الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ان عراقا بلا شيوعيين هو افتراض عقلي مستحيل

علي عبد الكريم حسون

2013 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



العنوان أعلاه هو للدكتور فارس كمال نظمي , الذي يؤكد بأننا : (( مثلما لانستطيع أن نتخيل عراقا بلا بغداد فنحن لا نستطيع القول بعراق بلا شيوعيين , لأن جزءا ثمينا من نسيجنا الأجتماعي قد حاكته الأبرة الشيوعية الأنيقة والمثقفة والعقلانية . )) .
ترى ماالذي يجعل من المرء شيوعيا وفي العراق خاصة ؟؟ لاريب أنه الشعور الطاغي بحدة التفاوت الأجتماعي , وعمق الأستغلال في مجتمع يتربع في قمته المستغلين – بالكسر – وفي قاعه المستغلين – بالفتحة , وبمعادلة طرفها الأول غنى وترف يحيط بالقلة , وفقر مدقع يحيط بالكثرة من شرائح العمال والفلاحين وكل شغيلة اليد والفكر .
كل ذلك حدا بالمئات ثم بالألاف , لأعتناق فكرة الشيوعية , آملين بأن يتحقق هدفهم ببناء مجتمع خال من الأستغلال . هذه الجمهرة التي ألتفت حول الحلقات الماركسية الأولى في البصرة والناصرية وبغداد , نهاية عشرينيات القرن الماضي ... أستمرت حاملة مشعل الوطن الحر والشعب السعيد لثمانين حولا . بحيث جعلت الدكتور فارس يستنتج بأن : (( أجهزة الأمن القمعية لم تكن تجد صعوبة كبيرة في تشخيص وجوه الشيوعيين في الجامعات والمعامل والمقاهي ... بسبب هالة الأمل والكبرياء الواضحة التي تحيط بسلوكهم وأحاديثهم )) .
التساؤل مشروع : (( لماذا هم الفئة الأجتماعية الوحيدة التي لاترشى ولاترتشي ؟؟ )) . الجواب بسيط : (( أذ يحركهم وعي تأريخي – أخلاقي حاد بأن الفضيلة مطلوبة لأنها جميلة وضرورية ومفيدة لكل الناس . )) . فذاكرة الشعب العراقي تحتفظ بخزين ثر من أمثلة ناصعة البياض لنقاء الشيوعي في عمله ووظيفته وتضحيته , فحتى الأنظمة القمعية , التي ماكّلت يوما عن ملاحقتهم والزج بهم في السجون والمعتقلات والمنافي , كانت تعهد لهم بوظائف ومهام , عندما تعجز عن الأتيان بموظف نظيف نزيه لشغلها . واليوم بعد التغيير الذي حدث في 2003 وأنطلاق جمهرة الشيوعيين للعمل العلني , وشغلهم لمهام وظيفية في الدولة , لم ولن يوجد بينهم من أرتشى , أو خان الأمانة , أو ظّل الطريق , فالوزارتين اللتان شغلهما الحزب كانتا من أنزه الوزارات , ومثلهما الوظائف الأخرى ...
وفي عودة للتأريخ القريب , وبالتحديد لتأسيس الدولة العراقية في 1921 يرى الدكتور فارس بأنها كانت : (( نتاجا لمجتمع مشبع بقيم الحياة والتمدن التي أشاعها الشيوعيون وزملائهم الديمقراطيون والليبراليون والعلمانيون ... )) . فحقبة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي , كانت أيامها , ساحة وملعب للشيوعيين العراقيين الذين أشاعوا مفاهيم العدالة والأيثار والتضحية . ونشر أفكار التقدم والحرية والسعي لبناء الدولة الديمقراطية الوطنية ... فكان الشيوعي في نظر الناس هو : العفيف الصادق المضحّي القريب من الناس , في همومهم ومشاغلهم اليومية , بشخصية تستمد صلابتها من مأثور عالمي تتربع على قمته نظرية لم تكتفي بتفسير العالم بل تغييره .
شيوعيو العراق حاولوا جهد الأمكان , مزج النظرية بتراث بلدهم الرافديني , ومأثوره الأسلامي , عبر أول قوانين لحقوق الأنسان أحتضنتها أرض بلادهم . متمثلة بأور كارجينا وسرجون الأكدي وحمورابي , مستكملين أياها بمآثر : أبا ذر الغفاري وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب .
# ماحصر بين قويسين هو أقتباسات من مقالة للدكتور فارس كمال نظمي كتبها في شباط 2010 ونشرها في أحدث كتبه ( الأسلمة السياسية في العراق _ رؤية نقدية ) منشورات دار المدى _ ط 2 _ 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف