الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة شعب على مرسي أم انقلاب عسكري؟ المقال الثالث: انقلاب أم ثورة أم تمرد ؟

محمّد نجيب قاسمي

2013 / 12 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ثورة شعب على مرسي أم انقلاب عسكري؟
المقال الثالث:
انقلاب أم ثورة أم تمرد ؟

1 - من اليسير تعريف الانقلاب العسكري فهو ليس من المفاهيم النظرية المعقدة بل يكفي استحضار التاريخ السياسي لمعظم الدول الإفريقية والعربية ودول أمريكا الوسطى والجنوبية في القرنين الماضي والحالي لتبين طبيعة الانقلاب العسكري..إنه ببساطة استيلاء العسكر على السلطة .ومن مقتضياته أن يكون فجائيا دون سابق إعلام وأن يتولى عسكريون الحكم ويفرضون سلطتهم عبر نشر الدبابات والجنود في الشوارع والميادين ويحاصرون مباني الإذاعة والتلفزيون . ويعلنون حالة الطوارئ ومنع الجولان ويغلقون الحدود ويتعهدون بأشياء كثيرة أهمها إرجاع السلطة للمدنيين حال توفر الظروف ....والالتزام بالمعاهدات الدولية ...
فهل حدث شيء من هذا في مصر في الثالث من جويلية 2013؟
أكاد أجزم بأن معظم هذا لم يقع بل حدث بعضه فحسب ...فالعسكر لم يستول على السلطة بل سلمها لمدني من أبرز خبراء القانون ومن المشهود لهم بالنزاهة والاستقامة والحرص على العدل والإنصاف إنه رئيس المحكمة الدستورية العليا..أما فريقه فكلهم من الكفاءات الوطنية المدنية..ثم إن الأمر لا فجائية فيه فطيلة أيام عديدة عمل شبان ثائرون على الاستعداد للحشد العظيم في الثلاثين من جوان 2013 ويومها أمهل الجيش الجميع ثمان وأربعين ساعة لحسم الخلافات وصرح جهارا نهارا بأنه سيضطر للتدخل لإقرار خارطة طريق تجنب البلد فوضى غير محسوبة.
ولم نشهد محاصرة لمبنى الإذاعة والتلفزيون ولا إعلان حالة طوارئ و لا منع جولان بل سمح بالتظاهر السلمي والاعتصام ولم تغلق الحدود ولم يتعهد أحد لأحد بشيء....لكن تبقى مسألة جوهرية لم نجب عنها وهي العقبة الرئيسية في كل القضية وهي الشرعية الانتخابية . وهذه نؤجلها إلى حين.
2 - يقول آخرون إن ما حدث ثورة شعبية..فهل هي كذلك؟
الثورة هي تغيير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي القائم من خارج النظام القانوني السائد . فهي عمل غير قانوني لا يقرها دستور ولا أية قاعدة دونه. وتستمد شرعيتها من الجماهير ولذلك توسم بالشعبية . فهي هبّة شعبية عارمة تتنوّع فعالياتها تنوعا شديدا من التظاهر إلى الاعتصام إلى الإضرابات العمالية إلى العصيان المدني إلى المواجهات المباشرة مع قوات الشرطة وغيرها من التشكيلات وتنتهي بالإطاحة بالنظام فتستكمل مهمتها الأولى المتمثلة في هدم القديم وتنتقل مباشرة إلى استكمال مسارها الطويل في البناء وتحقيق مشروعها الثوري.
فهل حدث هذا ؟ أكاد أجزم للمرة الثانية بأن معظم هذا لم يقع بل حدث بعضه فحسب. فقد نزل الحشد العظيم وملأ الساحات في إطار ما يسمح به القانون وطالب بتنحي الرئيس بكل سلمية ،بالهتاف والأناشيد ،وذلك في ما رآه استكمالا لأهداف ثورة الخامس والعشرين من جانفي 2011..إنه ببساطة استرداد للشرعية الثورية بالشرعية الجماهيرية من القوى غير الثورية ذات الشرعية الانتخابية . انه الثورة في فصلها الثاني ..
فما حدث إذن ليس انقلابا عسكريا وان كان البعض سماه بالانقلاب الشعبي وليس ثورة بل هو ببساطة ودون حاجة للف أو دوران" تمرّد" كما اسماه أصحابه
وهذا يحتاج منا إلى تأصيل نظري وتعبئة اللفظ بمعناه الاصطلاحي الجديد ....
3 - دأبت الأنظمة الحاكمة بوصف المنتفضين عليها بالمتمردين وهي تقصد بذلك أنهم خارجون على القانون أي على الشرعية . ولعمري إن الشرعية لباس فضفاض ما زال في حاجة إلى تدقيق كبير .
ولذلك يمكن القول بأن التمرد كمفهوم سياسي جديد هو خروج الشعب على الشرعية الانتخابية القائمة . فمادام الشعب هو مصدر السلطات فهو يمنحها لمن يشاء وينزعها عمن يشاء في الوقت الذي يريده لأنه هو صاحب السيادة . وفي هذا بعض جواب عن مسألة الشرعية الانتخابية.
ولكن لماذا تدخل الجيش؟
فقط لتسريع شريط الأحداث .فعوض أن يستغرق الأمر مدة من الزمن قد تطول حسمت القوات المسلحة أمرها وقطعت كل قول . وكم كان من النادر توافق الجيش وقوات الأمن الداخلي والقضاء ومعظم الإعلام ومعظم الجماهير ومعظم الأحزاب ..
قد يعترض قائل بأن هذا لا يحدث في النظم الديمقراطية والحال بأن من صفقوا لهذا يدّعون الديمقراطية ويتهمون أصحاب الشرعية الانتخابية بالعداء للديمقراطية .والجواب عن ذلك أن النظم الديمقراطية المشهود لها قد استقر فيها النظام الديمقراطي عبر عقود طويلة من الزمن شهدت تراكمات لا حصر لها وهي في كل الأحوال لا تتغير سياساتها كثيرا باختلاف الأحزاب أو الإتلافات أما في مصر وكذلك في تونس فالنظام الديمقراطي ما زال ناشئا ولا تجارب راكمها بالإضافة إلى أن الانتخابات تمت في ظرف وجيز بعد الثورة و لم تتوفر المعطيات اللازمة للناخبين لاختيار ممثليهم حيث غلبت عليهم الانتماءات القبلية والجهوية والدينية والشخصية التي لا تصلح بأية حال مقياسا لاختيار الحاكم أو المشرع . وهذا متتم الجواب عن الشرعية الانتخابية .
ولكن هل تحقّقت آمال المتمرّدين علي يد الجيش؟ وهل استفاد الإخوان في مصر من خروجهم من الحكم أم خسروا؟ وهل اللعبة مصريّة بحتة ؟
وللحديث بقية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي


.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن




.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح