الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المستفيد من إغتيال الصحفي كاوه كرمياني؟

قاسم محمد علي

2013 / 12 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


طالت مرةً اخرى يد الغدر والخيانة لإغتيال الصحفي الجريْ والنزيه كاوه كرمياني أمام منزله يوم الخميس المصادف ل 05 كانون الأول في مدينة كه لار ضمن مناطق نفوذ الإتحاد الوطني الكوردستاني. الجريمة الوحيدة التي أرتكبه هذا المواطن البريْ انه لاحق وكشف مصادر الفساد داخل مؤسسات الدولة.

بالتأكيد نحن لسنا قضاة لنعرف ملابسات هذا العمل الإرهابي الجبان والواطيْ، كي تخولنا من الناحية القانونية، الصلاحية بتوجيه أصابع الإتهام الى الجهة المسؤولة والعناصر المسؤولة عن هذه الجريمة، لكنها حقاً تثير الجدل والمخاوف، تهز نفسية المواطن وترعب الشارع الكوردستاني بتنفيذ مثل هذه الأعمال الأرهابية والقتل أمام الأنظار وفي وضوح النهار داخل مدن إقليم كوردستان التي تسوده أجواء من الأمن والإستقرار التام وكما يدعي القادة والمسؤولين في الإقليم انفسهم. هذا العمل الإرهابي الجبان يبين من ناحية أخرى الخلل الكبير داخل الأجهزة الأمنية التابعة للإتحاد الوطني الكوردستاني وفشلها في حماية المواطنين وتوفير الأمن والإستقرار لهم.

نستغرب من التصفيات الجسدية التي يتعرض لها كل مواطن أو صحفي نزيه وشريف يفضح وبشكل مباشر مصادر الفساد داخل مؤسسات الدولة. وما يثير الإستغراب أيضاً أنها ليست المرة الأولى التي تتم إغتيال أو الإعتداء على الصحفيين والناشطين السياسيين والمهتمين بالأوضاع السياسية في الإقليم. إنها حقاً صدفة مستغربة باستهداف فقط هؤلاء الفئة من المواطنين. والسؤال الذي قد يخطر في بال المواطن الكوردستاني، من هي الجهة المستفيدة من تخويف وترعيب الجماهير وكل من يرفع صوته ضد الفساد ويسخر طاقاته وإمكاناته وقلمه ولسانه بأمانة وإخلاص في كشف مصادر الفساد؟

المتورطون دائماً بقضايا الفساد ونهب المال العام وسرقة ثروات البلد، والذين تلاحقهم الصحافة الحرة بكل جرأة وشجاعة وتكشفهم للرأي العام خدمةً للمصلحة الوطنية العليا، هم أصحاب النفوذ والقرار السياسي داخل الأحزاب الحاكمة، وبالتالي ليس من باب الصدفة ان تستهدف بالذات هؤلاء الصحفيين. إنها حقاً كارثة بأن تقود هؤلاء القتلة والمجرمون، هذه المرحلة السياسية الدقيقة التي يمر بها إقليم كوردستان، وماذا يمكن أن تقدم القتلة والمجرمون أصحاب النفوذ والقرار السياسي من إنجازات وطنية للشعب، ماذا ننتظر منهم وهل بإستطاعة قتلة أبناء الشعب ان تناضل من اجل إسترداد الحقوق القومية للشعب؟ كيف يمكن أن ننتظر من قتلة صوت الحرية أن تدافع عن حرية الصحافة والرأي الآخر في إقليم كوردستان، كيف يمكن أن ننتظر من سراق المال العام وثروات الشعب، بناء نظام العدالة الإجتماعية في إقليم كوردستان!

إن الإتحاد الوطني الكوردستاني وأجهزته الأمنية هي الجهة الرسمية المسؤولة عن حماية المواطنين وتوفير الأمن والإستقرار لهم في مناطق نفوذه، بل أنها من المهام الرئيسية للأجهزة الأمنية للحزب. الإتحاد الوطني الكوردستاني يتحمل بالكامل مسؤولية هذه الجريمة النكراء، كذلك يتحمل وأجهزته الأمنية بالكامل المسؤولية الوطنية والأخلاقية والأمنية كلما يتعرض أي مواطن الى محاولة إغتيال أو إختطاف أو قتل أو حتى الى الضرب المتعمد ومن دون تقصير في مناطق نفوذه.

نذكر المعنيين من اصحاب النفوذ السياسية الواسعة (الملطخة أياديهم بدماء المواطنين الأبرياء) وعصاباتهم الساقطة بأننا ارعبناهم بالأمس ونرعبهم اليوم وسوف نلاحقهم غداً بألسنتنا وأقلامنا الحرة التي كرسناها في خدمة القضايا الوطنية وفي فضحهم وفضح الفساد ومصادر الفساد داخل مؤسسات الدولة ونهب المال العام وثروات البلد.

وفي الختام ندين هذا العمل الإرهابي المشين ونطالب الإتحاد الوطني الكوردستاني وأجهزته الأمنية المسؤولة إطلاع الجماهير على ملابسات هذه الجريمة البشعة والقبض على القاتلين والعصابة المجرمة وبالذات اصحاب النفوذ السياسية الواسعة التي تقف خلف تلك الجرائم وتقديمهم الى العدالة لنيل جزائهم القانوني. كذلك ندعوا الجماهير الكوردستانية الواعية إستخدام الأساليب المدنية في تنظيم التظاهرات والإعتصامات من أجل الضغط على الجهات الحزبية المسؤولة لوضع حداً لمثل هذه الأعمال الإرهابية الخطيرة التي تؤثر سلباً على السمعة السياسية لإقليم كوردستان وعلى حرية الرأي والرأي الآخر وتكون عاملاً مؤثراً على زعزعة طمائنينة الجماهير الكوردستانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار