الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرض عراقي اسمه مراة الميدوزا

ميثم مرتضى الكناني

2013 / 12 / 18
كتابات ساخرة


ذات مرة وانا اطالع احدى الصحف الالكترونية شدتني مقالة لاستاذنا الرائع خالد القشطيني وهو يتعرض لعلة عراقية بامتياز اسمها (عدم تثمين الجهود والاستخفاف بالمبدعين المحليين )ولن اسرق او اقتبس من سطور القشطيني ولكني ساركز على اهمية الجانب النفسي من هذه الظاهرة وما اورده الكاتب من حقائق تؤكد على عراقية هذا الداء بتسلسل داب عليه الاجداد فالاباء فالاحفاد لم يشذ عنه ولا منه جيل من الاجيال العراقية , ولقد اعادتني مقالة الاستاذ القشطيني الى ذكريات الطفولة وتحديدا الى احد افلام الكارتون التي كنا نتابعها بشغف ونحن صغار وكانت القصة تتلخص في وجود ساحرة راسها عبارة عن راس الميدوزا تتفرع منه مجموعة من الافاعي وكلما نظراليها احد حولته الى صخرة فما كان من الفارس وهو يقاتلها الا ان يتحاشى النظر اليها باستخدام مراة حيث قام بضربها بالسيف من خلال توجيهه ضرباته مستعينا ب صورتها المنعكسة في المراة , مانشهده هذه الايام من تفاخر العراقيين بالشخصيات العراقية المغتربة يذكرني بفارس المراة , فما ان يسطع بريق احد ما في المنافي والمهاجر بفضل ابداعهم طبعا وسماحة وموضوعية تلك الشعوب التي تعطي لكل ذي حق حقه حتى يبادر العراقيون الى تذكر جذور واصول هذا المبدع والتفاخر بان العراق بلد معطاء ومنجب للمبدعين ...الخ من شعارات صارت مكررة , اننا لم نكتشف عراقية زها حديد وناظم الغزالي و كاظم الساهر و سيدة المقام العراقي الفنانة فريدة و الموسيقار العالمي نصير شمة الا عندما اكتشفهم الاخرون لا فضل لنا بذلك ولا يحزنون, بكل صلف بتنا ننسب لانفسنا اشخاصا كنا سببا في هجرتهم ان لم اقل تهجيرهم , سمعت قبل ايام البعض ممن يعيب على الفنان ماجد المهندس ارتدائه الزي السعودي بعد اكتسابه الجنسية السعودية وفات هؤلاء بان من اوصله للريادة هم الاخرون وهم فقط جديرون بان ينتسب لهم لانهم لم يستكثروا عليه فضيلة الاقرار بنجاحه الذي بخل به عليه بنو بلده , وقد غالى البعض اكثر عندما حاولوا اثبات عراقية الفنان نجيب الريحاني لكون والده عراقي من اهل الموصل وكذلك الامر مع امير الشعراء احمد شوقي على اساس ان والده ينحدر من عائلة كردية من مدينة السليمانية ولكن سؤالي هو كم من مبدع الان في داخل العراق يهان ويسلب حقه في ثنايا حياتنا اليومية والى متى ينتظر الموهوبون العراقيون شهادة تزكية من الغرباء الابعدين ليثبتوا جدارتهم ليكتسبوا بذلك براءة الابداع في بلدهم , انها معضلة تحتاج الى تحليل نفسي واجتماعي للنفس العراقية التي تستكثر كلمة الثناء للاقربين , حقا انه بلد عجيب , بلد يتصرف فيه الجميع على طريقة مراة الميدوزا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه