الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الخامسة و العشرون بعد المئة من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 11 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الطابع التبعي للنظام الملكي
كانت غربة الجزء الأكبر من العراقيين عن النظام الملكي كانت نابعة جزئياً من طابعه التبعي . ومن ناحية اخرى , فقد كان سوء استخدام النفوذ سائداً بدرجة كبيرة , ونظراً لأن أعضاء الوزارة ومؤيديهم (( كانوا من صفوف الطبقات المالكة , فقد كانوا هم أنفسهم بين أولئك الذين يكسبون قبل غيرهم من التضخم , وكانوا بالتالي , في احسن الأحوال , فاتري الهمة في محاربته )) . والواقع أن الاستخبارات البريطانية التي كانت تعكس بوضوح المشاعر العامة السائدة وصفت الحكومة ذات مرة بأنها (( قلة متحكمة من مبتزّي المال )) . ولكن كورنواليس اعترض على هذا , وقال : (( إن وصفهم بشكل لا تمييز فيه بأنهم لصوص هو أمر مبالغ فيه )) , وأصر كذلك على أنه لا يمكن اتهام نوري شخصياً باقتناص الفرص السياسية لتمويل نفسه .
ولكن , الإنجليز بدأوا بعد ذلك يشعرون بطريقة متزايدة بالحاجة إلى (( إعداد )) خلف لنوري يكون مقبولاً عند العراقيين . وأبرقت وزارة الخارجية ( البريطانية ) في أيلول ( سبتمبر) 1943 تقول : (( إن ضعف موقعنا في العراق على المدى الطويل يعتمد بلا شك على المدى على المدى الذي يبقى بيضنا في سلة نوري غير المستقرة نسبياً )) . وكان البريطانيون قد بنوا آمالهم لفترة على صالح جبر , وهو محامي شيعي كان وزيراً للداخلية في وزارة نوري السعيد . ولكن هذه الآمال خابت لأسباب غير محددة . إلا أنه من الواضح أيضاً أنهم لم يضعوه خارج حساباتهم كلياً , إذ انه ارتقى إلى رئاسة الوزراء سنة 1947 بالتعاون مع نوري . وكان البريطانيون قد وضعوا في حساباتهم أيضاً إبراهيم كمال , وهو ضابط شريفي سابق وإداري ضليع , وعادوا الآن إلى تركيز انتباههم عليه , ولكنه كان خصماً لنوري السعيد منذ منتصف الثلاثينيات وواحداً من الأشخاص الذين اتهموا سنة 1940 بالتورط في مقتل رستم حيدر . ولكن إبراهيم كمال بدا عاجزاً عن كسب أتباع شخصيين أو دعم شعبي . ولهذا كان على البريطانيين أن يقنعوا في الوقت الراهن بنوري مع الإصرار على ادخال شيء من (( الدم الجديد )) في وزارته . واحتج نوري في البداية بأن (( من الصعب جداً ايجاد رجال جدد ذوي خبرة في الحكم . وأظهر تردداً في التخلي عن رفاقه الحميمين لمصلحة رجال (( غير مجربين وربما كانوا نقاداً معادين )) . ولكنه عاد فانفتح حتى باتجاه كامل الجادرجي من جماعة الأهالي من دون نجاح .
وأخيراً , وفي حزيران ( يونيو ) 1944 سقطت حكومة نوري السعيد بعد أن أعيد بناؤها لا أقل من تسع مرات , وبعد أن أشاع الوصي بين خصومه أن نوري السعيد لم يعد يحظى بثقته . يتبع
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز