الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في المشهد الثقافي الفلسطيني

سليم النجار

2005 / 6 / 9
القضية الفلسطينية


قراءة في المشهد الثقافي الفلسطيني
- سليم النجار
مقدمة:
تنازع المشرق العربي منذ بداية القرن الماضي، وتحديدا بعد ان بدأت مفاعيل سايكس- بيكو أربعة مشاريع ثقافية هي:
1- مشروع ثقافي تنويري محاولا الاستفادة من النهضة الأوروبية وتقليدها ما أمكن.
2- مشروع محافظ يرى ان الصورة للتراث هو الأساس في نهضة الثقافة العربية.
3- مشروع الثقافة القطرية التي تفرز على أرض الواقع اتفاقات سايكس- بيكو.
4- مشروع يساري متهيب وان أخذ عناوين التحفز- ولعل عناوين المشاريع تفصح عن مضامينها التي لا تحتاج الى شرح أو تفسير.
لعل السؤال الهام الذي يطرح نفسه هو: هل ان توزيع المشاريع وان كان بشكل متفاوت على نحو قومي وقطري كان مفتعلا أم أنه كان تعبيرا عن حالة موضوعية قائمة.
لعل التساؤل الأخير يشكل اسهاما في تحديد طبيعة المشاريع وأثرها على الثقافة الفلسطينية وسبب قصورها الذي تضمنه المشروع الثالث الذي تجاوب مع المشهد الثقافي العربي القطري وتركز جوهره المعرفي على ثقافة العناوين والشعارات السياسية وعاش المشهد الثقافي الفلسطيني مناخات الهزيمة الهزيمة الداخلية داخل فلسطين والهزيمة الخارجية، المشروع الثقافي العربي برمته، ليتحول بعد ذلك المشهد الثقافي الفلسطيني الى واجهة سياسية رسمية تنطلق من فكرة قائمة الحق التي روجتها السياسة الرسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في عالم تتقرر ثقافته ربط المعرفة والابداع، وليست بالشعارات السياسية اليومية التي شكلت رحم الثقافة الفلسطينية.
وخضعت الثقافة الفلسطينية بفعل عاملين خارجي وداخلي يتقاطعان أحيانا وينفصلان أحيانا أخرى ولكن حصيلة جدلهما كان انغلاق محل الابداع، ان السؤال من هو المثقف الفلسطيني الذي يثري المشهد الثقافي الفلسطيني يجب ان يبقى ماثلا في الذهن ولا ندعي أو نختلق أوصاف وهمية لأشخاص ادعوا أنهم مثقفين فلسطينيين.
وينقلنا ما تقدم الى العامل الداخلي الذي كان عليه ان يستجيب للتحدي المطلوب، بأن ينتج ما يسمح له بتخطي الفجوة التاريخية المعرفية بيننا وبين العدو الصهيوني وصولا للتوازن المعرفي والثقافي ووصولا للصراع السياسي لكن ما حدث عكس ذلك تماما فأصبح اللاعب السياسي هو المحرك للمثقف الفلسطيني وأصبح المشهد الثقافي الفلسطيني صنيعة السياسي! وفرض السياسي الفلسطيني سؤالا غير معروف في المشهد الثقافي الفلسطيني لكنه يتواجد خارج هذا المشهد ويعيش ويترعرع في نصوص ابداعية مسكوت عنها وتحمل أكثر من معنى وخاضعة للالتباس.
لماذا نجح العامل الخارجي في تأطير الثقافة الفلسطينية ضمن مشهدية فكرة القائمة على الحق التاريخي التي تأخذ ابعادها من ميثولوجيات غيبية، ولا تأتي من المعرفة؟! سؤال يحمل قابلية الالتباس إذ قد يفسر لأكثر من معنى لكنه في نهاية المطاف يخضع للشروط العلمية التي تخضع للمنهاج التاريخي الاجتماعي الذي من المفترض ان يقرأ هذا المنهاج ضمن صيرورة تطور المجتمع الفلسطيني، ان فكرة قراءة المشهد الثقافي الفلسطيني من خلال سلسلة مقالات سأنشرها تباعا، قائمة على جدلية هذا السؤال.
والمقال الأول يحمل عنوانا الثقافة الفلسطينية "أنا" منغلقة على ذاتها، وخفاءا مفتوحا على الهزيمة، ولذا فإنني أرى ان أي دعوة لتجديد فكرة قراءة المشهد الثقافي الفلسطيني لا بد ان تكون على خلفية السؤال السابق، لتحقيق فرصة جديدة لقراءتها موضوعيا في حيز الواقع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا