الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غيبوبة

آمال الشاذلي

2013 / 12 / 1
الادب والفن


الغيبوبة

كعادتها , وفي ميعادها .. أشرقت من عل لتوقظ النيام وتصهر الأحلام .
كل شىء كان يبدو طبيعيًا ؛ مثل كل يوم .. لاجديد .. ماعدا ذلك الإحساس الغامض الذي يجتاحني بأن هناك خطراً ما في الطريق ؛ سيفتك بالقرية وأهلها .! وعلي أن أدق ناقوس الخطر ليحتاط الجميع .. لكن ماذا أقول ؟! من أي شىء أحذرهم ؟! .. زلزال ؟ بركان ؟ فيضان جارف سيأتي على الأخضر واليابس ؟ أم عاصفة هوجاء ستقتلع كل ما سيصادفها ؟ .. لا أعرف .. ! قد يكون الخطر أشد فتكاً من كل هذا مجتمعاً .!
لكن أين أهل القرية ؟ !.. لماذا لم يظهر أحد حتى الآن رغم انتصاف النهار ؟!
أخذت أنادي بعض الأسماء التي أعرفها .. فلم يجبني أحد .!
طرقت الأبواب .. فلم تفتح لي .! لاشىء سوى الصمت .. الوقت يمر .. والوضع كما هو .. صمت وسكون ..
توجهت إلى منزل شيخ القرية ؛ لعلي أجد عنده إجابة شافية .. ولكني وقفت أمام منزله مذهولاً.! فلقد كان بدون باب .. بدون نوافذ.! من أين يدخل ويخرج الرجل إذن ؟‍
أهناك سرداب سري ؟ ! أكان يعلم بالخطر , فآثر أن يقفز على السفينة وحده ؟!
وإذا خاف كبار القوم ؛ فماذا يفعل صغارهم ؟ من يتصدى للخطر ؟
نال مني الإجهاد دون أن أصل إلى إجابة !! غشى الليل القرية .. صارت جميع الأشياء في عيني ظلاماً دامساً .. جلست تحت شجرة عملاقة كأنني ورقة سقطت من أحد فروعها ..غفوت قليلا .. استيقظت على دبيب أقدام آخذاً في الاقتراب مني ... فجأة سطع المكان بالأضواء الناتجة عن الكشافات المسلطة علي ..! نهضت فزعاً ..! اقترب مني بعضهم مكونين بأجسادهم العملاقة دائرة محكمة حول جسدي النحيل ..!
بادرني أحدهم في غلظة : من أنت ؟ ماذا تفعل هنا ؟
عقدت الدهشة لساني لبعض الوقت .! بعد أن جمعت شتات نفسي , أجبت : أنا من أهل القرية ؛ فمن أنتم ؟!!
- نحن أصحاب القرية .. لقد خالفت القوانين .. فلا يجب أن تخرج من دارك بدون أذن منا ..
دفعتني أياديهم الغليظة عبر الطريق الترابي الوحيد الذي يربط قريتنا بالمدينة .. كان ينتظرنا على قارعته سيارة مصفحة لم أر مثلها إلا في الأفلام الأمريكية .!
دفعوني بداخلها .. انطلقت مسرعة . . كان أحدهم يتحدث في جهازه اللا سلكي بلهجة يشوبها الانتصار والزهو .!
أخيراً وقفت السيارة .. هبطنا منها .. دلفنا إلى مبنى زجاجي شاهق ؛ ومنه إلى إحدى الغرف .. استقبلني رجل بشوش بترحاب شديد كأننا صديقان حميمان .. أشار إليّ في أدب جم لأجلس .. غاص جسدي النحيل في المقعد الوثير .. جلس الرجل بجواري ؛ بدا لي أنه يتعمد ذلك ليشعرني بدنو مكانتي ؛ فلقد كان مظهري شديد التواضع ويظهر مفارقة صارخة .!
حاولت أن أدفع عن نفسي هذا الشعور .!
بادرني الرجل بالأسف لما بدر من رجاله ؛ راجياً مني إغلاق تلك الصفحة .. وفتح صفحة جديدة , قائمة على التعاون من أجل أمن وأمان القرية ..!
قدم لي عدة هدايا .. آملاً ألا أرفضها ؛ ففي ذلك ما يهدد صداقتنا ..!
حملها عني السائق الأنيق .. أوصلني إلى باب الدار ....أخذت أفرغ هداياه .. استغرقتني تماماً..
ولم أعد أبرح منزلي ...!!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-