الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيخ والطفلة .. وافدان من السعودية على العراق

محيي المسعودي

2013 / 12 / 23
الارهاب, الحرب والسلام



تُقى طفلة بريئة جميلة مُقبلة على الحياة, بهية نقية كقطرة ماء صافية تترقرق فوق زهرة بنفسج, غسلها الندى فجرا . طفلة لم تُكمل عامها الخامس بعدُ , قدِمت الى العراق - قبل ايام - مع ابيها وامها , معزيّة فاطمةَ الزهراء بذكرى فجيعة مقتل "بن فاطمة" الحسين بن علي بن ابي طالب , واهله واصحابه, ومواسية سبايا كربلاء . ربما جاءت تُقى معزية بمقتل " شريك طفولتها" الرضيع عبد الله بن الحسين الذي ذبحه سهم بطل الاعراب ( حرملة) من الوريد الى الوريد .. او ربما جائت معزية بطفلي مسلم بن عقيل اللذين ذبحهم الاشعث على ضفاف نهر الفرات .. طفلة جاءت بكل براءتها منتصرة للحق والعدل ضد الظلم . منتصرة للحياة والسلام ضد الموت والقتل والدمار . جاءت فَرِحة بسفرها , محتفلة بالمكان الجديد الذي تراه لاول مرة , نافضة عنها تراب الصحراء , بنفطه القذر وبأفاعيه السامة , وبحقده ولؤمه اللذين ما انفكا يدمران الحياة من حول الجزيرة , مغتسلة متطهرة بماء دجلة والفرات . لم يكن في بالها ولا علمها ان الاعراب يظلوا اعرابا ولو استعبدتهم امريكا قرنا من الزمن . لم يكن في بالها ولا بال امّها وابيها ان الف اشعث والف حرملة والف شمر لمّا يزالوا يجبون الصحراء بحثا عن مدن جملة يحرقوها ونفوس بريئة يزهقوها ودماء طاهرة يريقوها ...
طفلة قدمت الى كربلاء ببراءتها وحسب . حتى ترديدها كلمات العزاء لفاطمة الزهراء كان غناء من اجل الحياة واستمرارها بسلام وأمان وسعادة , هذه هي الوافدة الاولى على العراق التي قتلت بوابل رصاص اطلقه ضِباع الجزيرة العربية عليها عند مدينة سامراء - بوابة صحراء الاعراب الاجلاف على العراق -
اما الوافد الثاني على العراق , فهو رجل جاوز الثلاثين من عمره , جلفٌ خشن الخُلق والجسد والملبس , دشداشته قصيرة ولحيته طويلة . روحه معتمة, وعقله مغلق , يقدس الموت ويكره الحياة , يرتدي حزاما ناسفا . انّى ذهب , ورشاشه محشو بالرصاص, ويده على الزناد, يطارد البراءة والسلام , وانّى وجدهما قتلهما , فان لم يستطع بالرشاش قَتْلهما , فجر حزامه الناسف , فقتل نفسه من اجل ان يقتل البراءة ويمزق السلام . هذا الوافد الجلف لا اسم صريح له , اسمه كنية مستعارة من اسماء اجلاف الصحراء وضباعها " كنيته , ربما هي (ابو قتادة او الجراح, او السيّاف , او الحجاج ... )
على الطريق , مابين سامراء وكربلاء , كانت امُّ تُقى تُنشد ابنتها الطفلة ترنيمة امّ الرضيع القتيل ( عبد الله بن الحسين) وتردد معها الطفلة : (مهدك يسألني عنك بُنيْ .. وحليب الصدر يناديك ... وعيوني نارا ودما تبكيك) لم تكمل الام ترنيمتها والطفلة تردد معها , حتى انطلقت زغاريد الموت من رشاش ابي قتادة السعودي الصحراوي .! رصاصا يمطر منشدة ومرددة معا . رصاص ينطلق من روح سوداء معتمة حاقدة , وعقل مغلق على الكراهية والموت . اخترقت رصاصات ابي قتادة جسد الام فقاومت الامُّ , واخترقت رصاصات ابي قتادة جسد الطفلة تُقى , فمزقت احشائها الطرية , ودفعت بروحها عاليا لتلتقي روح الرضيع عبد الله بن الحسين في مكان ما !؟ يقول ابو قتادة عن هذا المكان انه مكان احباب الله , انه مكان فيه رسول الله ينتظر ابا قتادة ورهطَه على وجبة طعام ساخن كجزاء لفعلته الاخيرة هذه وما يُماثلها .
على ارض الرافدين سعوديان يقتل احدهما الآخر !؟ سعوديان, الاول جاء يؤدي طقوس الحياة الحرة الكريمة ويستذكر رجالا ونساء واطفالا صنعوا الحياة وكتبوا التاريخ من اجل الجميع , صنعوا الحياة بدمائهم , فخلّدوا العدل والحق والكرامة الانسانية وفتحوا باب الثورة على الظلم والظلام , فخلدهم فعلهم هذا على صفحات التأريخ . الوافد السعودي الاول كان صانع حياة بامتياز ببراءته بطقوسه بوعيه بحلمه بآماله باحلامه . اما السعودي الثاني , فكان قاتلا مدمرا للحياة , حاقدا بحقارة , ظلامي بامتياز .
فأي من السعوديين اقرب الى الحقيقة وأجدر بالحياة واي منهما اقرب الى الضلال والجريمة والعدوان واجدر بالانقراض !؟
اجيبوني بلا لبْسٍ وتضْليل *********** فانّي لستُ ذا دينٍ, وتأويل !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ المسعودي
علي البابلي ( 2013 / 12 / 24 - 05:43 )
القاتل هنا هو مجرم حتما
من ناحية أخرى
النزاع الطائفي هو نزاع سياسي على السلطة بين سلطة أهل السنه ألآفل حكمها التأريخي على كل العراقيين
الاوضاع السياسية والامنية الكل يعلم انها متدهورة ومتدهورة جدا في منطقة سامراء والطارمية
لماذا رجال الدين السياسيين الشيعة يدفعون الزوار ويشجعونهم بزيارة سامراء اصلا في ظل هذه الاوضاع الحرجة جدا
لماذا العائلة السعودية الشيعية هذه ذهبت مع صغرها الى منطقة فيها القتل الطائفي وعلى الهوية يوميا
من شارك في قتل الطفلة تقى من شجع على الزيارات في ظل الاوضاع ومن استصحبها الى منطقة ساخنة جدا
تشبيهها بالطفل عبد الله الرضيع عند مقتله في الطف جدا صحيح وموفق ...لماذا ؟لان الحسين كان عليه ان لا وأكرر ألف مرة لا يدخل بالطفل في ارض المعركة وهو يعلم انهم قاتلي اهل بيته من اولاده واولاد أخوته فكان النزاع سياسي على السلطة ايضا
خرج الحسين مع اصحابه الى الكوفة من كربلاء وأهل بيته حاملي سلاحهم والرايات لاستلام حكم صار لغيره فكان سوء تقدير أدى الى ملايين الضحايا وتفرقة أمة واذا كان يزيد سيّء فيسقط بانتفاضة اسلامية شاملة
الذي قتل الاطفال ايضا هم من أدخلوهم المعركة

اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران