الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الفساد(2).. الاعصار الفاسد

كمال هماش

2013 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بداية الثلث الثاني من شهر ديسمبر والاراضي الفلسطينية تتعرض لموجة عواصف وأمطار وثلوج ، كشفت بشكل أساسي زيف وأكذوبة التنمية التي تركزت في مجال البنية التحتية وخاصة في قطاع غزة الذي استقطب معظم تمويل المانحين منذ اتفاق اوسلو وحتى عام 2005، حتى اصبح من باب النكتة القول بأن السلطة ستبيع الضفة لتصرف على غزة .
وفي اختبار طبيعي قدمه اعصار اليكسا لاعمال البنية التحتية ، تحولت غزة الى فينيسيا الفقيرة وانهارت مزاريب التنمية امام سيول الاعصار السيئ، هذا اضافة الى عملية التعتيم المفروضة على غزة بفعل انقطاع الكهرباء، التي جاءت مبادرة السلطة الشرعية لحلها وللاسف الشديد بعد مبادرة تميم امير الدوحة .
واذا كان وزير الثقافة الاسبق يحيى يخلف قد طالب بمحاسبة المسؤولين في شركة كهرباء القدس لانقطاع التيار وانفصاله عن عالم الانترنت الافتراضي، فماذا يطالب الوزير المحترم ويقترح فيما يتعلق بليل غزة وشللها النهاري؟ وهل يرى معاليه ان ما نعيشه هو تداعيات ثقافة الفساد الممتدة جذوره قبل ان ينشا فساد حماس المقدس؟؟؟؟
كان من الاجدى لوزير الثقافة الاسبق ان يطالب باقالة المسؤولين بدءا من مدير الارصاد الجوية ومرورا بالحكومة والمحافظين ، الذين انتظروا الاعصار ليكشف لهم عن اشجار كان يجب ان تقطع وعن ثلوج لم تجرؤ المحافل الرسمية عن الافادة عنها ، واخيرا عن شركة كهرباء تحولت بفعل فاعل من منتج لسمسار وتاجر وسيط.
وكما اسلفنا في المقال السابق، ان الفساد السياسي هو أم الفساد فان لهذه الام أما اخرى تتلامس مع الثقافة والفكر والايدولوجيات منتهية الصلاحية ، التي تقدم للشعب الفلسطيني كمعلبات فاسدة من ايادي فاسدة ، وأفواه كاذبة مضللة.
ومن المنتظر ان يتم التعامل مع نواتج الاعصار بمنطق فاسد لتعويض المزارغين قبل بدء موسم الشتاء ، بدلا من التوج للعقول التي لم تتعاطى مع ارشادات وزارة الزراعة ، اتكالا على الله دون عقل للناقة ،وترقيع شبكة الكهرباء بدلا من فرض وقائع بناء شبكة كهرباء يمتلكها ويساهم فيها الشعب الفلسطيني.
وتشغيل خطوط نقل ومواصلات وشبكات هاتف حكومية ومخابز، بعد ان ثبت فشل القطاع الخاص في توفير الاساسيات للمواطنين، وبحيث اصبح هذا القطاع منافسا للسلطة عند المانحين باعتباره قائد التنمية المزيفة، وهو ما يذكرنا بالاية القرانية (اذا دخل الملوك قرية افسدوها) والملوك هنا هم ملوك الاقتصاد الذي ينتج ملوك السياسات كخادمين لمالكي الاقتصادة وسبل عيش البشر.
ان ما جرى في غزة من فيضانات كان من الممكن ان يضع مهندس مبتدئ حلولا مسبقة له، لو سمح لوردات الفقر وامراء نهب اموال المشاريع لانفسهم بالتنازل عن القليل مما اكتسبوه، كما ان الادعاء بان اسرائيل لا تسمح لنا بانتاج الكهرباء بينما تحديناها -على ذمتنا- بالتوجه للامم المتحدة ، امران لا يقبلهما عقل عاقل..ولأن العقل بم يعد يقبل المعقول ، نقول أن اليكسا اعصار فاسد وليس مؤسساتنا على اختلافها.
ان شعبنا ليس بحاجة للفتات من قبيل مبيت مسؤول في مركز ايواء بغزة ، او تجوال في شوارع رام الله.. وانما بحاجة للمسؤولين في مراكز عملهم يقاتلون لحل مشاكل البشر ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط