الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم الجمال فى العصر الحديث

ابراهيم حجاج

2013 / 12 / 5
الادب والفن


د. ابراهيم حجاج مدرس بقسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الاسكندرية.
من اواخر القرن السابع عشر إلى بدايات القرن العشرين، خضعت الجماليات الغربية لثورة بطيئة إلى ان وصلت إلي ما يسمى بالحداثة، وأكد المفكرون الالمان والبريطانيون ان الجمال هو المفتاح المكون من الفن وتجربة علم الجمال، وأكدوا ان الفن بالضرورة يهدف إلى الجمال المطلق.
الفيلسوف الفرنسى "ديدرو" القرن18:
الجميل هو الذى يحتوى فى نفسه وفى خارج نطاق الذات ما يثير فى ادراك المرء فكرة العلاقات التى تحدد النظام والتناسب والتناسق والملاءمة


الفيلسوف الألمانى "ايمانويل كانت" القرن18: (عكس ديدرو)
ان الجمال ذاتى نابع من ذات الانسان (الشيء هو فكرتنا عن الشىء) ومعنى هذا أن الجمال موجود فى الأساس داخل الانسان وهو نسبى. فما تراه أنت جميل قد يراه غيرك قبيح والعكس صحيح . كما يؤكد "كانت" على أن الجمال هو ما يثير اللذة بغض النظر عما يحققه من منفعة. لا يرتبط الحكم الجمالي لدى كانط بالمنفعة المادية، لأن الجميل في الأصل هو ما يجعلنا نحس بالرضا دون أن ترتبط به منفعة، فالجميل هو ما يرضينا بعيدا عن المنفعة والغرض، وهو ما يميز الجميل عن النافع واللذيذ، ومؤدى ذلك أن الشعور بالارتياح الذي نحس به تجاه الشيء الجميل يتم من خلال التمثيل الداخلي للموضوع، وليس بالموضوع نفسه.
• نظرية كانط فى الفن (القن 18)
يرى الفيلسوف الألمانى كانط أن الفن نشاط تلقائى يهدف إلى الإحساس باللذة و المتعة.
أى أن كانط فصل الفن عن تحقيق أى هدف أو غاية من ورائه وقد كان لهذه النظرية تأثيراً كبيراً فى ظهور نظرية الفن للفن التى تقول أن الفن غاية فى حد ذاته وليس وسيلة .
وقد أكد معجم أكسفورد هذا المفهوم حيث عرف الفنان على انه هو الشخص الذى يمارس عملاً لا غاية له سوى إثارة اللذة و أنتزاع الأعجاب .
وبهذا فإن الفيلسوف "كانت" هو الذي وضع الأساس لمذهبين أو مدرستين هما : (1) الفن للفن و(2) الفن لهو (متعة) . كما لا ننسى أن عصره هو عصر الركوكو وهو عصر الانحطاط الخلقي والسياسي والاجتماعي وبناء عليه قامت الثورة الفرنسية وظهرت المدارس الكلاسيكية الحديثة, والرومانسية, والواقعية, وأخيراً التأثيرية التي ثارت على المنظور وفلسفته وبذلك مهدت الطريق للفن الحديث.‏
الفيلسوف الألمانى "هيجل" القرن19:
الجمال هو الفكرة حين تدرك فى إطار حسى
أو (الجمال هو الحضور الحسى للفكرة)
أو (الجمال هو مزيج بين الفكرة العقلانية والأداء الحسى أى بين الشكل والمضمون)
ويقصد بهذا أن الفن هو تعبير حسي عن المضمون من خلال الروح لا تقليد اعمى للطبيعة وعند "هيجل" النظر الى الفكرة ذاتها يكون الحق والنظر الى مظهرها الحسي يكون الجمال...فالحضور الحسي ندركه بروحنا.

كروتشه : 1866-1952م : " رائداً للفلسفة الجمالية في القرن العشرين "
يعد العلم الأبرز في فلاسفة الجمال في القرن العشرين , امتازت مباحثه بالعمق والجدة , فيرى كروتشه أن الجمال في الفن يعود إلى التعبير الكائن فيه وليس إلى المضمون والمحتوى , فمصدر الجمال لديه هو التعبير .
وهما يكن مضمون الأثر الفني ومحتواه ؛ فهو لا يدخل في جمال النص ولا في مقاييسه وقيمته الفنية . فكل موضوع صالح لان يصبح مادة فنية .
ويلتقي كروتشه مع كانت في تأكيده أن الفن غاية في ذاته وانه لا توجد غاية ورادة مما قد يسمي غايات أخلاقية أو غيرها , فغابة الفن في ذاته هذه الغاية بحملها التعبير في العمل الفني الذي هو كل شيء عنده , ويرى انه من الخطأ الفصل بين التعبير والمضمون أم يعرف بالمضمون والشكل فيقول " وهذا التعبير الفني ليس محاكاة للواقع أو نقلاً مطابقاً له , وإنما هو خلق جديد لذلك الواقع يبتكره الفنان ليجسد من خلاله أفكاره ومشاعره " , فهل كان كروتشه بذلك من دعاة مدرسة الخلق الجديد أو ما يعرف بالنقد الجديد فالتعبير في هذه الحالة صفو لصورة العمل الفني الكلية فلا ينظر إلى الجزء , إنما إلى البناء الكلي للعمل وهذا يكون جليا في الشعر.
ويدعو كروتشه إلى عدم وصف لفظة لأنها جميلة أو قبيحة بل يرى أن العمل بمجموع ألفاظه وتراكيبه وأسلوبه هو الذي يجب أن يخضع للتقويم الجمالي فالقيمة الجمالية للفظة تكون في سياستها الذي ترد فيه .
ونجد كروتشه يدعو إلى إبقاء النص على الحالة التي خرج فيها لحظة إبداع الشاعر له وان أي حذف أو تغيير يؤدي إلى تحويل العمل إلى عمل جديد مغاير , فينحرف النص عن بناءه الكلي الذي سجل في اللحظة الأولى .
فهو ينكر عملية التقويم التي يقوم بها الأديب لأعماله بعد أن ترى النور , ويدعو كروتشه إلى عدم الموازنة بين عمل أدبي معين وبين غيره من الأعمال فكل عمل له خصائصه الجمالية المستقلة به .
وهذا ما يدعو د, شوقي ضيف إلى القول بأن كروتشه يعزل العمل الفني عزلاً تاماً عن المجتمع وكل ما يتصل به.
ويرى د. هلال أن أساس النقد لدى كروتشه هو عاطفة الشاعر في شكلها الذي منه.
ويذهب آخرون إلى أن كروتشه يرى أن الفن يؤسس على إحساس الفنان وقدرته على تكوين الصورة الذهنية التي تسبق صورة العقل المنطقية وأفكاره الكلية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في