الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العراق ..و تجربة المتناقضات
ميثم مرتضى الكناني
2013 / 12 / 11العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يتساءل كثير منا عن سر تكالب جميع الاحزاب على المناصب الوزارية الى الحد الذي اصبحت فيه(الديمقراطية العراقية ) متفردة بكونها الديمقراطية الوحيدة التي ليس فيها معارضة ,وللاجابة عن هذا التساؤل لابد من معرفة المناخ الذي نشات فيه التجربة الديمقراطية العراقية الحالية وهو مناخ تمثلت فيه العناصر التالية لتشكل مشهده الماساوي وهي احتلال اجنبي وتجربة حكم مستوردة وشعب تستشري فيه الامية يجمع بين النهم والجوع المعنوي الذي خلفته (حقبة الحصار) في نفوس ابناءه من جهة واخلاقيات التكالب (الفرهود) التي استيقظت بعد سبات مؤقت لعقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي فضلا عن متلازمة حب التسلط والاستحواذ والتحكم الذي عمقته سياسات البعث على مدى عقود وربت عليه اجيالا منهكة فكريا وروحيا طبعا هذا لايستثنى عراقيي الخارج فهم جزء من هذا المشهد ولو بدرجات (تبعا لبلد اللجوء) قد يحاججني البعض بمسالة الايمان والتقوى التي( حطت على العراقيين على حين غرة) باعتبارها حالة تتنافى مع توصيف الشعب العراقي المذكور انفا وهذا شئ مردود ودليلي في ذلك ان الايمان والتبتل لا ياتي بقرار سياسي و كل مافي الامر هو ان اكثرية واسعة من العراقيين خصوصا في المناطق الوسطى والجنوبية وجدوا في الممارسة الدينية ايام النظام السابق شكلا من اشكال الرفض الغيرصريح لسياسات الحكومة انذاك اما استمرار وانتشار الفعاليات الطقوسية بعد العام 2003 فهي ممارسات ذات مغزى سياسي بامتياز يتم فيها التبرع بالبسطاء مجانا للقوى الارهابية من قبل الاحزاب اسلامسياسية تحت ذرائع من قبيل نصرة الدين او نصرة المذهب وهي فعاليات ترمي الى تثبيت مواقعهم ونفوذهم مقابل خصومهم مستغلين سلامة نيات وطيب سرائر العراقيين المتاثرين بدعايتهم, من هنا بدا مشوار العراقيين مع مايعرف بالعملية السياسية والتي بدات بدون فترة اعداد حقيقي للبناء الديمقراطي , لقد حاول السنة في البداية الامتناع عن المشاركة ولكنهم انتبهوا الى ان شروط اللعبة هو عدم الابقاء على اي قطعة من الكعكة للمتخلفين او المتغيبين ولو بعذر طبي (كما حصل لحزب الرئيس طالباني في الانتخابات الاخيرة في الاقليم ) كذلك نجد ان مقتدى الصدر حاول هو الاخر احراج الفرقاء السياسيين عام 2006 من خلال اعلانه عن تخلي وزراء التيار الصدري عن مناصبهم لاتاحة الفرصة لاختيار وزراء غير حزبيين وماذا كانت النتيجة تسابق الشركاء على ابتلاع الوزارات الشاغرة مقدمين للصدر درسا لن ينساه مفاده ان من يزهد يتم افتراسه , في هذا الموضع لابد لي كعادتي من استحضار اراء العلامة علي الوردي في تحليل بعض الظواهر الاجتماع سياسية واتذكر تحليله لظاهرة كرم البدو اذ انه يفسر ظاهرة استمراراخلاقيات اقراء الضيف والجود عند البدو الى انها تاتي متسقة مع الانفة والكبرياء التي يتحلى بها البدوي اذ ان البدوي يرفض المنة ويعتبرها عيبا , ولو حاول بدوي ان يمارس كرمه في واقع المدينة لاصبح فقيرا في يوم واحد لتقاطر المتسولين على مطابخه ,مما تقدم نستنتج ان العاهات والعلل التي تعاني منها العملية السياسية في العراق لن تمكن العراقيين من بناء تجربة كتلك التي يجدونها في بلدان العالم الديمقراطية فلا ديمقراطية بدون عقل ديمقراطي متنور وافق سياسي حر وقضاء مستقل وصحافة غير متملقة واحسب ان الاخوة الاميركان مارسوا عملية حرق المراحل واستعجلوا الخطوات من اجل ان يخرجوا على العالم بمزاعم تاسيس نظام ديمقراطي في العراق على انقاض نظام دكتاتوري في حين انهم (حضروا المعلف قبل الحصان ) كما يقول مثلنا الشعبي العراقي .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مسيرة حاشدة جابت ساحات المسجد الأقصى دعما لأهالي غزة
.. أعظم ليالى السنة.. فضل ليلة القدر مع الدكتور خالد عمران أمين
.. فلسطينيون ينتظرون على الحواجز الإسرائيلية للسماح لهم بالمرور
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو