الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعاً عن المالكي ولكن!!!

محمد الياسري

2013 / 12 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نوري المالكي رئيساً لمجلس الوزراء في العراق لغاية اجراء الانتخابات النيابية اواخر نيسان عام 2014 وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. هل هذا كلام مجافِ للحقيقة أم هو الحقيقة بعينها؟
أطرح هذا السؤال ليس دفاعاً عن السيد المالكي ولاعن حكومته ولا اعجاباً بما قدمته او ستقدمه ورغم ان العراقيين لم يحصدوا خيراً طيلة السنوات العجاف منذ سقوط الطاغية حتى هذه اللحظة وجلّ ما أصابهم من قتل وتهجير وسوء خدمات وغربة في وطنهم كان بسبب هذه الحكومات المتعاقبة عليه منذ 2003، لكن وضعت سؤالي هذا – رغم ان الجواب متفق عليه من الجميع- بحثاً عن مبررات ابرر بها تصريحات خصوم المالكي وانتقاده في كل خطوة يقوم بها حالياً واتهامه بالدعاية الانتخابية وكأن الانتخابات ستقوم غداً وكأن العراقيين بحاجة لأحد ان يذكرهم بالمالكي او بغيره.
اذا كنا متفقين انا السيد المالكي لازال رئيساً لوزراء العراق حتى نهاية نيسان المقبل وربما لبعده فهل من حقه ان يمارس عمله وينجز واجباته على احسن وجه أم يفترض ان يبقى حبيس مكتبه لايقوم بأي حركة دونما موافقة خصومه وشركائه حتى لايفسر عمله على انه دعاية انتخابية؟ أم أن ما يحدث في هذا البلد يعد من الاعاجيب ولايمكن ان يشبه ما يحدث في اي بلد آخر؟
زار رئيس الوزراء مدينة البصرة لتوزيع سندات قطع الاراضي على شريحة من العراقيين فكان ذلك من باب الدعاية الانتخابية!!!
التقى المالكي بالمحافظين لبحث تداعيات الامطار وغرق بيوت العراقيين فبدا كأنه يقدم برنامجه الانتخابي!!
غادر رئيس الوزراء الى طهران في زيارة رسمية بناء على دعوة من ذلك البلد فكان الحديث عن استجداء ولاية ثالثة وسعي محموم لتجديد حكمه!!!
جميع السياسيين الآن من حقهم ان يفعلوا ما يشاوؤا .. يسافروا.. يلتقوا.. يلقون خطابات .. يوزوعون هدايا ومكارم .. يعقدون ندوات وملتقيات.. يوقعون اتفاقيات وعقود وشراكة فهذا امر طبيعي لانهم يمارسون عملهم اليومي الروتيني وما يفعلونه مطلوب منهم كي يرضوا الشعب ويلبوا طلباته ويحققوا امانيه لان الشعب انتخبهم وارادهم وتمسك بهم.. الا المالكي ان فعل شيئا مما يفعله السياسيون - ومنهم اصحاب سلطة وموقع في الدولة- فأن ذلك يعد دعاية انتخابية له ويندرج في باب سعيه لتجديد ولايته!!!
الله لك ياعراق من هذه النماذج التي سيطرت على مقاليد الامور فيك .. أناس فيمهم من غرابة التصرف والازدواجية و الرياء لايمكن وصفه ولايمكن لاحد ان يجد مثله في مكان آخر.. المالكي لم يقدم الشيء الذي يذكر للعراق، حاله من حالكم فقد انشغل مثلكم بالحفاظ على مكتسابته الشخصية والحزبية ولم يحصل العراقيون منذ عشر سنين على ما تمنوه بعد سقوط نظام صدام بل نالهم الحيف والظلم والقتل والتهجير وسكن الفقر بيوتهم كما الحزن والالم لكن ان تعيبوا على المالكي ما يفعله وهو يؤدي مهامه عمله الرسمية كرئيس وزراء تم تعيينه بموافقتكم جميعا فهذا من غرائب الامور.
اتساءل لو اكتفى المالكي من الان ولغاية تشكيل الحكومة الجديدة بعقد الاجتماعات الاسبوعية لمجلس الوزراء دون اي قرارات وقضى الفترة الباقية من ولايته بالبيت دونما فعل اي شيء هل سيصمت الخصوم والشركاء؟ ام سيصرخون ويجعجعون بأن رئيس الوزراء خان العهد والوطنية وركن الى بيته ولاينجز الاعمال المكلف بها؟
متى سنتحلى في هذا البلد بالمعايير الحقيقية للعمل السياسي وبما يحكمه من مصداقية وعدم الضحك على ذقون المواطنين البسطاء؟
متى سنغادر افقنا الضيق بالتعامل مع القضايا التي تهم البلد والانظلاق نحو افق واسع تغلب فيه مصلحة العراق على مصالحنا الشخصية النتنة والضيقة؟
يبدو اننا سننتظر وقتا طويلا لنرى اناساً همهم الشعب ولا غير الشعب.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تنفيس
jimanaser ( 2013 / 12 / 8 - 17:21 )
خلي الناس تفش غضبها بالمالكي خلي الناس تقلل من ضغطها العالي والسكري والكليسترول وغيره مادام لم نحصل على الخدمات التي انت ذكرتها انه التنفيس عن الغضب عن رجال اذلوا العراقيين في فترات حكمهم

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي