الرهان ان يكون نصا محددا واحدا و ان هناك لغة واسطة و ان النقد الادبي مأزوم و ان هناك دوائر سماها كما يلي:
الدائرة الأولى كل الناس لديهم الحق في الكتابة كما يريدون
الدائرة الثانية: دامي تكتب لا لكي تكون كالآخرين بل لتكون كاتبة كبيرة و تكون هي ذاتها بكتابتها تلعب على الاجناس بالجمل.
.
الدائرة الثالثة: الحق في التميز
و اضاف ان كتابة دامي بصرية. و الالة المتحكمة في مجال التلقي و المتخيل مبنية على صورة تدمج مجموعة من المعارف لإثبات الذات.
الاستاذ الجامعي ابو العز زوج المبدعة في كلمته تحدث عن الفلسفة و حقل انتاجها و عن العقلانية مشيرا الى انه بعيد عن مجالات الابداع الادبي.
*-*-*
مع تحيات عزيزة رحموني
شكرموصول للحضور الداعم للإبداع و شكرٌ جزيلٌ للمكتبة الوسائطية التي تفتح لنا فضاءها الجميل بصدر رحب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في