الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخلاقيات المسرح والتنظيم الابداعي

فاضل خليل

2013 / 12 / 25
الادب والفن


وهو المناخ الملائم الذي تتولد فيه حرية الممثل الابداعية. من الطبيعي بان الممثل في المسرح يحتاج الى ظروف من الحرية كالتي يتمتع بها الكاتب والرسام اللذان يعملان في عزلة بعيدا عن التأثيرات الجانبية البعيدة عن الابداع. هذه الحرية التي يجب ان يتمتع بها كل فرد من فريق العمل تعززها التجربة من النجاح والفشل لكل فرد من افراد الفريق المسرحي.
ان اخلاقيات المسرح كما تعارف عليها العاملون في المسرح ومنذ عهد ستانسلافسكي فتعني:[ الاحترام المتبادل بين العاملين، واللياقة في التصرف، مع القدرة على الاحساس بمزاج الاخرين ]. فخاصية التمتع بالاخلاق تتطلب، نكران الذات، وحسن النية، في العلاقة الروحية بين الفنان والناس الذين يعمل معهم، على ان نعرف بأن اخلاقيات العمل الفني لا تنفصل عن التكنيك الابداعي.
• كيف يكون الخيال مبدعا في الحياة ؟
ان الخيال المبدع : هو في لعب التصور المتحفز الديناميكي الجدلي غير الثابت .
ان ثراء الخطة الاخراجية او ضآلتها يتبع ثراء او ضآلة الخيال. وكما نعرف بأن الخيال يرتبط بالمبالغة، ولولا موهبة الخيال ما كان الفن. وعليه لابد من تدريب الخيال وتنميته مثل اي موهبة في نفوسنا - على ان نعرف كذلك – بأن الخيال يفقد حدته مع تقادم الزمن والسنين . وبما ان الانفعالات والانطباعات التي يتم اختيارها مرتبطة بالحياة ووليدة عنها فهي – بالضرورة – تنهض في وعي الحياة مثيرة وعيها في الايقاع المتدفق . في الافعال ، والتصرفات ، والطبائع البشرية . متجسدة سيميولوجيا من خلال الاشارات والدلالات ، اي انها ترتبط بالظروف المحددة وبالزمان والمكان المحدد ، وفيض الذكريات ومخزونه المعرفي المرتبط ابداعيا في اقتراح اللوحات والمشاهد والصور التي تتشكل منها الخطة الاخراجية ، وهذه العملية – حسب الكسي بوبوف (8) – [ النضوج المعذب ] او [ لحظة الاستنارة الواعية ] وهي اساس التفكير الفني الواعي عند المخرج .
من الاخطاء الجسيمة في الفن ان نتوجه الى النتائج من خلال الطرق الاقصر . بعيدا عن معرفة ، ان عملية التبلور للافكار انما يتاتى عبر الصور الفنية وتسلسلها المنطقي المتتالي ، الذي لا يتحققبمعزل عن [ الصبر] صفة الباحث . هذا النضج المعذب ، هو لحظة الاستنارة الواعية التي تؤسس الى التفكير الذي يجسد العرض المسرحي [ فكر المخرج ] . ان دور الكاتب هنا قد تماهى وتلاشى مع فكر المخرج وكل العاملين على العرض . ان دور الكاتب لوحده سيظل قاصرا وعاجزا عن تحقيق فعله في نفوس الجمهور بعيدا عن المخرج وخطته الاخراجية التي تعكس الافكار بافعال منظورة تطرح. واذا كان [ نص الكاتب ] هو [ القلب ] فان تاليف العرض من قبل المخرج هو [ نبض ] القلب . وهنا لا بد لنا من طرح السؤال :
• بماذا تختلف شاعرية المخرج عن شاعرية الكاتب ؟
ان الخيال يكمن في خيال كل واحد منهما ، ان [ خيال الكاتب ] انما ينطلق من احداث وشخصيات الواقع نفسه . لكن [ خيال المخرج ] يلتهب عندما يلتقي انطباعه مع انطباع المؤلف ، وما ينشا عنه من انطباع الذكريات الانفعالية المعاشة ، التي يعني باعث تلك الانفعالات والمشاعر للمسرحية المقروءة . ومثل ما يرى الكاتب نصه قبل كتابته ، فان المخرج ايضا يرى العرض مجسدا في رأسه قبل عرضه على المسرح . وعليه فالمخرج لا يمكن ان يعطي للعرض صورا ومعالجات غير مجربة وبعيدة عن الواقع الذي كتبها المؤلف وفق الواقع الذي عاشه او تصوره . ان جوهر عمل المخرج على النص المكتوب هو : ادخال فكر المسرح والنظام ، لفوضى المشاعر وطوفانها في النص . الذي سيولد حتما رؤية فنية واضحة للمواقف الدرامية ، وما سيتبعها من التشكيل الحركي والتفاصيل الجزئية من خلال التنيق الفني والدرامي لفضاء المسرح [ السينوغرافيا ] .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في