الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصفات الواجب توفرها في المفاوض الكردي

محمد رشو

2013 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


نظراً لاقتراب موعد مؤتمر جنيف و إمكانية ارسال الدعوات قريبا جداً، واستباق بعض السياسيين للدعوة وذهابهم إلى جنيف، و دخول البعض الآخر في دورات تدريبية أوربية لتعليمهم سبل إدارة المفاوضات كونهم يفتقرون إلى الحدود الدنيا للدبلوماسية والبريستيج و بالتأكيد القدرة على التفاوض، بالتالي ارتأيت أن ألخّص جملة من الصفات التي يجب أن يتميز بها المفاوض الكردي كي تزيد فرص الكرد في كسب المفاوضات، و الصفات هي:
* أن لا يكون لديه أي إطلاع على الصفقات الخبيئة و الخيانات التي قام بها رؤساؤه وحزبه، بالتالي عندما يواجهه النظام في المؤتمر بوثائق تثبت عمالة رئيسه أو حزبه يكون إنكاره نابع عن قناعة.
* أن يكون ذو إطلاع واسع على التاريخ الكردي و بالأخص الحديث منه وقد قام بدراسة تحليلية للأحداث السياسية التي مرّت على الكرد ومواطن الفشل السياسي التي لطالما كررها الكرد.
* أن يزيح صورة الرئيس البرزاني و القائد أوجلان من دماغه أثناء الاجتماعات، فأحدهما في الاقليم منشغل بأموره الداخلية و أنبوب النفط، و الآخر في ايمرالي يقرأ الكتب و يبحث عن تأليف مبادرة سلام جديدة مع أردوغان، بالتالي المفاوض الكردي عليه أن يضع خريطة قامشلو-عفرين- كوباني نصب عينيه و ينطلق منها كمنطلق وغاية.
* أن يكون ذو خلفية مادية ممتازة و يفضَّل أن يكون من ذوي الإقامات الأوروبية كي لا يتم شراؤه، علماً أن الجميع سيحاول شراؤه لما خبروه عن إمكانية شراء السياسي الكردي.
* أن يكون مدرك لمدى القوة الذاتية للكرد عسكرياً واقتصادياً وبشريّاً، وملمّ بتاريخ المنطقة الكردية في سوريا كي لا يتم إحراجه ببعض الأسئلة التاريخية التي تنفي أصالة الشعب الكردي كجزء أساسي من النسيج السوري.
* أن يمتلك في حوزته أسماء كافة المعتقلين الكرد في سجون النظام و لديه ملف واسع ومفصَّل عن مجازر الجماعات السلفية بحق الكرد، بما يمكّنه من استخدامها في إحراج النظام الذي سيدّعي إنه حامي الأقليات، و إحراج المعارض الإخوانية الرافضة للإدارة الذاتية أو الفدرالية بإثبات عدم قدرة السلفي أو الإخواني على قبول الأخ الكردي بالتالي من حق الكرد المطالبة بالفدرالية لحماية وجودهم.
* أن يكون متابع مرّ لكافة السياسيين الذين ستتم دعوتهم إلى المؤتمر، يقف على أخطائهم و يقوم بمقارنة خطابهم عبر مراحل الثورة، لكي يستطيع التهرب إذا ما تم إحراجه، وذلك بالهجوم الشخصي على السياسي الذي سيحرجه دون أبداء أي مظاهر للعصبية أو الحقد.
* أن يكون هادئ الأعصاب وقت اللزوم و حاد المزاح عندما يخص الأمر الجماعات السلفية أو المطالب الكردية أو شكل نظام الحكم في سوريا، ولا يتردد في التهديد بالانسحاب من المفاوضات.
* أن تكون لديه قدرات جيدة في التواصل و بناء علاقات اجتماعية مع الجميع، فأغلب الاتفاقيات تتم كتابتها في أروقة المؤتمرات و ليس على الطاولة.
* أن يكون مجيد للغة العربية و الإنكليزية على أقل تقدير، وإجادة اللغة العربية والإنكليزية يجب أن تكون كاملة على عكس ما يجيده أغلب سياسيينا من العربية "المبرتشقة" أي "المكسّرة"و عدم إجادة الإنكليزية.
* أن يزيح تحزّبه و عصبيته الحزبية إلى قمامة المؤتمر و يفتح أفقه إلى قضية شعب كردي في سوريا.
* أن يكون على تواصل و تنسيق كامل في أدق تفاصيل المطالب الكردية مع الوفد الكردي الذي سيشارك في الأطر المختلفة للمعارضة بما يشكل ورقة ضغط متعددة الاتجاهات تحرج الائتلاف و النظام و هيئة التنسيق.
* أن يحاول الامتناع عن شرب المشروبات الكحولية و معاشرة النساء خلال المؤتمر، فقد يتم استغلاله شخصيا بهذه الأمور والموضوع يطول شرحه ولكنه لطالما حدث في المؤتمرات العالمية.
بالرجوع إلى الصفات السابقة فمن الواضح أن أياً من السياسيين الحاليين على الساحة الكردية لا يمتلك أي صفة من المواصفات السابقة الذكر، بالتالي أخشى أن أكون متشائماً و لكن الكرد سيفشلون -كما هو حالهم أبداً- في المفاوضات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل