الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إل 30 مليون وقانون التظاهر

حسين عبد المعبود

2013 / 12 / 3
حقوق الانسان


إعلام المخابرات والجنرالات المأجور ملأ الدنيا صياحا وطبلا وزمرا في تغطية أحداث 30 يونيو 2013 مؤكدا أن عدد المشاركين فيها قد تجاوز ال30 مليون ، وهذا رقم مبالغ فيه كثيرا ، ووهم لا يعبر عن واقع ولا ينقل حقيقة ولكن ممارسة للنفاق والرياء ، ورغبة في عودة نظام المخلوع ، وللأسف أن كثيرا ممن يسمونهم نخبا قد أكد ذلك بل زاد كذبا ومبالغة وقال أن عدد من كانوا بالميادين تجاوز ال40 مليون ، والغالبية منهم تقول أن العدد الحقيقي أكثر من 30 مليون ، فإذا كان الأمر كذلك وأن كل هؤلاء مؤيدين لا معارضين ، فما الداعي إذن لقانون التظاهر المعيب والمقيد للحريات .
نحن لا ننكر أن عدد المشاركين في 30 يونيو يفوق عدد المشاركين في ثورة يناير بكثير ، ولكن ليس بهذا الرقم ، ثم إن تحليل الثورات وانتفاضات الشعوب لا يحسب بعدد الرءوس ، ولكن بمقدار الخطر المحدق بالثائرين ، وأشياء كثيرة لا عدد الرءوس فقط ، فثوار يناير كانوا في مواجهة رئيس دولة ضرب بجذوره في السلطة لمدة 30 سنة ، وحزب لا وطني مسيطر على كل مؤسسات الدولة ، وفي مواجهة جيش لا تضمن حياده ، وأمن دولة مجرم ، ومخابرات وداخلية ، وما أدراك ما الداخلية ، أي أنهم خرجوا غير ضامنين العودة إلى منازلهم ، فهم إما قتلى وإما معتقلين ، أما 30 يونيو فكانت ضد مرسي فقط .. فالجيش يحرض على النزول ، والداخلية تحرض على النزول ، ،ويكفي إنذار الجيش لطمأنة المتظاهرين قبل 30 يونيو بأكثر من أسبوع ، وتصريحات الداخلية بحماية المتظاهرين دون مقرات الأحزاب في إشارة للمتظاهرين باقتحام مقار الإخوان وتخريبها وحرقها ، ومارس الإعلام المأجور دوره في إشعال الموقف لدفع المواطنين إلى النزول إلى الشارع والتجمع بالميادين ، فكانت موجات بشرية مطمئنة لا خطر يهددها ، فكل أجهزة البطش والإرهاب ضامنة حمايتها وراعية لها ، وتأكد ذلك فعلا : فقد خرج بعض قيادات الشرطة للمشاركة ، وتم عمل عروض جوية لتحية المتواجدين بالتحرير .
بحسبة بسيطة وليست صعبة يمكنك أن تعرف أن الرقم 30 كذب ومبالغة من صناعة الدولة العميقة والإعلام المأجور : فإذا اعتبرنا أن تعداد مصر الحالي 90 مليون نسمة ، فإن ال30 مليون الذين تواجدوا بالميادين يوم 30 يونيو يمثلون ثلث سكان مصر ، أي أن كل مكان في المحروسة خرج ثلث سكانه ونزلوا إلى الميادين ( سواء كانت الميادين بالقرية أو المدينة أو العاصمة ) فإذا كانت هناك بلدة واحدة أو مدينة واحدة أو حي واحد في أنحاء المحروسة قد خرج ثلث السكان فهم صادقون !!! ولم الحيرة يا سادة : إذا كانوا صادقين فعلا وأن الغالبية العظمى من الشعب تؤيدهم ، والباقي قلة قليلة هي المعارضة لهم فما الداعي لقانون معيب مقيد للحريات ، وشاهد على كذبهم وفاشيتهم وغدرهم حتى بمن أيدوهم من قبل .
يا سادة : نحن نعيش تمثيلية عبثية صنعها الفلول بإعلام مأجور مضلل للعقول بتوجيهات المخابرات والجنرالات ، ظنا منهم أن عقارب الساعة قد تعود إلى الوراء ، وأن دولة مبارك من الممكن أن تعود ، وهذا محال !! وسوف تثبت الأيام أن النهر يسير دائما في مجراه مهما اعترضته أكوام الزبالة وجثث الحيوانات الميتة ، فالثورة سوف تنتصر في النهاية رغم أنف العسكر ، ورغم أنف الفلول ، ورغم الحقد الذي أعمى أبصارهم فاستبدلوا فاشية دينية بفاشية عسكرية طاغية مستبدة ، وعذرا لهم ، فالحزن الوطني الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثين عاما مارس فيها كل ألوان الاستبداد والبطش والغش والكذب والنفاق بغرض السلب والنهب ، فكانت النتيجة أن كفر الكثير من المؤيدين والمعارضين بالديمقراطية ، وصاروا يفكرون بطريقة الحزن الوطني دون أن يشعروا بحثا عن امتيازات ، فهم لا يؤمنون بالحرية التي يتحدثون عنها ، ولا غرابة ألا ينزعجوا من قانون التظاهر ، بل تجدهم يدافعون عنه .
لا لحكم الإخوان ، ولا لحكم أي تيار ديني فهم جميعا فشلة كاذبون ، ولا لقتل المدنيين أو العسكريين فالدم كله حرام ، ولا للاعتقال العشوائي والقضايا الوهمية ، ولا لحبس الطلبة والطالبات ، نعم لسلطة مدنية تؤمن بالدولة الديمقراطية ، تؤمن بالحريات ، تعطي الحق وتفرض الواجب ، تطبق القانون بلا تمييز ، تحقق العدل والمساواة ، تهتم بالإنسان ، ولا تبطش به أو ترهبه بقانون التظاهر أو أي قانون مقيد للحريات وسالب لحقوق الإنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا


.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة




.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي


.. -فيتو- أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. عاجل.. مجلس الأمن الدولي يفشل في منح العضوية الكاملة لفلسطين