الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


3 مليارات دولار رشوة سعودية لفرنسا .. تُبيّض بصفقة اسلحة للجيش اللبناني ... !

محيي المسعودي

2013 / 12 / 30
السياسة والعلاقات الدولية


3 مليارات دولار رشوة سعودية لفرنسا .. تُبيّض بصفقة اسلحة للجيش اللبناني ... !
بقلم - محيي المسعودي
ظهر الرئيس اللبناني ميشيل سليمان وكأنه اميرا سعوديا اكثر منه رجلا لبنانيا - ناهيك عن كونه رئيس جمهورية لبنان - اذ مجّد بالملكَ السعودي كثيرا ونعته بصفات لم ينعت بها يوما اي من زعماء بلده "لبنان" السابقين والحاليين , حتى انه هتف بحياة السعودية قبل ان يهتف بحياة لبنان !؟ جاء ذلك في خطاب اعلن فيه سليمان ان, الملك السعودي تبرع بـ 3 مليارات دولار للجيش اللبناني , وقد تجاوز في خطابه, خطابَ متطرفي فريق 14 آذار, الساعين الى تعميق الانقسام بين اللبنانيين, معتمدا في هذا الانحياز المكشوف للسعودية وفريقها اللبناني على الـ 3 مليارات دولار التي وصفها بالمنحة السخية من الملك السعودي للجيش اللبناني . وقد جاء الخطاب في وقت يبعث على طرح اكثر من سؤال , في ظل الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة , بدءا باغتيال الوزير اللبناني السابق محمد شطح وما رافقها من اتهامات, مرورا بعلاقات فريق 8 آذار المتوترة مع سليمان نفسه, وصولا الى الحال السورية, وانتهاء بما وصل اليه الملف النووي الايراني الذي اغضب السعودية واسرائيل ووحدهم على هدف واحد . يبدو ان سليمان تبلّغ قبل فترة قصيرة جدا - لا تتعدى الساعات - بمنحة الملك السعودي , ولا شك ان هذا يعود لوقت الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي هولاند للسعودية .
ان هذه الوقائع مجتمعة تشير الى ان مبلغ الثلاثة مليار دولار , لم تكن منحة للجيش اللبناني بل هي رشوة سبق ان تعهدت بها السعودية لفرنسا مقابل تعطيل اتفاق 5 + 1 مع ايران في جنيف الشهر الماضي , وبالتأكيد ان هذه الرشوة هي عبارة عن صفقة اسلحة, لا تحتاجها السعودية, التي اشترت اسلحة بما يقارب 50 مليار دولار من امريكا ودول غربية مختلفة , كما ان هذه الصفقة ( الرشوة) هي نوع من الضغط على امريكا والنكاية بها, بعد ان ساهمت الاخيرة في محاولات انهاء الملف النووي الايراني . وما يؤكد هذه الرؤية والحال هذي ان الرئيس اللبناني بيّن بوضوح ان السعودية حددت " اي فرضت" ان يكون مصدر السلاح من فرنسا حصرا , ولكي تتأكد هذه الحال اكثر, لم يبيّن الرئيس سليمان , من سيحدد نوع وكمية السلاح , ما يعني ان السعودية وفرنسا هما من يحدد نوع السلاح الذي سوف يقدم للجيش اللبناني . ما يعني ان السلاح القادم لن يكون حاميا للبنان , ولن يكون قاتلا لعدو لبنان , لان فرنسا والسعودية لا يريدان لسلاح الجيش اللبناني ان يوازي سلاح اسرائيل . ويمنع عدوانها المستمر على اللبنانيين . ناهيك عن امريكا والغرب لا يريدون سلاحا قاتلا بيد الجيش اللبناني خشية على اسرائيل . وكلنا يذكر كيف مُنعت بلجيكا من تزويد الجيش اللبناني بالدبابات حين رغبت الاخيرة بذلك . يبقى ان نقول ان هذا السلاح القادم من فرنسا بمنحة سعودية قد يكون قديما او غير جاهز ما يتطلب تخصيص مبالغ كبيرة لتأهيلة , يعجز الجيش اللبناني عن توفيرها او ان توفيرها يستنزف كل تخصيصات الجيش من الميزانية .
مع ان هذه المنحة هي رشوة سعودية واضحة لفرنسا يتم غسلها باسم الجيش اللبناني الا ان السعودية , تأمل من خلالها تحقيق اهداف كثيرة - محلية لبنانية, واقليمية ودولية - فالصفقة اعطت فريق 14 آذار الموالي للسعودية قوة كبيرة يستطيع هذا الفريق استخدامها في الشارع اللبناني وفي التجاذبات والمساومات السياسية بين الفرقاء , لانها منحة كبيرة قادمة من راعية محور 14 آذار " السعودية" ومقدمة للجيش البناني , ولا استبعد ان تستغل السعودية هذه المنحة لمحاولة شراء ولاء الجيش اللبناني الذي بدأ يحارب جماعات العنف والتطرف الاسلامي التي تدعمها السعودية نفسها , اضف الى ذلك ان السعودية تهدف من هذا المنحة الى اظهار الجيش اللبناني وكانه كامل التسليح والجاهزية , ما يعطي فريقها اللبناني المعترض على سلاح المقاومة حجة , بلقول ان الجيش قادر على حماية لبنان ولا حاجة لنا بسلاح المقاومة . ويبقى كل هذا الحديث رهن حقيقة وصول المنحة للجيش اللبناني التي قد لا تعدو ان تكون وعدا سياسيا وحسب , يطلق لاغراض سياسية لبنانية واقليمية ودولية . وعلى هذه الحال تشهد وعود كثيرة وعد بها السعوديون والخليجيون الفلسطنيين بمنح وهبات ولم يقبض الفلسطنيون غير الريح في ايديهم .
ويبقى السؤال .. اين كانت مليارات السعودية ايام ضربت لبنان ودمرت مرات عديدة من قبل اسرائيل !؟
اين مليارات السعودية من مساعدة الاقتصاد اللبناني والمجتمع المدني في هذا البلد ! ؟
اين مليارات السعودية من لبنان وهي تطرد اللبنانيين من على اراضيها
اين مليارات السعودية هذه الايام من الفلسطينين المحاصرين, الذين تسحقهم اسرائيل !؟
اين مليارات السعودية من المهجرين السوريين الذين يموتون بردا وجوعا ويستبيح شيوخ السعودية نسائهم !؟
وفي الختام استطيع القول بثقة ان المنحة السعودية للجيش اللبناني لا تتعدى رشوة تبيّضها السعودية وفرنسا باسم الجيش اللبناني , وان ما سيجنيه لبنان من هذه الصفقة لن يكون سوى تعميق للانقسام بين اللبنانيين وتغليب مصلحة فريق سياسيي واجتماعي على فريق آخر , واستمالة الجيش البناني لصالح الفريق الذي تتبناه وتدعمه السعودية وابتلاء الجيش اللبناني باسلحة ترهقه ولا تنفعه .
وتظل الحال تقول ان الرئيس اللبناني ميشيل سليمان بعد هذا الخطاب لم يعد رئيسا موحدا للبنانيين , بل اصبح واحدا من فريق 14 آذار التابعين والموالين بالكامل للسعودية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة