الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب الريبورتوار في المسرح العربي

فاضل خليل

2013 / 12 / 15
الادب والفن


واحدة من أهم المشكلات في المسرح العربي هو غياب نظام الريبورتوار. والريبورتوار كمعنى أو تعريف مصطلح يعني: الخزين الابداعي المنتج للمؤسسة المسرحية الواحدة مسرحا كان ام بلادا. والريبورتوار وفق التعريف الذي مر ذكره، من شأنه ان يبرمج ويقنن للأعمال المسرحية عروضا وتمارين وفق تواريخ ثابته تعلن للجمهور قبل زمن ليس بالقصير، وبنظام علمي حسابي وتقني وفق انظمة مؤسساتية اقتصادية وانتاجية قائمة وذات كيان معلوم. من شأن تلك المؤسسات أن تراعي طبيعة العروض اليومية والاسبوعية والشهرية وحتى السنوية التي تراعي فرصة المناسبات الوطنية والشخصيات الهامة الهامة الثقافية والسياسية والاجتماعية. وهذا النظام [الريبورتوار] يسهل ويبرمج كافة وسائل الانتاج للمؤسسة المسرحية، بما فيها تنظيم وبرمجة عمل وأوقات الفنانين وكافة العاملين في المسرح من مؤلفين، ومخرجين، ومصممين، وعمال مسرح وموظفين واداريين. ان نظام الريبورتوار يعد واحدا من أبرز الممارسات الحضارية الضرورية التي يحتاجها المسرح، وهو ما تؤشره لنا تجربة العمل على هذا النظام في عموم دول العالم المتقدم تقريبا وتقف على رأسها مؤسسات المسرح في دول روسيا والدول التي كانت منضوية تحت راية الاتحاد السوفياتي سابقا وكذلك دول اوربا الشرقية. وأصبح غياب هذا النظام يشكل مجموعة لايستهان بها من السلبيات والمشاكل، يقف في مقدمتها:
*ـ تصبح العروض المسرحية عروض موسمية، ينتهي العرض المسرحي معها بانتهاء الايام المقررة له. وحتى المسرحيات ذات الطابع الاستهلاكي، أو ما تعارفنا على تسميته بالتجاري هو الآخر ينتهي عرضه بانقطاع الجمهور عن التواصل معه.
*ـ يؤدي غياب الريبورتوارالى مضاعفة الجهود المسرحية المبذولة لتهيئة العروض الموسمية الاستهلاكية. فبدلا من اضافة العروض السنوية الى الريبورتوار المتواصل والمتجدد من اضافة كل عرض تنتهي الجهود مع انتهاء كل عرض من تلك العروض.
*ـ ان غياب الريبورتوار يحد من خبرة الفريق المسرحي، حيث ينصب الاهتمام في مسرحية واحدة بدلا من عدة مسرحيات. وهذا يحد ايضا من خبرة وتطور الممثل، الذي لا تغني تجربته وخبرته المسرحية الواحدةن، بل التعددية والتنوع في العروض السنوية التي يقدمها، ومن خلالها تغني تجربته في التنوع مثلما تغني تجربة بقية الفريق المسرحي العامل في المؤسسة المسرحية. وعليه فان عدم العمل بنظام الريبورتواريؤدي بالنتيجة الى ضعف كامل مستويات وسائل الانتاج.
اما العمل بنظام الريبورتوار فسيحقق العديد من الايجابيات مثل:
*ـ انه سيوفر البرمجة لحياة الفنان والمتفرج معا. ويوفر الوقت للفنان المسرحي في ان يمارس فنونا اخرى كالسينما، والتلفزيون، والاذاعة من دون ما يؤثر ذلك علك في التزامات الفنانين او يقلل من دقتهم في الالتزام بالمواعيد. ومن غير ما يؤثر ايضا على التزامهم في واجباتهم المسرحية.
اما بالنسبة للمتفرج، فسيتوفر لديه الخيار الاوسع باختيار العرض الذي يناسبه ذوقا وفهما وثقافة. فبرنامج العروض المسرحية على طول ايام السنة سيوفر من امكانية الاختيار للمتفرج فيى اليوم ونوع المسرحية والاهتمام. عكس الايام التي تكون محدودة في عروض المسارح التي لا تعمل على نظام الريبورتوار.
*ـ ان العمل بنظام الريبورتوار ستمنح الخيار لكل المعنين في المسرح وحتى المتفرج الافادة من زمنه دون احراج، والافادة من العروض التي تنتمي لأكثر من اتجاه مهما تهددت الاتجاهات فان نظام الريبورتوار بامكانه احتوائها ليخلق تنوع في المشاهدة وسعة في الاختيار.
ويمكن اجمال بعض سلبيات غياب الريبورتورار بما يلي:
1ـ عرقلة عمل التاليف.
2ـ عرقلة عمل المخرج.
3ـ لا تعمل على خلق متفرج مسرحي واع متنوع الخيارات.
4ـ لاتعمل على خلق الناقد المتخصص.
5ـ لا تعمل على تطور التكنلوجيا في المسرح.
... ومشاكل اخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا