الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل المواطن..إشكالات وطنية!!

اسعد الامارة

2013 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تجمع الطموح
لا وجود للوطن بدون المواطن،ولا بمعزل عن خدمة المواطن ، فلا يقوم وطن في فراغ، ولاتأتي الحكومات لقيادة الوطن بدون المواطن ، إذا لماذا يساء للمواطن دائماً وعبر تاريخ حضارتنا العربية والعراقية بالذات؟؟!! ويقول استاذ علم الاجتماع الشهير رالف لنتون ان المجتمعات لا الافراد هي الوحدات الفعالة في معركة تنازع البقاء التي يخوضها جنسنا البشري.وتجمع المواطن هو الذي يبني المجتمع وليس السياسي، وان المجتمعات"بافرادها ومواطنيها" بكاملها هي التي تحمل الحضارات وتحافظ على استمرارها من خلال سلوك المواطن المدعوم بالاحترام والتقدير أولا من السلطة السياسية.
أما اذا كان العكس من ذلك فلا خير في حكومة لا تخدم المواطن، وهذا ما اثبتته تجارب عالمنا الثالث على الاقل، وبلداننا العربية ومنها العراق خصوصاً ،وتجسد ذلك بعد التغيير –التحرير- الاحتلال اي بعد العام (2003) في العراق والارهاصات التي حدثت ومازالت تحدث في العراق والبلدان العربية الاخرى.
بعد أن سلب النظام الدكتاتوري الوطن والمواطن وروح المواطنة لعدة عقود، فكَرهَ المواطن العراقي "السلطة" والنظام واقترن ذلك بمن يقود وكل ما يمت لها بصلة، فاصبح الحاكم رمز السلطة المكروه دكتاتوريا كان أو منتخباً، فاز بالتصويت أو بوسائل أخرى مثل التغرير والتأويل بالاهداف ، بمعنى ادق نحتاج لصوتك في الانتخابات أيها المواطن، لا غير ، فأنت نكره، غير معرف لدينا!! إلا في ايام الانتخابات تكون عزيز علينا .
جُبل المواطن في كل بلدان واصقاع العالم المتحضر أن تؤدي الدولة الخدمة له"المواطن" ولمواطنيها ولكن لم نجد ذلك لا من حيث المبنى ولا من حيث المعنى في عراقنا بل كان النقيض التام، ويرى العلماء بقولهم من أين تأتي روح المواطنة ، وأنا أُمنع من التفكير وأغص بالكلمات والكلام من نصف الإناء المملوء بنصف لسان ومضغ النصف الباقي؟ حتى لا تفسر كلماتي بأنها ضد السلطة والنظام.
ووصل الحال في عراقنا اليوم بابعاد حقوق المواطن على حسب قول عالم النفس الشهير "جاك لاكان" فإما الحوار تحت مظلة نظام الكلام الرمزي واعتراف متبادل بين ذاتين ،وإلا فهو العنف.
وهو ما يجري بالعراق اليوم .. يتسائل العقلاء ونتسائل معهم ما قيمة وطن وما قيمة فكر أو حزب ناضل ضد نظام دكتاتوري يمارس نفس اساليب خصمه وهو ما سماه علماء التحليل النفسي "التوحد بالمعتدي" فاعاد نفس اساليب خصمه اللدود النظام الدكتاتوري ، كأنه استعارها ولم يستبدلها ، كيف يضام المواطن في زمنين مختلفين، زمن الدكتاتورية وزمن نقيضها بالاسم فقط تحت مسمى الفوضوية .
ألم يكن الوطن هو الوعاء المكاني للعلاقة بين ابناء الوطن، وتنظم تلك العلاقة- الدولة بمؤسساتها، وترى الأدبيات الإجتماعية والسياسية والقانونية إن المواطنة هي الحقوق، الحقوق المتساوية في كل شئ داخل الوطن، وإن العدل هو الاعتراف بالحقوق..نستنتج مما تقدم:
ضاعت الحقوق
ضاعت المواطنه
ضاع الاعتراف بالأخر لانه رفض لوجوده المادي –المكاني والزماني.
ضاعت الهوية فأختل الإنتماء
أين إذن الوطن..واين المواطن؟
نسير في طريق ضياع الوطن لو استمر الحال على ما هو عليه!!
إن المواطن يبحث عن إئتلاف يحمي حقوق المواطنة، يدافع عن الوطن، يحترم الإنسان بمواطنته ووطنيته، لا بفساده بكل اشكاله، المالي والإداري والتمييز والإنتماء الضيق لتلك الحركة أو هذا الحزب.. إنه يبحث عن إئتلاف للمواطن.
إن الوطنية عين ترى ، وإذن تسمع ، ويد تعمل ، لم يتحقق ذلك إطلاقا في العراق اليوم، فاغلقت العين ، وصمتت الاذن، وشلت اليد الوطنية ، ويقول استاذ الاجيال الدكتور قدري حفني تدافع الجماعة عن نفسها وتدعم تماسكها من خلال آليات ايجابية مثل: التسامح، والشفافية، والقبول بالاختلاف، وتشجيع الحوار لكي يحقق المواطن تمسكه بالوطن ونبذ كراهية الآخر. أن اكبر صعوبات تنجم عن اخفاق كثيرين من المواطنين لا في التمييز بين سياسة الدولة الداخلية أو الخارجية، بل في استخدام آليات النظام السابق في قهر المواطن واخضاعه والامر سيان بين النظامين ، فلا الابنية التي هدمها النظام السابق اعادها النظام الجديد "البنى التحتية، البنى الاجتماعية ، البنى القيمية ، التقدير والاحترام المسلوب من المواطن "الدولة – الحكومة – السلطة هي التي سلبته"، فأصبح بلا تقدير ولا احترام في داخل العراق ..داخل الوطن، إذن كيف يكون المواطن مواطناً ، محترماً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات في بريطانيا لبناء دفاع جوي يصُدُّ الصواريخ والمسيَّرات


.. جندي إسرائيلي يحطم كاميرا مراقبة خلال اقتحامه قلقيلية




.. ما تداعيات توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته وسط قطاع غزة؟


.. ستعود غزة أفضل مما كانت-.. رسالة فلسطيني من وسط الدمار-




.. نجاة رجلين بأعجوبة من حادثة سقوط شجرة في فرجينيا