الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون يفرحون أيضا بمولد عيسى بن مريم

محمّد نجيب قاسمي

2013 / 12 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


المسلمون يفرحون أيضا بمولد عيسى بن مريم
لا يكتمل إيمان المسلم إلاّ إذا آمن بالرسالات السماويّة وبالنبوءات السّابقة.وقد قصّ القرآن الكريم أخبار من سبق من الرّسل و أفاض في بيان دعواتهم التوحيدية وما لاقوه من عنت ومشقّة في نشر المحبّة والتّآخي والتراحم بين النّاس ..ولعلّ ما نقرؤه في سورة مريم كفيل بإبراز مكانة المسيح عيسى بن مريم عليه السّلام عند الله شأنه في ذلك شأن بقية الرسل .
ولمّا كانت هذه الأيام تسجّل مرور حوالي ألفي سنة تزيد أربع عشرة على اتخاذ مريم البتول مكانا قصيّا فيه أنجبت من كلّم الناس في المهد صبيّا وهزّت بالقرب منها جذع نخلة فأكلت من رطبها تمرا هنيّا فإنه من دواعي فرح المسلم وسروره أن يستذكر قصّة مولد من بشّر بالرسول أحمد خاتم الأنبياء ويعتبر بما دأب عليه من حرص على السّلام والأخوّة والمحبّة بين سائر البشر ...إنّها مناسبة للفرح لأنّها من لحظات اتحاد الأرض بالسّماء ...لحظات من انكشاف النور الأبدي على البشريّة . لحظات يُنتظر أن يتعانق فيها المسيحي والمسلم ويصلّي كلّ صلاته ليُرفع الشرّ والبلاء عن الخلق جميعا ..
لم تدع الدّيانات إلى الحزن والكآبة بل دعت إلى الفرح والحبور..وما الحياة الدّنيا إلا لهو و لعب....فلماذا نمنع النّاس من إقامة الأفراح ؟ لماذا نحرمهم من لحظات نشوة وسعادة والدين كلّه ترغيب بالنشوة والسعادة والجزاء كلّه نشوة وسعادة؟ ألا يكفي ما عليه النّاس من هموم وأحزان وشرور ؟
ليس الفرح والاحتفال هما ما حرّم الإسلام و نهى عنهما بل حرّم بعض أشكال الفرح وهنا تكون دعوة المسلم دعوة إلى الحذر والانتباه ومن شاء أن يحذر فليحذر ومن شاء أن يختار ما يختار فعليه وزره ولن يشترك معه أحد في العقاب.
لو أفلح النّاس جميعا في أن يكون دهرهم كله فرحا لكان ذلك عند الله حسنا .فالكون مسخّر لنا نحن البشر لننعم فيه بآلائه اللامتناهية ونشكر ربنا على نعمته تلك بإظهارها في مأكلنا وملبسنا وعلى وجوهنا بسمة وبِشْرًا وطلاقة . العبوس والكآبة ممقوتان عند الخالق .....الفرح عبادة والحزن بلادة..
ثمّ...ماذا بقي لنا نحن المسلمين من أيّام فرح؟ ألم نتقاتل أيام الأعياد وعند مواسم الحج والصوم؟ ألم ينحر بعضنا البعض أيام الأعياد؟ ألم ينفّذ حكم الإعدام شنقا في صدّام حسين ( مهما كان الخلاف معه)ذات عيد اضحى فتحوّل العيد عند الملايين إلى مأتم عظيم قهرا وحزنا وغمدا لأننا لم نتعوّد مثل هذا السلوك ؟ ألم يقطع بعضنا بتحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وتجريمه ؟ ألم تصبح أضحية العيد عند بعضنا مستوردة من رومانيا واسبانيا وعند أغلبنا بأسعار لا تدرك؟
من كان مشروعه الموت والدّمار والقتل والذّبح والاكتفاء بأنقاض المباني المنهارة سيحرّم كلّ شيء ،... سيحرّم ما لم يحرّمه الاله. ومن كان مشروعه الحياة فسيحلّل ما أحلّه اللّه ..وهو الأصل وسيحرّم ما حرّمه الله... وهو القليل النادر... وهو الاستثناء.
من كتاب لنا بعنوان" الإسلام من وجهة نظر مغايرة" /غير منشور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب