الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات كردية (4)، لطميّات استباقية جنيفية

محمد رشو

2013 / 11 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


لو أني من المدعويين إلى مؤتمر جنيف 2 ضمن أي أي إطار من الأطر الكردية التي ستشارك، والله لتركت كرسي العار بجانب الشوفينيين العرب و لذهبت مكابراً على جراحي و ومتواضعاً إلى أخي في الإطار الآخر للتمثيل الكردي و لقلت له بالحرف الواحد:
"يا أخي، هؤلاء المحيطين بنا هم مصاصي دماء، يعيشون على حالة الانقسام التي نعانيها أنا و أنت، لك إيديولوجيتك و لي نهجي، و لكن قبل النهج و الفكر كنا و سنبقى شعبا واحداً، أرضنا المغتصبة واحدة، و قضيتنا و شعبنا واحد، فلنترك كل ما هو خلافي لنحلّه ضمن البيت الكردي، و لنظهر لهؤلاء كيف أن الكورد صوت واحد أيضاً."
"المكان الأفضل لي هو بجانبك لأعزلك عن ما وضعت نفسك فيه، و لأبتعد عن ما وضعت نفسي فيه، نحن الوفد الكردي و مطالبنا واحدة، الاعتراف بالشعب الكردي كشعب يعيش على أرضه التاريخية وبالتالي الاعتراف بحق تقرير المصير لهذا الشعب، ثانياً نطالب بنظام حكم لامركزي لسوريا و الفدرالية للمناطق الكردية، كما ونرفض حكومة محاصصة طائفية اثنية كبديل عن حقوق الأقليات ثالثاً، وبالتأكيد نطالب باسقاط النظام الحالي بكل رموزه و أركانه بدءاً من الرئيس و ليس انتهاءاً بقانون لإجتثاث البعث رابعاً و ليس أخيرا"
و لكنّي فاقد الأمل كرديا من المؤتمر بسبب معارفنا و خبراتنا السابقة حول الأداء السياسي الكردي الفاشل بشكل عام وإفتقار السياسي الكردي لأدنى أساسيات المعرفة بالاتيكيت السياسي و البريستيج وبالتأكيد معلومات صفرية حول الدبلوماسية و المفاوضات وأخص هنا من سيقومون بالمفاوضات، فمن يفشل في التفاوض مع أخيه بالرغم من الكم الهائل من الأمور المشتركة و المتوافق عليها، و يبدأ بإلقاء تهم العمالة شرقا وغرباً ويشتم و يخوّن فلا يمكن بأي شكل من الأشكال إعتباره دبلوماسياً أو مفاوضاً، وبالمناسبة جميع السياسيين الكورد البارزين من هذا النمط.
كما أخشى أن يقوم النظام بجلب ملفّاته الأمنية حول هؤلاء "القادة" الكرد، فأغلب القادة الكرد السوريين لديهم ارتباطاتهم القديمة و الجديدة و ربما المستمرة مع مَن سيفاوضونه بالتالي هم بحكم "مقطوعي اللسان" خوفا من الفضيحة ومستعدين أن يقبلوا بأي عرض، حتى أن بعضهم مستعد أن يخرج خالي الوفاض و يكسب "شرف" المشارك فقط ومن ثم "التمتع" بالإقامة السويسرية، كونه ربما قد يتم خدش حيائه الوطني -إن وجد- و لن يعود إلى من خذلهم بالإضافة طبعاً إلى توفير تكاليف السفر و التهريب إلى سويسرا يعني "إقامة أوروبية ببلاش" في حال تمت خسارة المفاوضات و"منصب وزاري" إذا فكّر أن يتحدث باسمه الشخصي مقابل تبرّئِهِ ممن يمثلهم، أي "إن الكردي المفاوض سيكسب مكاسب شخصية بغض النظر عن سيرورة المفاوضات"، ويرجع ذلك إلى إدراك الغربي والعربي السلفي و العلماني و البعثي و الشيوعي أن الكردي السياسي "يمكن سراؤه بأبخس الأثمان".
و لكن و الحق يقال: المعارضة ترفض الجلوس على نفس الطاولة مع النظام لإدراكها أنها أضعف من أن تواجهه دبلوماسياً بعد ان فشلت عسكرياً، ولكنها ستجلس معه بسبب الرغبة الدولية بذلك، كما أن النظام غير راغب بحضور المؤتمر لإدراكه أنه لابد له من مشاركه المعارضة في الحكم مهما كانت نتائج المؤتمر، أما الكرد فهُم عبارة عن ورقة مساومة بين الطرفين، كون الكرد يمثلون أكبر الأقليات، و وجودهم في المؤتمر بأي شكل كان هو فقط لشرعنة المؤتمر وسيُرمى لهم الفُتات و سيحتفلون به كمكتسبات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق