الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصابات !

فوزية الحُميْد

2013 / 12 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


العصابات الإجرامية صناعة لها ثقافتها وحضورها المشين في الحياة . فقد تجدها وتتعثر بها في جل المؤسسات التربوية والدينية والثقافية والاقتصادية والسياسية ,وأهم ما يميزها موت الضمير والمغالطات ومن أهم ملامحها التضليل واختطاف الأذهان والتواطؤ والسير بالمجتمعات للتخلف والفساد والدمار وشعارها إن لم تكن معي فأنت ضدي !وظهور مثل هذا النوع من أحزاب السوء وعصاباته ليس طارئا بل هو ظاهرة في تاريخ الأمم والشعوب وخاصة العربية لموتها في التعصب والعصبية لدرجة التقديس ,وتمدد هذا النوع من العصابات ينم عن وجود مجموعة خاضعة تنمو بشكل مطلق يجعل منها فئة غير ناضجة و يتم التفكير عنها بالإنابة ,بل مسلّمة أمرها لكبيرهم الذي علمهم السحر وعطّل كافة قدراتهم . إنها لعبة إجرامية مستترة وقد تكون عصية على الاكتشاف بفضل دجاليها ومريديها وما أكثرهم في مجتمعاتنا العربية! وكل عصابة لها أدلوجتها المشوهة التي لا تخضع لمحاكمة العقل بقدر ما تخضع للمكاسب الشخصية إنها الذهنية التي تقبع في الماضي بعلّاته من الجور والاستبداد والسلب والفساد, وحيث تحنّ لهذا الوعي الزائف كلما داهمتها مشاريع التحديث والإصلاح , وبالتالي فإن مشكلة مثل هذه الذهنيات تتمثل في رفض النقد ,وليس لديها ما يؤهلها للاستجابات المطلوبة لحل المعضلات بالمعرفة التي ترفضها ..إنه العقل القاصر المفصول عن الواقع والمندمج بتنظيمه الذي لا يرى سواه. بل المخلص على عماه والمتجبر لرأيه وفكره الذي يربطه بتنظيمه وأهدافه ومواثيقه وعهوده .. فمسائل التكفير مثلا في توجهات بعض الدينيين تنم عن عدم قناعة بالحوار وبالتالي رفض مسألة النقد ,والتوجه للانصهار في الاجتهاد الذي تراه فوق النقد !! إنه الفكر الذي يخشى المخالف ولا يتقبله ,ويرى من الوجوب محاربته كونه مختلف ! وهذا الطابع الذهني يتجاوز الديني الذي هو الإسلام في مقاصده الداعية للمناقشة وإعمال العقل ,ويعيش في فكره المتحجر القابع في الماضي الذي يؤمن بعدم تغييره حيث الزمن والتاريخ لدى هذا الفكر يتسم بالسكون ! وعدم القبول بأية معرفة مخالفة ومتغيرة ونموذج هذه الذهنية فكر المتطرف وليد السناني الذي حاوره الأستاذ داود الشريان في برنامج الثامنة .وهناك الكثير من أمثاله ممن يعيش داخل هذا الفكر الإرهابي وغير السوي ..والسؤال لماذا تظل مثل هذه الذهنية خائفة من العقل الناقد وغير خاجلة من خزعبلاتها وخرافاتها المكشوفة لكل ذي لبّ ؟ ومن يتتبع نتاج فكرها المتطرف سوف يلحظ همجية ثقافة هذا النوع من عصابات فتاوى الجهاد والترهيب والتكفير والتحرش والتطاول والفحش في فتوى جهاد النكاح التي تجيز زواج محدود الأجل بساعات لكي يفسح المجال لمجاهدين آخرين !! وتصدير ثقافة إهانة المرأة المسلمة وتعطيل مصالح الأوطان والمجتمعات ؟ لقد هالني أحد مقاطع الفيديو على موقع اليوتيوب لامرأة سورية تتحدث عن تزويجها كل ساعتين بفضل الفتوى سابقة الذكر .والأمر والأدهى أن من يقوم بتزويجها زوجها المحتسب لدخول الجنة !! لقد اختلط الحابل بالنابل في فتاوى الذهنيات المختلة .وهناك الكثير من هذه الحكايا المخزية والمقرفة للفتوى الكارثية في تاريخ العرب الحديث!
-أما أقبح العصابات السياسية والحزبية في عصرنا فتتجلى بوضوح في الوضع السوري! إنه العقل الذي يفضي إلى الجور والظلم والإبادة والقتل. لقد اختزلت سوريا الوضع الذهني للعرب .فكيف نطالب بالديموقراطية في بيئات اجتماعية عربية متنافرة لا متنافسة على الكماليات والقيم الانسانية ,وغير متقبلة للنقد المكسب الحقيقي للتعايش والحرية فما أحوجنا لمعايير واضحة لا مزدوجة من أجل خلق مجتمعات حضارية تحترم قيمها ومبادئها. لقد أثبت معظم العرب بكل أفعالهم بأنهم وحوش هذا العصر متناسين قول الله تعالى( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة